من هنا وهناك

عملية القدس رسائل ودلالات – احسان الجمل

جاءت عملية القدس الاخيرة التي نفذها البطلان الشهيدان غسان وعدي ابو جمل متوقعة، كرد فعل طبيعي على جرائم الاحتلال، اقله في القدس مسقط راسيهما. ولان كثر الدق يفك اللحام، وفي غياب المسؤولية الفلسطينية، عما يجري في القدس. وعدم وجود رؤية واستراتيجية، تحتوي هذا المخزون الغاضب المتأجج في صدور الشباب، فمن الطبيعي ان نشهد بطولات فردية، ترسم ملامح الطريق المفترض فلسطينيا. بقرار فلسطيني رسمي مسؤول، يدافع عن القدس واهلها ومقدساتها.

اتت العملية لتؤكد ان الانتفاضة ليس بالضرورة ان تكون قرارا رسميا، بل هي فعل شعبي، ستتولد من تراكم الشرارات التي يولدها هؤلاء الشهداء الابرار، لان كرة ثلجهم ستكبر يوما بعد يوم، وساعتئذ لا ينفع سيل التصريحات ولا الادانات.

وان القدس مهما حدث فيها من اجراءات تهويدية، وسياسات تعسفية، فلن يتطبع اهلها معها، بل سيواجهونها، بكل الاسلحة المتاحة، والتي وصلت الى حد الابداع والاقدام الشجاع، فمن الطعن الى الدهس، واستعمال القضبان والمعاول واطلاق النار.

لم تعد دور العبادة الصهيونية ذات وظيفة دينية، يجب احترام قدسيتها، فهي مدارس للتحريض والتخطيط، ومهاجمتها انطلاقا من دورها الاجرامي وليس الديني. ولنا في ممارسات القائمين عليها وتلاميذهم عبرة في ذلك.

ان القدس كانت وما زالت هي العاصمة التاريخية والابدية للفلسطينيين، وان ارتضى البعض في اطار التسوية السياسية القبول بالقدس الشرقية كعاصمة، ورغم ذلك لم يستطع هذا البعض حماية هذا الجزء من التهويد، ولا حماية اهلها من الابادة او مصادرة املاكهم.

القدس هي عاصمة اهلها الفلسطينيون، المرابطون، المدافعون عنها، رغم كل اضافات الابعاد عليها من اسلامية وغيرها، فلا المسلمون يحاربون لاجلها، ولا العروبيون ابقوها على اجندتهم من حيث الفعل وليس الشعار. فالمسلمون اليوم لهم اجندتهم التي اساءت للاسلام ولفلسطين ومقدساتها.

كشف العمليات ان المجتمع الصهيوني، هو مجتمع اصطناعي، جلب الى فلسطين، وهذا ليس ادعاء، لان جنسيات قتلاهم تكشف حقيقة اصولهم، بما يعني ان الفلسطيني يحارب افات المجتمع الدولي، الذي يؤازر من يحمل جنسيته.

فلسطين عالقة اذا بين ادعياء الاسلام والاديان الاخرى، والضحية هم اهلها الاصليون، ولكن النقطة الاهم، هي انسحاب الهيئات القيادية من مسؤولياتهم، فحتى الان لم استطع حل لغز زيارة رئيس الحكومة رامي الحمدالله الى القدس وماذا كان في جعبته، وماذا فعل لاهلها؟؟؟؟

ولم استوعب حتى الان لماذا يتم ادانة رد الفعل الفلسطيني، والصمت على الفعل الاجرامي الاحتلالي؟؟ واذا كانت في السابق الادانة هي تكتيكية في اطار الحفاظ على عملية السلام، فلا اعتقد الان ان هناك عاقلا ما زال مقتنعا، ان عملية السلام ما زالت قائمة.

ان الشعب الفلسطيني عاد الى المربع الاول، في مواجهة سياسة الاحتلال، فمن دون ان نسلم مفتاح السلطة، وبين طروحات حلها من عدمه، فإن سيادة السلطة مفقودة، وها هي العاصمة السياسية رام الله تستباح حسب القرار والتوقيت الاحتلالي، دون ان نحصل على شرف التصدي لها، عبر الاجهزة الامنية، التي من حقها وواجبها الشرعي والوطني، ان تدافع عن سيادتها.

ان ما يحصل في القدس، قتل حالة الاحباط، عند الشباب الفلسطيني، وقتل التطبيع والتعايش المفروض عليهم،واعاد الى وعيهم التراث النضالي الفلسطيني، فأصبح المستوطنون يشعرون بالرعب، ويجب ان يشعروا به فوق كل ذرة تراب من ارضنا، او في الحد الادنى في المناطق التي ندعي السيادة عليها.

ان القيادة الان اصبحت بين خيارين، لا ثالث لهما، وهما، اما الاستجابة للضغوط الامريكية والاحتلال الاسرائيلي، او لصرخات ابناء شعبها، الذين بدأ صبرهم ينفذ، ولنا في الكوكبة الاخيرة من الشهداء معتز حجازي الى غسان وعدي ابو جمل عبرة. وهذه كانت الرسالة الابلغ التي وجهها ابناء الوطن الى قيادتهم.

احسان الجمل

مدير المكتب الصحفي الفلسطيني

ihsaneljamal@gmail.com

ihsaneljamal@hotmail.com

tel:009613495989

اترك تعليقاً