الأرشيفعربي وعالمي

ماذا لو رفعت راية الحسين على المسجد الأقصى؟ درس من مئذنة القصير – نارام سرجون

لاشك أن الأمم تنتصر بما لديها من فائض الغضب والعنفوان والثقة والإيمان بما تملكه.. ولاشك أن دك البنادق بالغضب والانفعال أهم من دكها بالبارود والرصاص.. ومن هنا كان ابن خلدون يتحدث في مقدمته الشهيرة عن عمر الدولة المرتبط بعصبية الأمة ربما بمعنى آخر بما في أرواحها من انفعال مخبوء وقدرة على الاشتعال.. وفي مقاربة لما قال فإنه يمكن اعتبار الغضب والانفعال رصيدا تنفق الأمة منه في لحظات المواجهة لتبقى.. وهو بمثابة الشحنة من الطاقة في أعصاب الأمة ويشبه الهرمونات التي تضخ في العروق الطاقة والعزم فيتحول الجسد إلى عضلات والقلق إلى متعة المغامرة.. وعندما تفلس الأمم من الغضب والانفعال وينخفض مستوى غضبها تبدأ مسيرة النهاية وتفلس ثقافتها وفلسفتها وتنفرط جيوشها وتغادر مسرح الحضارة لتحل محلها أمم أكثر انفعالا وغضبا وشحنات طاقة حضارية..

هل تذكرون كيف انفعلت الأمة وغضبت والتهبت وقامت الدنيا ولم تقعد من أجل صورة مقاتل من حزب الله يرفع راية الحسين فوق مئذنة جامع محرر في مدينة القصير المحررة؟.. وتبين أن الرجل كان يرفع العلم فوق مسجد للشيعة في تلك المدينة حيث يسكن في هذه المدينة خليط سكاني من جميع الطوائف.. جنّ جنون العالم الإسلامي يومها وتداعى إلى القاهرة نخبة شيوخ الإرهاب والجهاد الذين بكوا وحرضوا الأمة على الثأر والتبرع بالمال والنفس والنساء حتى أن أحدهم في غمرة انفعاله هاجم الإمام الحسين نفسه في سابقة ليس لها مثيل في التاريخ وقال بأنه لا فضل للحسين على الإسلام كي ترفع رايته.. وبنى الرئيس الاخواني محمد مرسي دعواه للجهاد في سورية بعد فترة وجيزة إثر معركة القصير ليدفع كما قال مصر “جيشا وحكومة وشعبا” لتحرير سورية.. وذلك فقط بعد أن ارتفعت راية الحسين فوق مئذنة في القصير.. وكان الحماس منقطع النظير وكأن مسجد القصير هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.. وبالفعل تدفق عشرات آلاف المقاتلين من أنحاء العالم من أجل مئذنة القصير التي رفع عليها اسم حفيد رسول الله وليس العلم الإسرائيلي وكانت العربية والجزيرة تنحبان وهما تتحدثان عن إعلان القصير مدينة شيعية..

وتذكرون كيف أن كثيرا من المشاهد التي أسست عليها الثورة السورية دعواها واستغاثاتها في الحديث عن قصف المساجد من قبل الشبيحة وتدنيس مقام الصحابي خالد بن الوليد.. بل قام الثوار بنسف قببه لاستجلاب التحريض وإثارة غضب الناس المذهبي أولا والانفعال الديني ثانيا.. وكان البكاؤون يصرخون ويستحثون همم الشباب للدفاع عن سيف الإسلام الذي يقتحمه الشبيحة.. وتبين أن القبر قد تم تخريبه عمدا بيد مسلحي الخالدية وأن قبب المقام ثقبت بيد الثوار لأن الطريقة الوحيدة لاستنهاض الهمم هي في إعلان “اغتيال” خالد بن الوليد بقذائف النظام السوري الكافر واستعماله كشاحن للعواطف الهائجة..

الغريب أنه في كل يوم يدخل (الإسرائيليون) المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين بل صاروا يتسلون باقتحاماته.. واليوم يغلقونه كما لو كان محل بقالة أو سوقا للخضار أو مكبا لقمامة بلدية القدس.. ويدوسون على صدره وعلى ثوبه الفضفاض الأزرق أمام أعين مليار مسلم.. وتسير فيه مظاهرات المستوطنين وشعاراتهم.. وترفع فيه رايات إسرائيل.. ولكن كل الذين ثاروا من أجل مئذنة القصير لم يبالوا بقبة الصخرة كلها ولا بالمسجد الوحيد الذي بارك الله حوله وذكره بالاسم في القرآن ودون توريات أو تأويلات.. بل إن حجم الغضب من أجل مئذنة القصير كان فوق التصور بالرغم من أنه لم يرد ذكر لمئذنة القصير أو مساجد القصير في القرآن ولا في الأحاديث النبوية التي يعج بها الصحاحان..

لابد إذن من الاعتراف أن الأزمة الدينية في إسلام اليوم صارت عميقة جدا.. وهي أزمة لا يمكن النظر إليها على أنها مغامرة وسوء حسابات بل تدل على أن العصبية الإسلامية تتنافر مع ذاتها وتتناحر.. لأن رد الفعل من أجل جامع في حي ناء في القصير قد فاق بمئات المرات رد الفعل على إهانة أحد أقدس مسجدين في الإسلام.. وهذا لا يمكن النظر إليه على أنه شيء عابر بل يدل على أن الإسلام كعقيدة لدى جمهور كبير قد وصل إلى مرحلة الارتباك القصوى والتشوش ومرحلة توتر في مواجهة مع الذات.. وصار كأنه كائن حائر لا يعرف إن كان لايزال يريد ما كان يريد طوال خمسة عشر قرنا وأنه يقترب من تحولات دراماتيكية في غاية الأهمية قد يقوم بعملية بتر لتعاليمه لا تقل عن بتر أحد أركانه الخمسة التي عاش عليها العقل الإسلامي منذ أن رواها أبو هريرة..

فالوعي الإسلامي استبدل اللامقدس بالمقدس لأن مئذنة القصير حلت محل قبة الصخرة والمسجد الأقصى في تحريض الغضب واستهلاكه كما ونوعا.. وأن العصبية الإسلامية العامة التي كانت مصدر اعتزاز المسلمين قد بدأت بالنفاذ من مخازن التراث لأن كم الغضب المقدس والمخزن في أي أمة يتم استهلاكه أن تم تحريره كطاقة بشكل غير متوازن وفي غير مكانه وفي غير موضعه.. وقد تم استهلاك الغضب الإسلامي كله وعصره حتى آخر قطرة في الصراع السني الشيعي الشامل الذي تشرف عليه وكالات غربية وتديره بمهارة فائقة من خلف الكواليس والستائر الجهادية.. فلم يبق من الغضب المقدس شيء من أجل حماية الأقصى ولا غيره.. فبعد إسقاط الشعور القومي في الشرق واختراع مفهوم الأنانية (مصر أولا والأردن أولا والسعودية أولا..) تم تحويل القضية الفلسطينية إلى شأن فلسطيني بحت مشغول بالمفاوضات والرواتب.. هاهو الشعور الإسلامي الآن يترنح والجيل الإسلامي الحالي ربما هو الجيل الأخير الذي كانت لديه مخزونات من العصبية الدينية والانفعالات الإسلامية الغاضبة التي باتت تتناقص كما ونوعا وتتسرب من ثقوب الجهاد المذهبي ولن تصل منها إلى الأجيال التالية إلا ثمالة ضئيلة لا تكفي حتى لحماية الإيمان التقليدي.. وربما سيكون الجيل القادم من المسلمين جاهزا للاستسلام والتسليم بسبب نضوب مخزون الغضب والانفعال الذي تم إحراقه بسخاء كوقود في حرب دينية مقدسة في مساجد الحارات الشعبية في سورية والعراق.. فأحرقت له المقامات والأضرحة والمقدسات والرموز والمراقد حتى أكلت قلبه وعصبه.. ولم تعد هناك قدرة مواجهة في الدين الإسلامي وقد انتهت منه الشحنة العصبية الكبرى المخبأة منذ قرون والتي تم تفجيرها في أشرس مشاعر تمذهبية.. إنه عهد الجولاني والبغدادي والسلاطين العثمانيين الجدد.. وصارت الأمة بلا انفعال لأنها تحولت إلى أمة من اللاجئين المتعبين والمشردين الباحثين عن خيمة ولجوء وهجرة في أهم خمس دول عربية.. وتحول البقية إلى مجاهدين باحثين عن السبايا والنكاح واللاهثين خلف سراب الحوريات..

ولا أدل على عمق المأزق والورطة الإسلامية العميقة مثل نداء المنافق خالد مشعل منذ يومين لحماية الأقصى الذي لم يسمعه أحد.. وفي تحليل هذا النداء الخجول نجد الإنهاك الفكري والسياسي والتنظيمي الذي وصله الإسلاميون وتخبطاتهم ونجد أن المأزق لم يعد عاديا بل صار مؤشرا على حيرة واضحة وإدراك كبير على أن المسجد الأقصى قد تم تجريده من أمة لم تعد قادرة على أن تحميه لأنها أحرقت أعصابها في حرب عبثية..

ومن ملاحظة المنادي والمنادى عليهم يفهم المأزق الكبير.. فخالد مشعل (وهو أفاق ثورجي إسلامي) دعا في ندائه “الأردن ومصر والمغرب والسعودية” بالاسم لحماية المسجد الأقصى.. ولكن اللافت للأمر أمران اثنان:

1- إن مشعل لم يتذكر تركيا ولا قطر ولا اتحاد علماء المسلمين في النداء رغم أنه راهن على الخليفة وبايعه في استانبول وأعطاه مفاتيح العالم الإسلامي واستودعه القدس.. ورغم أنه وثب إلى قطر وصارت دعوات التحرير تدار من قصر الأمير.. ورغم أنه لم يكل من إسباغ المديح للقرضاوي وحوّل حماس إلى شركة شخصية تحت تصرف القرضاوي وفتاواه المذهبية.. وإغفاله لهؤلاء دليل على أن كل ماقيل من تضخيم وتفخيم لأدوار هؤلاء في الساحة الإسلامية كان أوهاما وأكاذيب لم يمكن ترجمتها حتى بالكلام لبعض السذج لتمريره.. في الاستغاثة الحمساوية التي أغفلت تركيا وقطر لاشك أن مشعل لم يرد بها إحراج صديقه الخليفة السلجوقي ولا مضيفيه الأمراء القطريين الأسخياء لأنه مدرك أن الخليفة غير قادر على فعل شيء على الإطلاق ولو هدم المسجد الأقصى وأخذت الكعبة إلى غوانتانامو.. فأردوغان خادم الناتو المطيع.. ومصيره بيد الناتو حتما.

2- إن مشعل لم يطلب من محور المقاومة شيئا من أجل الأقصى وكأن هذا التجاهل يراد به نزع صفة لازمت هذا المحور بأنه الممانع والمقاوم للمشروع الصهيوني وبالتالي الحامي للمقدسات.. وبأنه خارج المعادلة الإسلامية لأنه تم الزج به عنوة في معادلة مذهبية بدأت في مئذنة القصير..

أما لماذا تجاهل النداء محور المقاومة فغني عن الشرح.. فتوجهه بالخطاب إلى محور المقاومة سيكون مثار سخرية من العالم كله.. فمشعل تنصل من هذا المحور ورفع أعلام الثوار لأنه لم يعد معترفا بشرعية محور المقاومة ولا بدوره.. فمكتبه بعد أن بايع الخليفة في استانبول وجه اللوم إلى حزب الله عندما شارك في تحرير القصير وطلب منه الانسحاب من سورية دون تأخير.. ولعل الأهم أن إعلانه لهذا الطلب يعني أنه يعترف بأنه كان على خطأ قاتل بانسحابه من هذا المحور وسيثير طلبه السخرية والسخط معا..

ولكن تعالوا ندقق في هوية الدول التي طلب مشعل أن تنقذ الأقصى.. وعندها لاشك أنكم لن تشفقوا على مشعل بل على المسجد الأقصى والمقدسيين الذين يقاتلون وحدهم وستعرفون معنى أن تصبح أمة بلا غضب ولا مشاعر ولا أعصاب:

1- الأردن: مملكة انكليزية يحكمها ملك يهودي من أمه اليهودية (أنطوانيت غاردنر الملقبة بالملكة منى) ووالده الملك حسين الملقب بالملك الجاسوس (مستر بيف) الذي كان يبلغ (الإسرائيليين) بمواعيد الهجوم على (إسرائيل).. وأما جده فهو الملك عبد الله الذي باع فلسطين بمليون جنيه إسترليني من الذهب كما صار مثبتا بالوثائق الدامغة.. فهل بقي في هذه المملكة من أعصاب للأمة؟؟.

2- السعودية: التي لم يشارك منها مواطن واحد في أي حرب في فلسطين منذ 100 سنة.. مؤسسها عبد العزيز آل سعود تبرع بفلسطين لليهود المساكين كما صار مثبتا بالوثائق.. تآمرت هذه المملكة على كل من وقف بجانب الفلسطينيين والأقصى.. فقد ساهمت هذه المملكة في تدمير السند السوفييتي للعرب في أفغانستان.. ودمرت اندفاع الثورة الإيرانية بتحريضها الرئيس صدام حسين.. ثم دمرت الجيش العراقي بتسهيل دخول الجيش الأمريكي إلى بغداد.. وحاربت الجيش المصري في اليمن وحرضت عليه عام 67 لهزيمته وإذلاله.. ودمرت ليبيا في الربيع العربي وغرقت في الدم السوري.. أي حاربت السعودية التي يستنجد بها مشعل كل من حارب (إسرائيل).. حتى حزب الله حرضت عليه أهل السنة وأمطرته بالفتاوى واتهامات المغامرة.. ومشعل يستنجد بالسعودية لحماية الأقصى.. فهل بقي في هذه المملكة أعصاب؟؟.

3- المغرب: المؤتمر العالمي اليهودي يمر دوما بأرض المغرب.. بل لقد قام ملك المغرب محمد السادس رئيس لجنة القدس والملقب بأمير المؤمنين (على غرار الجولاني والبغدادي) عام 2013 بتكريم مالكولم هونلاين نائب رئيس مؤتمر رؤساء المنظمات الصهيونية الكبرى ومنحه الوسام الأعلى من درجة ضابط كبير.. وهونلاين حائز على الجوائز التالية التي سبقت وسام أمير المؤمنين: فقد منحته بلدية القدس (الإسرائيلية) جائزة (وصي القدس) عام 2007 وفي عام 2008 حاز على جائزة “حارس جبل صهيون” من جامعة بار ايلان على إنجازاته الكثيرة في دعم (إسرائيل) ولأنه أحد أهم الصقور الصهاينة في العالم.. ومشعل يستنجد بأمير المؤمنين!!..

4- مصر: مرتبطة بمعاهدة كامب ديفيد المقدسة أكثر من قدسية المسجد الأقصى وفي ذروة عهد الإخوان المسلمين تم تثبيت المعاهدة بصداقة عظيمة..

هل تلومون نتنياهو اليوم وهو يرسل جنوده للفسحة واستعراض القوة في باحات المسجد الأقصى وإغلاق بواباته والوصول إلى منبره؟؟.. وهل تلومون المغرب والأردن والسعودية وتركيا واتحاد علماء المسلمين على تجاهلهم لهذا الحدث أم تلومون سوء الطالع الذي جعل من هؤلاء حراسا على الأقصى.. بتفويض من خالد مشعل..أم تلومون مئذنة القصير التي كشفت تفاهة هذه الأمة؟؟.

صدقوني إن دعوة المغرب والسعودية ومصر أو تركيا هي مثل دعوة نتنياهو للحفاظ على الأقصى.. وأنا لا أبالغ إن قلت بأن النداء لو وجه إلى الفاتيكان لكان أهم وسيلقى اهتماما.. ولو أنه وجه إلى منظمة اليونيسكو وحفظ التراث العالمي والآثار الإنسانية أو أي معهد معني بالثقافة والآثار لأقيمت مؤتمرات وندوات واعتصامات في متاحف العالم وتنادى الآثاريون لفعل شيء وإيقاف ذبح المسجد والإطاحة برأسه على طريقة داعش.. بل إن وزارة السياحة (الإسرائيلية) ستكون لها مواقف أكثر قوة من مواقف هؤلاء مجتمعين لاعتبارات سياحية..

وكما قلت في البداية بأن الأمم تنتصر بما لديها من فائض الغضب والعنفوان والثقة والإيمان بما تملكه.. فإنه لاشك أن دك البنادق بالغضب والانفعال أهم من دكها بالبارود والرصاص.. ولكن أما من طريقة تفجر ما بقي من بارود في أعصاب هذه الأمة؟؟ أما توجد طريقة كيلا نقول بأن قدر الأقصى هو أن يقف وحيدا في طرقات الشرق الأوسط بعد أن هاجر المؤمنون للجهاد شمالا وشرقا وامتلأت شوارع الشرق بأمراء المؤمنين والمؤمنين والمؤمنات؟؟.

من تجربة مئذنة القصير ربما لم يبق عند المقدسيين من أمل برفع مستوى الغضب عند هذه الأمة إلا بحيلة صغيرة وهي رفع راية الحسين على قبة الصخرة والمسجد الأقصى.. وعندها سيموج العالم الإسلامي بالغضب وسيتدفق الجهاديون من كل حدب وصوب وسيتذكر المؤمنون أن القرآن ذكر الأقصى وأن النبي أسري به إلى هناك ومن هناك عرج على السماء.. وهذا المسجد ملك المسلمين.. أما علم (إسرائيل) وإذلال (إسرائيل) للأقصى فلن يحرك مشاعر هذه الأمة المتعبة.. وراية الحسين على الأقصى هي التي يمكن أن تغير الدنيا..

كم جهاديا سيصل إلى فلسطين لو شوهدت هذه الراية فوق الأقصى؟؟ وكم سعوديا وتونسيا ومصريا وتركيا سيتوجه لنصرة دين الله وأهل السنة؟.. وكم بغداديا وجولانيا سيظهر؟.. وكم جبهة نصرة ستولد وكم ستهاجر ألوية للمجاهدين إلى فلسطين؟؟..

إنني على ثقة أن المسجد الأقصى الحزين والقلق والمتوجع من الحفريات والذي ينام على فراش من الأنفاق يتمنى هذه الأيام لو كان مئذنة صغيرة في القصير ترفع عليها راية الحسين كي تثور الدنيا وكي يعانقه الجهاديون.. وكي تتحدث عنه الفتاوى..

الله يا مئذنة القصير.. كم يحسدك الأقصى..

راية سوداء عليها اسم حفيد النبي تهيج هذا القطيع الكبير من الإسلاميين وتحيلهم إلى ثيران غاضبة تحاول تمزيقها.. أما الرايات البيضاء المخططة بالأزرق ونجمة داود فلا تثير غضب قطعان الثيران الإسلامية..

قماشة سوداء عليها اسم الحسين حفيد النبي في القصير حركت الموج والأعاصير الدينية الهائجة التي اقتلعت آلاف البشر والمدن.. وتدافع الانتحاريون للموت بالمئات لدحرها.. وقماشة بيضاء عليها خطان أزرقان ونجمة داود اليهودية.. تقتلع آية من القرآن.. والقرآن.. وتجتث ليلة الإسراء من أساسها.. والمسجد والصخرة.. وتقتلع عقيدة أمة بكاملها.. فيما الأمة البلهاء تنتظر أن يستيقظ الخلفاء والفقهاء والفتاوى.. وتنادي على الخلفاء البلهاء وأمراء المؤمنين.. وتسميهم واحدا واحدا.. وما من مجيب.. يا أمة البلهاء..

 إنني فعلا أتخيل.. ماذا لو رفعت راية الحسين فوق الأقصى..؟؟

ربما ستسقط (إسرائيل) في أيام.. (الإسرائيليون) سيعتقدون أن حسن نصر الله قد وصل إلى ما بعد بعد حيفا ويبدأ الصهاينة بالهجرة لأن حسن نصر الله ليس الجولاني الذي يرفع راياته في الجولان ويداوي جرحاه في صفد..

وأما الجهاديون فسيتدفقون بعشرات الآلاف إلى القدس لإعلان الجهاد المقدس وتحرير القدس.. من الرافضة المجوس..

هذا هو الفرق بين راية بيضاء عليها نجمة داود.. وراية سوداء عليها اسم حفيد النبي.. في المسجد الأقصى.

10-11-2014

اترك تعليقاً