الأخبارالأرشيف

“أبو صالح” الفائض بوطنيته حد الانفجار.. باقٍ – وسام الفقعاوي

معقول.. فهل “انفجر” فائض شعرك في الوطن..! فلم يتحمل قلبك يا صديقي؟ ولكن هل يمكن لفائض وطنيتك أن تُفجر قلبك؟ أم انفجر في وجه من خطفوه وجعلوه سلعة في سلة مصالحهم الطبقية والشخصية وخدمة لأجندة عدونا؟
“أبا صالح” شاعر الجرح الفلسطيني؛ جرح الوطن الذي كنت تجده في ملامحه كافة.. وهو يُلقي قصيدته في وجوهنا الكالحة والفاسدة وطنيًا، وهو يُنتزع من المخيم الأول (خان يونس) بعد الاقتلاع من الملجأ الأول (بشيت) ليمضي غريبا مجددًا إلى (الحي الأوروبي) في وطنه! وهو يُلقن طفلًا واعدًا؛ دروسًا في أبجديات العودة بعد أن أُهدرت مسيراتها على حقيبة العمادي، وهو يُشجع نادي الشباب ويرقص طربًا مع كل هدف وصل أو لم يصل، لكنه كان ضمن المحاولة الصحيحة، وهو يجوب قطاع غزة؛ بطوله وعرضه على دراجته الهوائية؛ ملوحًا بعلم فلسطين الذي سقط أسير الراية الحزبية، وهو يصرخ في وجه شرطي لم ينفد القانون، بقوله المأثور: المقاومة نظام مش فوضى، وهو يسألني مستنكرًا غاضبًا: أين اليسار يا رفيق..؟ يرحم هديك الأيام..
“جبر” وأنت من جٓبرٓ الجرح الفلسطيني ولم يستطع جبر جرحه الخاص، وبقي نزفه من مداد كلمات، لا تضع اعتبارًا لمفاهيم فقدت مضمونها وتبريرها: “رئيس، ومسؤول، وقائد، ونائب، وأمين…”.
جبر أبو شقير.. كن كما أنت “أبا صالح”، وستبقى منا ونحن منك.. لك سلام الجرح الفلسطيني الذي سيشفى على يد مقاومة، كتبت لها: “أنتِ النبع والتين، أنتِ النبع الأصيل، ما نفرط.. ما نتخلى والأقصى فلسطيني”.. على العهد لمن هو منا فلسطيني “أبا صالح”.