الأرشيفالجاليات والشتات

وجّه د رمضان عبد الله شلح، كلمة لشعب فلسطين بمناسبة عيد الفطر

 

 

وجّه الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الدكتور رمضان عبد الله شلح، كلمة لشعبنا الفلسطيني في قطاع غزة والضفة، وفي جميع أماكن وجوده، بمناسبة عيد الفطر ، بثتها قناة “فلسطين اليوم”، ونقلتها عدة فضائيات أخرى بصورة مباشرة.

اليكم نص كلمة الامين العام

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد،

يا أبناء شعبنا الفلسطيني العظيم

يا أهلنا، يا أخوتنا، يا أحبتنا في غزة العزة، وفي الضفة الأبية، وفي كل فلسطين وخارجها…

في هذه الأيام المباركة والعظيمة،  وبمناسبة عيد الفطر المبارك، أتوجه إليكم بكل مشاعر المحبة والتقدير، وكل معاني الإجلال والإكبار، لكم، وللشهداء الأبرار، وللمقاومين الأبطال في ساحات التضحية والفداء والانتصار، وقد جسدتم جميعا بجهادكم العظيم كل المعاني السامية التي يحملها شهر القرآن والفرقان في ديننا وتاريخنا العظيم، وجعلتم العيد هذا العام عيدين: عيد الفطر، وعيد المقاومة.. عيد النصر القادم بإذن الله.

أخوتي المجاهدين والمقاتلين الأبطال … أيها الصامدون في قلب المعركة..

إننا في عيد المقاومة، عيد الصمود والبطولة والشهادة هذا، نتابع بكل فخر واعتزاز جهادكم العظيم، وصلابتكم المشهودة في مواجهة أبشع عدوان يشنه العدو الصهيوني المجرم، ونتابع ما سطرتم من ملاحم، وأنتم تلقنون العدو وجنرالاته أقسى الدروس في تاريخ صراعنا المرير معه.

رغم شراسة العدوان، وضراوة التآمر والتواطؤ الإقليمي والدولي، فإنكم بصبركم وثباتكم، تقدمون الدليل القاطع على أن هذا الشعب العظيم لابد وأن ينتصر بعون الله تعالى، وأن هذه المقاومة التي أذهلت العالم بإبداعاتها وشجاعتها وطول نفسها، ستظل بإذن الله عز وجل هي الدرع الحصين لهذا الشعب الذي تخلى عنه الجميع، وأنها لن تساوم على سلاحها، ولن تستسلم لأنها مقاومة شعب لا يركع إلا لله عز وجل.

أيها الأخوة المجاهدون الأبطال من كل القوى والفصائل..

يا أبناء القسام وسرايا القدس وألوية الناصر صلاح الدين وكتائب أبو على مصطفى وكتائب شهداء الأقصى وكتائب المقاومة الوطنية وكل الكتائب والفصائل..

يا أبناء شعبنا البطل المعطاء في القطاع الحبيب…

إن احتفالكم بعيد الفطر بين أنقاض البيوت المهدمة، وفي قلب الحصار الظالم، وتحت مرمى نيران العدوان الهمجي، وفي ظل التهافت والخذلان المرير، إنما يعزز يقيننا وتمسكنا بالمبادئ والأهداف التي يجسدها صمودكم الأسطوري المنقطع النظير، هذا الصمود الذي تتحطم على صخرته العنيدة كل أهداف الأعداء والمتآمرين. لقد أفشلتم العدو على كل المستويات العسكرية والأمنية والسياسية والاستراتيجية والأخلاقية، وصنعتم موازين جديدة للقوة والردع والرعب، سيكون لها أثر كبير على مستقبل قضيتنا، بل على مستقبل المنطقة والعالم.

يا شعبنا العظيم..

إننا في المقاومة بكل فصائلها، لن نخذلكم، ولن نتخلى عنكم، ولن نساوم على آلامكم وآمالكم.. دمكم هو دمنا، وجرحكم هو جرحنا، ومصابكم هو مصابنا، وكل ما حققته المقاومة من إنجاز وأثخنت به العدو من آلام وجراحات، هو بفضل صمودكم وثباتكم، بعد توفيق الله عز وجل، “وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى”.

ها هو شعبكم الأبي في الضفة الباسلة ينهض على وقع شلال الدم المتدفق في القطاع، ووهج المقاومة المتألقة، يعانق جرحه جرحكم، ويستلهم طريقكم لخوض معركة التحرير في الضفة المحتلة.. وها هي جماهير شعبكم في كل فلسطين وفي كل مكان، وجماهير أمتكم العربية والإسلامية تنظر إلى صمودكم وصلابتكم بكل الإجلال والإكبار، فبوركت سواعد الأبطال التي لم ولن تتوقف عن مقارعة هذا العدو، حتى ينال شعبنا مطالبه وحقوقه المشروعة في وقف العدوان وانهاء الحصار، ليعيش بحرية وكرامة كغيره من الشعوب والأمم.

بوركت النفوس الأبية التي لم تضعف، والهمم العالية التي لم تفتر، والهامات الشامخة التي لم تنحن، بوركت الإرادة العظيمة التي لم تنكسر، بل ظلت أقوى من الفولاذ، فأربكت حسابات العدو، وقلبت الموازين والمعادلات الصعبة، وأثبتت أن الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة هم الرقم الصعب والمركزي في هذه المنطقة.

بوركت الدماء الطاهرة التي صنعت بامتزاجها في كل بيت، وكل حارة، وكل شارع، وفي الخندق الواحد للمعركة، أروع صورة كفاحية وإنسانية في هذا الزمن العربي الجارح.

يا شعبنا العزيز .. إنها لحظة فارقة في تاريخ شعبنا وقضيتنا وأمتنا، نعرف أن المعاناة فيها كبيرة، لكن ثقوا أن الإنجاز أكبر. مهما طال النهار أم قصر، ستضع الحرب أوزارها بإذن الله، وسينقشع غبارها عن وجهك يا شعبي، وستنظر في مرآة التاريخ لتدرك أنك بالشهداء وبالأبطال أجمل شعب، وأنبل شعب، لا تبخل بالدم وبالروح دفاعاً عن الأرض والحق والمقدسات.

كلما زاد الضغط وزاد الألم كلما اقتربت ساعة النصر “ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة”. نعم، حاصرنا العالم كله، وتآمر علينا البعيد، وخذلنا القريب، لكن هذا لن يضيرنا ما دام الله معنا “إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده”.

في عيد الفطر وعيد المقاومة هذا أتضرع إلى الله يا شعبنا العزيز، بأن يربط على قلوبكم بمزيد من الصبر والثبات، وأن يبلغكم ساعة النصر بإذن الله، وما هي منكم ببعيد، “ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله، ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم”.

والتحية لكل جماهير وشعوب أمتنا وكل أحرار العالم، الذين هبوا لنصرة شعبنا، ووقفوا ضد هذا العدوان الصهيوني الهمجي.

الرحمة والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار، والشفاء العاجل لجرحانا الأبطال، والتحية لمعتقلينا وأسرانا البواسل، والعهد والقسم لشعبنا الصامد الصابر في كل مكان أن تستمر المقاومة حتى تحقيق النصر بإذن الله.

           والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اترك تعليقاً