الأرشيفوقفة عز

كيف يلبس الجلاد الصهيوني ثوب الضحية الفلسطينية؟

نضال حمد:

هذا النفاق وذلك التزوير والإدعاء هي من الأشياء التي اعتدنا عليها خلال ٧٥ سنة من عمر الاستعمار والاحتلال “الاسرائيلي” في فلسطين العربية. اعتاد الصهاينة على الكذب والتظزوير والنفاق عبر إظهار أنفسهم حضاريين وديمقراطيين وانسانيين في تعاملهم مع الفلسطينيين. لكن هذا غير صحيح بتاتاً. فقد ارتكبوا خلال كل تلك السنين آلاف المجازر الدموية والهمجية التي أودت بحياة عشرات آلاف الفلسطينيين في فلسطين المحتلة. فأنا نفسي ضحية من ضحاياهم حيث أصبت وكدت أموت في مجزرة مخيمي صبرا وشاتيلا الفلسطينيين في بيروت سنة 1982.

 تذكروا أنه في شهري اكتوبر ونوفمبر ٢٠٢٣ ارتكب جيش “اسرائيل” ما يصل الى ١٢٠٠ مجزرة في غزة كانت حصيلتها عشرات آلاف الشهداء والجرحى منهم أكثر من ٥٠٠٠ طفل.

أعطوه الأمان ثم غدروه

في ٢٨ اكتوبر ١٩٤٨ سقطت بلدتي (الصفصاف) في الجليل الأعلى بيد العصابات الصهيونية. فحين استسلم المدنيون من أهل البلدة للغزاة اليهود المسلحين بأحدث أنواع السلاح في ذلك الوقت. قامت العصابات اليهودية بجمع الرجال وأعدمتهم جميعهم وبلغ عددهم حوالي ١١١ فرداً. اعترف الصهاينة أنفسهم بالمجزرة قبل ٤ أعوام فقط، بعدما أنكروا ذلك منذ النكبة سنة 1948. يومها سرقوا ممتلكات السكان واغتصبوا ثلاث نساء وأعدموا العشرات ورموهم في بئر القرية.

في مجزرة  الطنطورة ودير ياسين وكفر قاسم وقبية وجنين وصبرا وشاتيلا والخ وفي مجازر أخرى كثيرة داخل وخارج فلسطين المحتلة، أيضا أعطوا الأمان للناس ثم قاموا بقتلهم والغدر بهم.

اليوم يحرص الجنود والضباط الصهاينة على إظهار أنفسهم أمام الكاميرات كجيش حضاري وانساني ليذكرونني بأطفال من مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيية بعد احتلاله سنة ١٩٨٢، حيث رفضوا أخذ سكاكر من جنود الاحتلال الصهيوني، الذين قتلوا واعتقلوا آباءهم وإخوتهم.

حرص اليهود الصهاينة على القيام بذلك أمام الصحافة والجمعيات الأجنبية الانسانية والحقوقية. لكن ما أن تغادر الصحافة والجمعيات المكان حتى يقوم هؤلاء الوحوش بقتل الأطفال ونسف مدارسهم وبيوتهم.

هذا اليوم اعادوا القيام بجرائمهم من جديد، ففي غزة اليوم تظاهروا بمساعدة عجوز فلسطيني مريض هو الضحية، الحاج بشير حجي “أبو راني”.. بعد أن التقطوا معه بعض الصور من أجل استخدامها اعلامياً قاموا بإعدامه بدم بارد على شارع الموت المسمى الممر الآمن. كما أكد جيرانه ومعارفه من الفلسطينيين.

احذروا من نفاق الصهاينة ومن لا إنسايتهم ووحشيتهم… واحذروا أيضاً من نفاق بايدن وبيته الأبيض وادارته وصهاينته في الولايات المتحدة وفي أوروبا والغرب وفي كل العالم. وتذكروا آلاف الأطفال الذي قتلتهم “اسرائيل” خلال أقل من أربعين يوماً في غزة.. ولا تجعوا مثل هذه الخدعة أن تمر عليكم.

نضال حمد

١٤-١١-٢٠٢٣