ثقافة وفن

نسرين مكتبي برقوقي : مسؤولة الفرع العربي في المكتبة النرويجية

نسرين برقوقي : العربية لغة مقروءة في النرويج ومئة ألف كرون نرويجي سنوياً لشراء الكتب

نسرين برقوقي : العربية لغة مقروءة في النرويج، ومئة ألف كرون نرويجي سنوياً لشراء الكتب العربية…

شهرياً يتم إعارة 1680 مادة باللغة العربية من المكتبة الوطنية النرويجية…

صوت النرويج / أوسلو / كثيرة هي المكتبات في النرويج، ويعتبر المواطن النرويجي من أشره القراء، ولدى هذه المكتبات قسم يسمى المكتبة المتعددة اللغات Det flerspråklige bibliotek وهو المركز الوطني للموارد المكتبية للأجانب في كل أنحاء النرويج، ويحمل هذا القسم على عاتقه مسؤولية شراء وإعارة كتب وأفلام وموارد أخرى للكبار والأطفال ب 57 لغة، منهم اللغة العربية. ولما لدور المكاتب من أهمية في المجتمع النرويجي، ولتسليط الضوء على القراء العرب أو قراء اللغة العربية، كان لنا هذا اللقاء مع السيدة نسرين مكتبي برقوق اللبنانية الأصل، والتي تعمل كمستشار خاص في قسم “المكتبة المتعددة اللغات” لدى المكتبة الوطنية في أوسلو. صوت النرويج : نبدأ بهذا السؤال عن عدد القراء العرب الذين يستعيرون الكتب من المكتبة، هذا السؤال يؤرق الكثيرين في ظل ما يشاع أن العرب أمة لا تقرأ؟

نسرين برقوق : أعتقد ان خير أجابه فيما يخص هذا السؤال هي في الاحصائيات الوطنية النرويجية للعام 2014 والتي تشير الى ان هناك حوالي 68.000 شخص في النرويج من وطننا العربي.

لدينا إحصائيات المكتبية لنفس العام والتي تبين أن مجموع عدد الاعارات بين كتب وأفلام وموارد أخرى وصل إلى 20.152 إعارة، وهذا يعني إنه بالشهر الواحد يتم إعارة 1680 كتاب أو فلم عربي بالنرويج. المجموعة العربية مكونة من حوالي 13.000 مادة موزعة بين الكتب والاقراص المدمجة والملفات الصوتية وتعتبر من أكبر المجموعات وأكثرها استخداما لدى Det flerspråklige bibliotek، وهذا الفضل يرجع طبعاً لأعزاءنا القراء الذين يصرون على استخدام كل الموارد المتوفرة لهم باللغة العربية، تقول السيدة نسرين مبتسمة. صوت النرويج : ما هي رؤيتك للمادة الموجودة في المكتبة من كتب وغيرها، بمعني هل فكرت في أن يصبح اقتناء وشراء الكتب مختلفة المواضيع والتوجهات سمة وميزة للمكتبة؟

نسرين برقوقي : أعمل في Det flerspråklige bibliotek منذ العام 2008 حين استلمت مهام عملي كمديرة مالية ونائبة لمدير القسم وفي العام 2011 تسلمت مسؤولية القسم العربي وأخذت على عاتقي هذه المهمة كوني مطلعة بشكل دائم على ما يدور في العالم العربي، بسبب حبي الكبير للقراءة والثقافة العربية، واعمل حتى اليوم على متابعة بناء المجموعة العربية بكتب في شتى المجالات، وخصوصاً كتب تخص المرأة والأطفال.

صوت النرويج : كيف يتم اختيار الكتب؟

نسرين برقوقي : أحب أن أقول وأنت بالطبع تعرف هذا أن اللغة العربية من أهم وأكبر اللغات ولذا فقد أليت على نفسي أن يستمتع القاري العربي بالقراءة والكتب كما يفعل النرويجي أو ألأوربي بصفة عامة، لذا أختار الكتب التي أعرف من خلال خبرتي واطلاعي بالإضافة الى متابعتي لما ينشر من اخبار ومراجعات في الصحف والجرائد.

أيضاً الاطلاع على الاحصائيات المكتبية والوطنية جزء مهم لعملي كي تكون المجموعة تعكس القراء وحسب بل لي أيضا أصدقاء من الكتاب والصحفيات يرسلون الي من وقت الي أخر أسماء وعنواني الكتب المهمة، كذلك ألأمر مع دور النشر العربية.

على سبيل المثال عندما أختار كتابا للأطفال أضع في رأسي عدة اعتبارات أولها أن يكون هذا الكتاب ممتعا للطفل، مكتوب بلغة سهلة، الخط واضح التصميم جيد، أريد أن يقرأ الطفل العربي ويستمتع كما الطفل النرويجي.

صوت النرويج : ماهي المعوقات والمشاكل التي تواجهك؟ نسرين برقوقي : قبل أن تجيب تبتسم مجددا وتقول قبل أن أجيب بشكل مباشر يجب أن أذكر أن لدى Det flerspråklige bibliotek مجموعات ب 57 لغة، ميزانية المشتريات لكل هذه اللغات تتراوح بين 800.000 و 1.000.000 كرون نرويجي سنوياً.

اللغة العربية لها دوماً مخصصات عالية تصل الى 100.000 كرون سنوياً بسبب استخدام الجيد لهذه المجموعة، ولكن للأسف لم يكفي المبلغ لشراء كل ما أريده.

ينشر والحمد لله، في عالمنا العربي الكثير من الكتب في مجالات ومواضيع كثيرة لا نستطيع بمبلغينا أن نغطهم كلهم، لدينا أيضاً مشاكل تكلفة الشحن العالية التي تأكل من الميزانية.

مشكلة التمويل يعاني منها جميع زملائي، ولكن نظراً لميزانيات المكاتب النرويجية الاخرى، نحن بألف خير.

نحاول دوماً أن نفاصل في الأسعار، وطبعاً كأي شخص عربي، أجيد فن المفاصلة بشكل ممتاز!

وأيضا أوضح بشكل دائم للمسؤولين مدي الأهمية في دعم الكتاب العربي ومردودة على الجاليات العربية

صوت النرويج : نود السؤال عن الأنشطة الأخرى مثل الندوات الخارجية وغيرها فلقد عرفنا أنك تشاركين بشكل فعال وشبة دائم مثل هذه النشاطات، الي أي مدى هذا صحيح وما هو معيار مشاركتك؟ نسرين برقوقي : نعم أشارك في الندوات والمؤتمرات الثقافية والشعرية والموسيقية والسينمائية أضافة الي المداخلات والحوارات والقضايا المختلفة، لكن معياري هو الابتعاد عن كل ما هو مذهبي أوديني أو يدعو للعنف والتعصب.

كما أن الحضور في هكذا فعاليات يساهم كذلك في الترويج لفكرة الثقافة والكتاب، ويجعلني أتواصل مع معظم مكونات المجتمع. أقول دوماً اننا هنا في هذا البلد المصنف بأفضل بلدان العالم حيث مستوى المعيشة.

فلماذا لا نستطيع أن نشعر نستشعر بهذا الرقي؟

بالنهاية هدفنا بهذا العمل، حتى ولو من خلال الكتاب هو الدفاع عن و ترويج هذا الارث الثقافي الذي يحمله كل شخص عربي والذي يلطخ يوماً بعد يوم بسبب حالة علمنا العربي.

تقول نسرين هذا الكلام وفي قلبها لوعة تأثرنا به جميعاً. صوت النرويج : ماهي حكايتك وقصتك مع مشروع ليلي؟

ترد نسرين مبتسمة : هذه فرقة لبنانية تقدم موسيقي بشكل مختلف يمزجون العربي بالأوروبي بطريقة بديعة وجذابة، ومتطورة، يتعاملون في أغانيهم مع الواقع الانساني والاجتماعي وحتى السياسي العربي بشكل جذاب جداً.

صوت النرويج : نود السؤال عن بعض المواقف أو الخبرات التي مررت بها فيما يخص الكتب وغيرها؟

نسرين برقوقي : عادةً تتصل فينا المكاتب ويطلبوا كتب، ولكن امرار يتصلوا بنا أشخاص مباشرةً، اتصلت بي امرأة عربية تسأل إن كان لدينا كتب عن حالة التوحد عند الأطفال؟

كان ابنها يعاني من هذه الحالة وكانت تبحث عن معلومات باللغة العربية كونها لا تجيد اللغة النرويجية.

لدينا كتب عديدة حول الأطفال ذو الاحتياجات الخاصة وأمراض الأطفال ونموهم لكن لم يكن لدينا في المجموعة كتب عن هذه الحالة، فاشترينا بعض الكتب، للكبار والصغار حول التوحد …

المراءة المذكورة تشكرتني وأنا أيضاً تشكرتها على إغناء مجموعتنا بهذا الموضوع، وغيرها من الأمور كل شيء متوفر وموجود على موقع مكتبتنا يوجد اسم كل شخص وما هي اللغات المسؤول عنها، رقم تليفون وحتى صورة لكي يعلم المتصل مع من يتكلم.

صوت النرويج : سؤال أخير ماهي الكلمة التي توجهينها أو ما هي نصيحتك للجالية العربية؟ نسرين برقوقي : أقول لهم بكل احترم ومودة، هيا بنا نرتقي، نحن هنا اليوم لأننا قررنا في يوم ما أن نغادر بلادنا، بإرادتنا أو غيرها، ولكن كان هذا قرارنا.

الطفل الذي يأتي إلى هنا أو يخلق هنا، لم يختار هذا الشيء، إنه يفرض عليه أن يكن له هوية غير أمه وأبيه.

أرى واشعر بالصراع الصامت الذي يحصل لدى العائلات حول مدى نسبة “النورجة” وكأن عبارة “أنا نرويجي” هي إهانة.

أذكر من طفولتي كيف كان أمي وابي حريصون اننا لا ننسى إننا ذو أصل عربي ومسلم بكل ما تعنيه هذه العبارات من معاني ولكن سمحوا لنا أن نختلط بكل نشاطات المجتمع النرويجي.

والأهم من هذا هو أن تعلم ما هي مفاتيح المجتمع النرويجي، كيف تكون واحد منهم و بنفس الوقت أن تكون كأن مستقل له ميزته.

فنصيحتي هو أن ننفتح ونتعرف على هذا المجتمع الذي يستقبلنا والذي سيترعرع فيه أطفالنا، إن شئنا أم أبينا.

عوضاً أن نخاف من اختلافاته، لنؤثر فيه ونضع بصماتنا فيه، ليس ببصمات الخوف من حكي الناس والرجعية الدينية والسياسية.

لا بل ببصمات ثقافتنا العربية الراقية الذي يشهد التاريخ والفن العربي عليها.

لهذا أقول: هيا بنا نرتقي

نسرين برقوقي مكتبي لبنانية من اصول ايرانية تولد النرويج 1978 متزوجة وأم لأربعة اطفال 3 بنات وولد ناشطة مدنية، ومدربة كرة قدم للأولاد والبنات. متزوجة من محامي سوري. مجلة صوت النرويج

فريق العمل :

رئيفة البهلة

احمد الشريف

وسام كريم العزاوي

الصور : صوت النرويج / نسرين مكتبي

نشر الخبر في الخميس 07 مايو 2015

اترك تعليقاً