من هنا وهناك

الإعلام.. رسالة صدق وشرف ووفاء – محـمد شـوارب

الإعلام جهاز مؤسسي لا يقل شأناً عن أي مؤسسة داخل الوطن، فهو مؤسسة تحمل رسالة تربوية، ثقافية، فكرية، تنويرية تجعله متطوراً دائماً سواء ديناميكياً أو ثقافياً، فالإعلام قادر على هذا وذاك في تقييم الأفكار والمناهج والبث في كيان المجتمع، مما يجعله يقيم ويحاسب الجميع لنقل الصورة إلى المسؤولين من خلال أدواته وبرامجه وعرضه للمشكلات التي تؤرق المجتمع. وعليه أن يقدم الحلول مصحوباً بأصحاب الفكر المستنير والعلماء وأصحاب الخبرات.

إن الإعلام جزء لا يتجزأ من منظومة المجتمع والدولة، وكما أن الجميع أفراداً ومسئولين شركاء في تحمل مسئولية البث الإعلامي بما يعيد بالنفع والتنمية والنهوض بعقل المشاهد والانتقال به من مرحلة اللاصدق إلى مرحلة الصدق.

لقد شهدت الفترة الأخيرة من بعض الإعلاميين عتاب ونقاش على المستوى الشخصي وكأن المذيع أو الإعلامي يتحدث من داخل بيته الشخصي، مع العلم بأن القناة هى نشر خبر أو مشكلة أو تحليل لمشكلة تؤرق المجتمع، وليس مشكلة خاصة بمذيع أو إعلامي. وتجد المشاهد في أشد الحاجه الماسة إلى التشويق إلى خبر أو حل وتحليل لمشكلة ما، على أن يخرج منهما بمعلومة أو حل لمشكلة قد تصادف مشكلته تماماً.

.. فتجد قليل من الإعلاميين والمذيعين، أصحاب نضج وفكر ممن يؤدون رسالتهم على الشاشة بنجاح وعلى خير أعدها، وأحياناً أخرى ترى إعلامي قد يجف قلبك من تفاهة ما يتحدث وما ترى أعينيك على الشاشة. فهناك رجال إعلاميين ومذيعين وطنيين مخلصين يخدمون الوطن من خلال برامجهم، تجدهم ينزلون إلى الشارع ويتحدثون مع المواطنين على المشاكل التي تؤرقهم وتوجعهم، وكيفية الخروج والحلول من هذه المشاكل المجتمعية. فهؤلاء إعلاميين ومذيعين أصحاب فكر ورؤيا وهم معادن فريدة، أولئلك هم الذين يعتز بهم الناس وينتظروهم من حين إلى آخر. وبهذا تستقيم بهم الحياة.

تمنيت لو كانت هناك رقابة على البعض على كل ما يذاع أو ينشر على الناس وبين الناس، فإن هناك أباطيل وخرافات وأحياناً هناك معارك وعتابات ونقاشات بين المذيعين كلاً في قناته يعاتب الآخر (كما ذكرت من قبل)، فإين رسالة الإعلام الحقيقي؟ فمن (أمارات العظمة) أن تتجنب وأن تخالف امرءاً في تفكيره أو عقيدته أو تعارضه فيما يقول. ومع ذلك تطوى فؤادك على محبته وتأبى كل الإباء أن تجرحه، فلقد أحسست أن الإعلام لا يبعث برسالة قوية شفافة تنير عقل المشاهد أو المستمع أو القارئ. فهناك بعض الأخطاء في الإلقاء متى كان المشاهد يشاهد، ومتى كان المستمع يستمع. فالإحترام الكامل لأعين المشاهد لابد أن يكون له معايير مهنية.

عندما نتحدث عن نهضة وطن أو أمة لابد أن يكون هناك رؤية ووعي وثقافة تعيد للوطن والأمة مكانتها الحضارية والثقافية، وأن تحقق النهضة المأمولة، وأن تصبح جماهير وشعوب الأمة مواطنين من النخب الفكرية والثقافية، وهذا لن يتحقق إلا بالنضوج الفكري والثقافي ومؤسسات الوطن سواء الإعلامية أو غيرها.

تراخت الأيام وأمسى في حاجة ماسة إلى شعاع جديد ينير ويضيء عين وعقل المشاهد.

محمد شوارب

كـاتب حـر

mohsay64@gmail.com

اترك تعليقاً