الأرشيفعربي وعالمي

ثورة الحادي عشر من فبرار الشعبية اليمنية عام 2011 – أكرم عبيد

ثورة الحادي عشر من فبرار الشعبية اليمنية عام 2011

إمتداد طبيعي لثورتي اكتوبر وسبتمبر المجيدتين

بقلم : أكرم عبيد

في الحقيقة أن ثورة الحادي عشر من فبراير الشعبية اليمنية السلمية عام 2011 هزب عرش الطغاة واسيادهم في الغرب الاستعماري وعملائهم الصغار في الخليج العربي بعدما قال الشعب اليمني العظيم كلمته الفصل وانتفض على نظام الحكم الاستبدادي المرتهن للخارج .

نعم إن هذه الثورة تعتبر إمتداداً طبيعياً لثورتي اكتوبر وسيتمبر المجيدتين ولاتزال أمامها مهام وطنية كبيرة ترتكز على مبادئ الحرية والعدالة والمساواة، بعدما آمن الشعب اليمني العظيم بضرورة التغيير الشامل لإنجاز كل اهداف الثورة وفي مقدمتها تجسيد وحدة الارض والشعب وتحرير ثروات البلاد من مغتصبيها ونداول السلطة بشكل سلمي ديقراطي .

لذلك فإن الثورة الشعبية اليمنية المتجددة اليوم تتقدم بخطوات مبدأية وثابتة الى الامام لإخراج اليمن من تحت الوصاية السعودية المرتهنة بإلأساس للسياسات الصهيوامريكية .

ولم يكن عقد المؤتمر الوطني الذي شاركت به معظم الاحزاب والقوى السياسية المدعومة من شرفاء المؤسسة العسكرية والاجهزة الامنية اليمنية التي توافقت على اهم النقاط الوطنية في الحوار الوطني الجاد لتجاوز الخلافات الثانوية إلا خطوة لخارطة طريق ثورية جديدة لإخراج البلاد من الازمة على طريق تحقيق كل اهداف الثورة وفي مقدمتها تشكيل الحكومة الانتقالية من مختلف القوى الثورية التي تمثل المصلحة الوطنية الحقيقية للشعب اليمني ومنحها الثقة للإشراف على إجراء إنتخابات مجالس المحافظات وإعادة صياغة الدستور والإنتقال الى الانتخابات البرلمانية والرئاسية بضمانه وحماية قوى الثورة الشعبية .

وهذا ما يثبت للعدو قبل الصديق والشقيق ان الشعب اليمني وقواه الثورية الحية تمتلك من الوعي والحكمة ما يؤهلها اليوم لوضع آليات عمل مناسبة لإعادة بناء مؤسسات الدولة اليمنية بعد السمو فوق الجراح وتغليب المصلحة الوطنية على كل المصالح الشخصية او الحزبية او القبائلية وفي مقدمتها تغليب عامل المصالحة الوطنية والتسامح والتعايش بين ابناء الوطن ورفض سياسة التبعية والتحريض والعنف والمناطقية والطائفية والتخندق خلف الشعارات البراقة المشبوهة التي يلعب البعض على وترها في الداخل والخارج بتحريض مسعور  من الاعلام الخليجي والغربي المأجور الذي يعتمد على سياسة الفتنة المذهبية والطائفية لتعميق الخلافات بين ابناء الوطن الواحد لتبقى البلاد والعباد تحت نير التدخلات الخارجية للوصاية والنهب والتخريب الممنهج .

لكن المتابع للاحداث والتطورات التي يشهدها اليمن يجد ان هناك بوناً شاسعاً بين ما يحدث على الارض وما يصورة الاعلام الفتنوي الغربي والخليجي وخاصة السعودي والقطري الذي يتعمد رسم صورة مشوهة تتناقض بشكل صارخ مع الصورة الحقيقية عما يجري في هذا البلد المنكوب بسبب الوصاية السعودية التي تتعمد نشر الفكر الوهابي التكفيري الظلامي الارهابي بين ابنائه على قاعدة تعزيز الفتنة الطائفية والمذهبية المقيتة من خلال شراء الذمم والتخريب الممنهج  والتدخل المباشر لتحطيم أهداف ثورة الحادي عشر من يناير في العام 2011 من خلال عملائها الصغار وفي مقدمتهم حزب التجمع الاصلاحي وشركائه الذين يحاولون احياء ما يسمى بالمبادرة الخليجية التي عطلت الدستور ومنحت رموز الفساد والافساد بقيادة الرئيس المعزول علي عبدالله صالح الحصانة من الملاحقة القانونية بسبب الجرائم التي ارتكبت بحق ابناء الشعب اليمني ونصبت نائبة منصور هادي للرئاسة مما عمق الازمة بين المؤتمر الشعبي وتكتل احزاب اللقاء المشترك الذي يهمين علية حزب التجمع الاصلاحي اليمني بقيادة آل الاحمر الذين حاولوا سرقة اهداف الثورة الشعبية اليمنية بتغطية من الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي .

 لكن الشعب اليمني العظيم وقواه الثورية الحية اكتشف هذه اللعبة السعودية القذرة منذ بدايتها وانتفض من جديد لتصويب مسار الثورة فنزل الى الشوارع مرة اخرى بالملايين رافضاً سياسة الوصاية والارتهان وسرقة اهداف الثورة لكن الرئيس منصور هادي رفض الاستجابة للمطالب الشعبية معتقداً ومتوهما ان السعودية والخليج والأنظمة الاستعمارية الغربية المتصهينة بقيادة الادارة الامريكية قد تحمية من غضب الشعب اليمني الثائر لكن مصيره لم ولن يكن افضل من مصير معلمه علي عبدالله صالح وشاه ايران ومبارك وغيرهم من رموز الانظمة الدكتاتورية الفاسدة التابعة التي سقطت تحت ضغط شعوبها الثائرة .

لهذا السبب فقد بادرت القوى الشعبية الثورية الحقيقية من القوى السياسية والاحزاب والقبائل العربية الاصيلة والقيادات العسكرية والامنية الشريفة بقيادة انصار الله لتعبئة الفراغ الدستوري واخذت على عاتقها تشكيل اللجان الشعبية لملاحقة رموز الفساد والافساد وقوى التكفير الظلامية الارهابية من فلول القاعدة وأذنابها لتطهير البلاد من رجسها , واطلقت المبادرات الوطنية الجادة , لاخراج اليمن من ازمته وحشرت الاحزاب والقوى المرتهنة للخارخ والتابعة للنظام السعودي في زاوية ضيقة بعد تمسكها بالمبادرة الخليجية المشبوهة لمواجهة القوى الثورية اليمنية وخاصة عندما حاول الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تعزير هذا الخيار الفاشل في مناورة مكشوفة بعد تقديم إستقالته لقلب المعادلة ظناً منه ومن اسياده الذين يحاولون أن يصوروا للرأي العام العالمي ان استقالتة وإستقالة حكومته ستعقد الامور في اليمن وتؤزم الاوضاع من جديد بعد فرض سياسة الفراغ الدستوري .

 وفي الحقيقة ترافقت هذه المهزلة مع هجمة إعلامية شرسة ومركزة غربية وخليجية متصهينة بقيادة الجزيرة والعبرية تعمدت اللعب على وتر الطائفية والمذهبية والتهديد بالانفصال ما بين الشمال والجنوب واتهمت الجمهورية الاسلامية الايرانية بالتدخل في الشؤون الداخلية  لليمن واطلقت العنان لعملائها التكفيريين من القاعدة وأخواتها بالتحرك لمواجهة اللجنان الشعبية الثورية لحرف بوصلة الثورة الشعبية عن اهدافها الحقيقية لوضع البلاد والعباد على شفير الحرب الأهلية وترافقت هذه الحملة الاعلامية الارهابية مع حرب نفسية على الشعب اليمني هددت بشكل فاضح بقطع المساعدات السعودية عن اليمن وعزله على الصعيد الدولي بعد اغلاق بعض السفارات الخليجية والغربية لتعقيد الامور وإعادة اليمن لدوامة الحرب الاهلية والانقسام .

 وهذا بصراحة ما يذكرنا بالهجمة الاعلامية العالمية على سورية في بداية الحرب الكونية المعلنة عليها لكن سورية صمدت بوحدة الشعب والجيش والقيادة بزعامة الرئبس بشار الاسد وحققت الانتصارات تلو الانتصارات على العصابات الارهابية الوهابية التكفيرية واصبحت في الربع ساعة الاخيرة من إعلان الانتصار الكبير لسورية.

وفي كل الاحوال هذا هو ديدن اسياد الارهاب العالمي ورعاته وعملائهم الصغار في المنطقة من المتصهينين الجدد وفي مقدمتهم النظام السعودي والقطري والطوراني التركي الذين تعمدوا تمويل وتسليح العصابات الارهابية في اليمن وسورية والعراق ولبنان ومصر وليبيا وغيرها لتعميم سياية الفوضى الخلاقة من خلال سياسة الفتنة الطائفية والمذهبية لهذه الشعوب لتقسيمها من جديد ولكن بمفاهيم ومقاييس صهيوامريكية ليكون العدو الصهيوامريكي المستفيد الوحيد .

ويالرغم من شراسة المؤامرة والحرب الاعلامية الشرسة نجحت القوى الثورية اليمنية في عقد المؤتمر الوطني الموسع الذي امهل القوى السياسية  ثلاثة ايام للخروج من دائرة الفراغ وحل الازمة وفي مقدمتهم الرئيس المستقيل وحكومته المنهارة وفوض اللجان الشعبية بترتيب اوضاع البلاد لقطع الطريق على المؤامرة والمتأمرين واثبت الشعب اليمني وقواه الثورية أنهم يملكون المزيد من الوعي في مواجهة كل اشكال المؤامرة لقطع الطريق على اعداء الشعب اليمني وثورته المباركة في الداخل والخارج .

 وبالرغم من ذلك مازالت الثورة تواجه الكثير من المشكلات الداخلية والخارجية وهذا يحتاج من كل ابناء الشعب اليمني العظيم حشد كل الطاقات والامكانيات وتوحيدها خلف قوى الثورة بقيادة اللجان الشعبية للتغلب على هذه العوائق وقيادة البلاد والعباد الى الى الاستقلال الوطني الحقيقي وتطهير البلاد من من رموز الفساد والافساد وأساطين القوى التكفيرية وألإرهاب لحماية وحدة الارض والشعب ووضع آلايات العمل المناسبة للتطور والتقدم لحماية إنجازات الثورة والاستفادة من التجربة السورية في المقاومة والصمود لمواجهة الارهاب والارهابين من المتصهينين الجدد لتحقيق النصر بوحدة الشعب والجيش بقيادة اللجان الشعبية التي ستحقق كل اهداف الثورة ليستعيد اليمن دوره ومكانته على الصعيدين العربي والدولي ويلتحق بركب محور المقاومة والصمود في مقاومة كل اعداء الامة في الداخل والخارج بقيادة العدو الصهيوامريكي لتحقيق المزيد من الانتصارات لاستعادة كل الاراضي العربية المحتلة واجتثاث الغدة السرطانية الصهيونية وبناء النظام الشرق اوسطي المقاوم الجديد ودحر المشاريع والمخططات الاستعمارية الجديدة القديمة بدعم ومساندة كل احرار العالم وفي مقدمتهم روسيا والصين .

 

akramobeid@hotmail.com

 

اترك تعليقاً