عربي وعالمي

أسئلة – عادل سمارة

 

 ألا يكفي تسليم الضفة الغربية؟؟

النظام الأردني منح الضفة للكيان فلماذا ايضا سوريا والعراق! أضاع النظام الأردني الضفة فليترك سوريا والعراق: في عام 1967 احتل الكيان الصهيوني الضفة الغربية وكانت مضمومة للأردن. وبغض النظر عن ان الضم كان فبركة من ادوات النظام من الفلسطينيين، فنحن نشعر اننا شعب واحد، وسارت الأمور.

مع عصر 5 حزيران 1967 أُمر الجيش العربي الأردني على الانسحاب من الضفة الغربية دون حرب، ففي المنطقة من بلدة عمواس على حدود المحتل 1948 إلى مدينة رام الله لم تُطلق طلقة واحدة على العدو، بل قام العدو بضرب اية قطعة عسكرية اردنية لحق بها. هذا ما رأيناه بام العين. وأعتقد أن يوما سيأتي وسيكتب الشرفاء من الجيش مذكراتهم دون ان تطالهم يد القمع. إنه تكرار ما حصل عام 1948 مع الجيش العراقي : (ماكو أوامر).

 لكن الغريب أن النظام الأردني نسي الضفة تماماً وتعامل مع الصهاينة كما لو كانوا أصحاب الأرض. لم نسمح من اي وزير أو ملك كلمة واحدة عن تحرير الضفة وكأن ما حصل هو عملية تسليم! فهل هناك من يجيبنا بأنه ليس تسليما؟ وبعدها تذرع النظام الأردني باتفاق أوسلو بين بعض الفلسطينيين والصهاينة ليقفز إلى عربة التسوية وتطنيش الأرض المحتلة.  فهل يجرؤ عضو برلمان على مواجهة دعوة الملك لتسليح قبائل ضد الدولة في العراق وسوريا؟ ليقول له يا جلالة الملك: سلح أهل الخليل!!! هل يجرؤ أحد على مسائلة النظام عن غرفة عمليات موك؟؟؟

فلسطينيو أوسلو ليسوا براء. ولكن اعتراف فلسطينيين بالكيان لا يعفي النظام الأردني من واحب استعادة ما أضاع او على الأقل ان لا يعترف بالكيان. اللهم إلا إذا كان النظام الأردني يعتبر وجود سلطة أوسلو-ستان تحريراً!!!

والآن النظام الأردني يسعى لتسليح عشائر سوريا والعراق؟ عظيم يا إخوان…طيب سلحونا نحن . ألسنا نحن الذين تركتونا للاحتلال! في الحقيقة السؤال موجه لكل اردني شريف سواء كان قومي، إسلامي، شيوعي، قُطري، رجل ، إمرأة، مؤمن، ملحد …الخ   والله أخشى ان تسليح عشائر سوريا والعراق هو لتسليم ارضها للكيان ليصل ليس الفرات وحسب بل بردى.  وكلمة أخيرة للذين يطربون لتدمير سوريا، هل انكرت سوريا الجولان؟ ألم تدخل حرب 1967 من أجل تحرير فلسطين؟ هل اعترفت بالكيان؟ عيب، والله عيب، ولكن ليس على ادوات عدوان امريكا زائد 83، بل العيب على الذين يسمعون الكذب المهين ويسكتون أو يقبلون به مقابل مالا قل أو كثر. ألا تلاحظون أن التدمير يطال الجمهوريات التي لم تعترف بالكيان. تحبوا الرؤساء ام لا، لا ضير، لكن ايها الناس كونوا كالبشر في العالم: أحبوا الأوطان ولا تخونوها باسم الله!

■ ■ ■

◄ حينما يتقاطع الخوف والحقد وحتى البساطة مع الخيانة

رغم انتقال كثير من الشرفاء من معسكر تأييد عدوان امريكا زائد83، إلى الموقف الوطني والعروبي، فإن كثيرين أيضا لا يزالون في كارثة استدخال الهزيمة. فهم يروجون يوميا ما يسمعونه من إعلام العدو رغم أن معظمه يتضح بعد 24 ساعة  انه كذب. فلماذا؟

البعض منهم فيه مقدار هائل من استدخال الهزيمة، يعني رانخ في الهزيمة وهؤلاء منهم مهابيل ومنهم متساقطو يسار وأدعياء قومية وطبعا فيالق من اللبراليين وما بعد الحداثيين…الخ  فهو يعتقد أن امريكا وأتباعها مستحيل أن ينهزموا. نقول له هزمت في فيتنام؟ فيقول انسحبت من هناك بعد أن شبعت ولم يبق في فيتنام ما تستفيد منه،  ماشي، فرنسا هزمت في الجزائر. يقول لا ، فرنسا قرفانة من تخلف العرب هناك. نقول حزب الله هزم الصهاينة، يقول ابداً، حزب الله عميل للكيان ولذا انسحب الكيان لكي يزيد من شعبيه السيد وتوسع الهلال الشيعي الذي يقوم الآن ملك الأردن بتشكيل هلا(محاق) قبائلي ضده.

قبل ايام كذب إعلام العدو عن مطار الثعلة في سوريا، فتدفق هؤلاء إلى كل بيت وشارع ومتجر ومسجد مؤكدين سقوط المطار، ومشككين في عرب السويداء وفي صمودهم وصمود حماة الديار ومقاتلي  القومي السوري والمتطوعين عموما ولا ننسى حرائر بني معروف وهن يعلمن ما جرى لحرائر العراق بكل شعبه. في مساء نفس اليوم اتضح ان أخبار العدو كاذبة. ومع ذلك يضغط هؤلاء بسرعة على محطات العدو باحثا عن اي خبر مضاد لسوريا او العراق او اليمن او فلسطين، المهم أي خبر يضرب الثقة والأعصاب.

وهل يحتاج العدو افضل من هكذا شخوصاً؟ لذا، لا بد للناس من الانتباه من هؤلاء، ولا بد للبسطاء وحتى المهابيل من هؤلاء أن يدركوا بان امريكا زائد 83 هُزموا وسيهزمون. وبان قوة الشعب وحماة الديار ومقاتلي اليمن وفلسطين والعراق لن يُهزموا.

حبذا لو يتريث هؤلاء كابواق خراب ومن ثم ينظروا إلى أن معسكر المقازمة والمقاطعة يتسع ويشتد ويمتد، على الأقل ان يلاحظوا، ولا نجبرهم أن ينضموا.

■ ■ ■

◄ بوتين، ستالين وتخلف أل جارديان!

نشرت صحيفة الجارديان البريطانية  المزعوم أنها يسارية، طبعا يسار إمبريالي زائف، نشرت تقريرا عن طريقة تعامل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع زواره حيث يتعمد التأخر على الأقل نصف ساعة وأحيانا ثلاث ساعات كمافعل مع جون كيري وزير خارجية العدو المريكي. (عدونا نحن بالطبع). وتزعم ال جارديان أن هذا  موقف نفسي مقصود من بوتين.

طبعا بوتين كان في جهاز المخابرات السوفيتيية ولا شك أنه كمخابرات سابق لديه خبرة ما في الأساليب النفسية.

لكن صحافيي الجارديان، الذين كتبوا عن هذا الأمر، لا يعرفون أن بوتين يقوم بما كان يقوم به ستالين. دعونا نقول لا يعرفون، لأننا إذا قلنا يعرفون أو أحدهم يعرف ولم يذكر ذلك، يكون السبب لأن لديهم حتى اليوم فوبيا ستالين والاتحاد السوفييتي. ذلك لأن الساسة والإعلام الغربي يفضلون حذف الحقبة السوفييتية من التاريخ.

نعم كان هذا تكتيك ستالين وخاصة في مفاوضات ما بعد الحرب العالمية الثانية. وممن لاحظوا سلوك ستالين هذا كان الضارية الإمبريالي ونستون تشرشل، (بالمناسبة الأب الروحي لجامعة الدول العربية – يا للعار). كان تشرشل يتضايق من تأخر ستالين لأنه كان يضطر للوقوف للتسليم عليه. ذات مرة قرر تشرشل ان يتأخر أكثر من ربع الساعة التي يتاخرها ستالين. وصل بعد نصف ساعة فوجد ستالين واقف ينظر إلى اللوحات التي في القاعة بقصد أن لا يقف حينما يأتي الإمبريالي تشرشل ويكون قد وقف احتراما له أو بروتوكوليا حتى. فأُسقط في يده.

كانت رسالة ستالين آنذاك: إننا نحن الجيش الأحمر والشعب السوفييتي هزمنا النازي وأنقذنا البشرية بما فيها أنتم ايها الإمبرياليين فيجب ان تقفوا احتراما لنا نحن الذين خسرنا 25 مليون شهيداً في هذه الحرب..

لكن مفارقات التاريخ أنه في  تفكك  الاتحاد السوفييتي كان للسعودية دور اساسي في ذلك عبر تحطيم سعر النفط مما أدى أزمة اقتصادية في الاتحاد السوفييتي، وهو ما تقوم به السعودية ضد الاتحاد الروسي بتخطيط امريكي اليوم.  تفكك الاتحاد السوفييتي  ووصل تدهور البشرية أن تصبح جمهورية الشيشان التي كانت سوفييتية، تثبح فراخة داعش بتلقيح أمريكي! أليس هذا زمن العجائب؟

■ ■ ■

◄ لماذا عدوان امريكا زائد 83

سألني أكثر من صديق في مدى دقة اقتراحي بان نسمي معسكر الأعداء ب “امريكا زائد 83”. التساؤلات والاعتراضات في محلها والنقد في محله. فنحن نتحاور من مدخل الإخلاص والنضال بالكلمة وهذا أقل القلي لسوريا وليبيا واليمن والعراق وفلسطين بالطبع. في الخطاب القومي والاشتراكي لا مجال للفردية والتسوُّد والتقليل من اي شخص.

حين يكتب المرء كلمة، لا تعود ملكا له. وهذا بداية يُعرِّي أكذوبة البرجوازية في حق الملكية الفكرية وحقوق الطبع…الخ التي هي جميعا آليات لتحصيل المال والحصول عليه مقابل التوعية. اي المال مقابل المعرفة! عجيب!

من هنا حق الاعتراض.

ولكن، لماذا أمريكا ومن ثم 83 وربما اكثر؟ اسمح لنفسي هنا بالزعم بان جميع الدول، نعم جميع الدول المشاركة علانية في العدوان  ومنها (السعودية وقطر والإمارات والبحرين وتركيا والمغرب ومصر والكيان الصهيوني) وجميع الدول المشاركة سرا او لا مباشرة في العدوان، اي المعتدية من وراء تمويهات مثل (فرنسا، بريطانيا ألمانيا إيطاليا…الخ) جميع هذه الدول هو توابع للولايات المتحدة بدرجات.

فالولايات المتحدة هي التي تقود النظام الراسمالي العالمي اي الوحشي، لقد كتبت في كتابي Beyond de-Linking:

 Development by Popular Protection vs Development by State.

الصادر عام 2005، بأن العالم  الراسمالي منقسم إلى ثلاثة مستويات:

* الولايات المتحدة هي الدولة المستلقة الوحيدة

* الاتحاد الأوروبي واليابان مثابة استقلال ذاتي

* بقية العالم الراسمالي مستعمرات.

تخيل ولا يزال يتخيل البعض أن هذا تعسف. ربما. ولكن دونما توسيع، ألم تدفع اليابان 18 مليار دولار لأمريكا حينما هاجمت العراق وأعادت الكويت للاحتلال الأميركي عام 1991؟ ألم تشارك تشيكوسلوفاكيا بمئة جندي كإثبات الطاعة؟ ألم تقدم فنلندا اسرار المخابىء العراقية (البنكرز)، ألم تقدم النرويج نظارات الرؤية الليلية للجيش الأمريكي؟

خذوا ليبيا فالسويد وقطر والسعودية والإمارات والنرويج (وهذه المعروفة) ارسلت طائرات مع الناتو لضرب ليبيا.

واليوم سوريا، ما من دولة في العالم الرأسمالي  المعادي والمتوحش إلا وأرسلت إرهابيين واسلحة ولوجستيات، وسخرت إعلامها وكثيراً من مثقفيها ضد سوريا. حتى أل بي بي سي تقول بان دخول الإرهابيين من تركيا ألى سوريا مفتوح على مصراعيه. والأهم كيف دخل هؤلاء إلى تركيا؟ هل اوت بطير ابابيبل.

خلاصة القول، بأن الحرب على سوريا والأمة العربية هي امريكية في الأساس وكل من هم في حالة التبعية لأمريكا مشاركين. هي تأمرهم بالعدوان وتأمرهم بالتوقف. إن اي شخص لا يفهم الحرب المتواصلة على الأمة العربية على انها حرب تقررها امريكا فقط. والباقي يتبع أمريكا.

■ ■ ■

◄ فرصة للفاشيين أفرادا وأنظمة

اقر مجلس الشيوخ الأمريكي او أصدر قرارا بوقف التعذيب. قرار يتطلب انتباها من الجلادين والضحايا. طبعاً قرار كهذا ليس أكثر من مكياج لتجميل وجه امريكا السياسي. وحتى لو تحول إلى قانون، فالقانون كنص ليس الأساس بل تطبيقه تومثُّله هو الأساس كما قال ماوتسي تونغ. في حال تم حقا وقف التعذيب وهذا محال، فإن امريكا توكل ذلك للدول التابعة حيث هناك سجون امريكية سرية في اكثر من 20 دولة منها مصر مبارك. ترى هل لا يزال يا من ترون في مصر ثورة!  طبعا لن يشمل القرار هذه السجون لأنها ليست على أرض امريكية مثل غوانتنامو. قبل ايام ارسلت امريكا إلى سلطنة عمان ستة معتقلين للحبس هناك. لذا ربما تفتح امريكا سجونا جديدة، وهذا يعني فرصة لكثير من الدول كي تتمول من امريكا مقابل فتح معتقلات. كانت امريكا في الستينات تدفع 5 دولار يوميا لكل دولة عن اي شيوعي معتقل لديها. كما ان هذه فرصة للفاشيين كأفراد كي يعملوا في هذه السجون، أو يفتحوا سجونا، مثلا في الكيان هناك عملية خصخصة للسجون. كما أنها فرصة للفاشيين الذين تعلموا في امريكا ودرسوا فيها واعتقلوا  وغالبا تم تضبيطهم كي يستثمروا في هذه الفرصة كمستشارين .

ولكن، لو أوقفت امريكا التعذيب هو توقف قمع السود كما رأينا مع فتاة قبل ايام.

والأهم: امريكا خلقت وتدعم وتسلح الإرهاب من القاعدة وحتى داعش فما الأخطر: التعذيب أم القتل علانية بلا حساب؟ امريكا تدعم الصهيونية اليهودية والصهيونية العربية قطر والسعودية والإمارات…الخ، أليس هذا أخطر من التعذيب. في التعذيب أحيانا لا يموت الناس، أما مع هؤلاء فالموت حق!

اترك تعليقاً