الأرشيفوقفة عز

أوروبا ظهر “اسرائيل”- نضال حمد

تشيكيا كما هنغاريا وغالبية الدول التي كانت اشتراكية ومن حلف وارسو، تحولت الى دولة يمينية متطرفة، تعشعش فيها العنصرية والتمييز ومعاداة العرب والفلسطينيين والمسلمين واللاجئين، كذلك تقف حكومة تشيكيا كما حكومات أخواتها الاشتراكيات السابقات الى جانب “اسرائيل”، دولة الاحتلال الصهيوني، بلا تحفظ وبلا حفظ ماء وجه وبلا خجل وبشكل وقح جداً، يعبر عن رخص تلك الحكومات وتدنيها الأخلاقي والسياسي وتبعيتها العمياء. ربما نحن الفلسطينيين علينا تذكر دور تشيكيا أيام كانت تشيكوسلوفاكيا في دعم العصابات الصهيونية بالسلاح والعتاد الحربي إبان احتلال فلسطين في النكبة سنة 1948. ودورها مع أخواتها في تشكيل حلف لبعض دول أوروبا الوسطى والشرقية يضم الكيان الصهيوني وضد سياسات الاتحاد الاوروبي الخاصة بالصراع العربي الصهيوني، بالرغم من علاتها. فهذه الدول الشرقية تحكمها “الصهيونية” لأنها وضعتها في جيبها واشترتها منذ إنهار حلف وارسو ومعه الاتحاد السوفيتي.

السفير التشيكي في دولة الكويت وهي دولة عربية موقفها واضح ضد التطبيع وإقامة علاقات مع “اسرائيل”. فيها حركة سياسية وبرلمانية وشعبية قوية وكبيرة معادية للصهاينة وللمستسلمين من الأنظمة الرجعية الخليجية والعربية.

هذا السفير المُنحط كتب على صفحته في فيسبوك أو تويتر أنه يقف الى جانب “اسرائيل” وضد الفلسطينيين. ما كتبه أثار غضب الشعب الكويتي وقياداته الوطنية السياسية وقواه العربية القومية والاسلامية، فعمت حملات الغضب كافة الأرض الكويتية ضده وطالبت بطرده. ثم بعد تدخل من قبل وزارة الخارجية الكويتية قام السفير المذكور بشطب تعليقه المشين وبتقديم الاعتذار للشعب الكويتي. على الشعب الكويتي والشعوب العربية أن يفهموا ويعووا أن مثل هؤلاء السفراء هم عملاء للكيان الصهيوني.

الحكومة الهنغارية بدورها وكما غالبية موظفي الادارة الأمريكية من رؤساء وقيادات الدول الأوروبية، أعربت في تصريح رسمي معلن ومنشور أنها تقف الى جانب الدولة الصهيونية وتعتبر أن ما تقوم به هو حقها بالدفاع عن نفسها. يعني يصح القول أنه كان من حق ألمانيا النازية كقوة احتلال في تشيكيا وهنغاريا وفرنسا وبلجيكا وبولندا والنرويج وكل أوروبا الدفاع عن نفسها.

سيداتي سادتي: هل تقيأتم أم لازال لديكم بعض الصبر لتحمل سماع مثل هذه القذارات الأوروبية والغربية؟

فرنسا قامت بمنع التظاهر لدعم فلسطين في ذكرى النكبة وخلال العدوان على القدس وغزة. وأصدرت وزارة الداخلية فيها قراراً بهذا الشأن وأسندته بقرار قضائي يمنع التظاهر. نفس الشيء بحسب ما قرأت وسمعت في فيسبوك أقدمت عليه حكومة النمسا اليمينية.

ألمانيا قامت بقمع المتظاهرين بحجة وجود هتافات معادية للسامية. وميركل صرحت أن بلادها لن تسمح للمتظاهرين العرب والمسلمين بهتافات ورفع شعارات معادية للسامية. يبدو أن ميركل لا تعرف من هو السامي ومن هو هو غير السامي. الفلسطينيون ساميون وجدهم سام. أما الصهاينة ليسوا ساميين بل عنصريين ومعادين للعرب وللفلسطينيين الساميين.

يبدو أن المستشارة ميركل نسيت أن معاداة السامية واليهود بالذات جاءت من بلدها ألمانيا وأن جيش بلدها هو من قتلهم ولاحقهم وعذبهم واعتقلهم وطردهم وهجرهم بالتنسيق مع قيادات صهيونية يهودية. وهو الذي فتح معسكرات لاعتقالهم وقتلهم في أوروبا وبالذات في المانيا وبولندا التي كانت محتلة من قبل الجيش النازي الألماني في ذلك الوقت. وأن بلادها سهلت هجرة من تبقى منهم الى فلسطين المحتلة لاقامة دولة الاحتلال الصهيوني في بلادنا فلسطين..

قال بشيميك فيلوغوش رئيس تحرير مجلة لوموند ديبلوماتيك النسحة البولندية لوسيلة اعلامية: “أن أمريكا تمول احتلال فلسطين”… نعم صديقي بيشيميك احتلال فلسطين كله تموله أمريكا لكن ليس وحدها، فبرأيي كذلك تموله دولة ألمانيا التي لا تخفي وقوفها الى جانب “اسرائيل” ظالمة ومظلومة. كما لا تخفي وقوفها العلني والسافر ضد الفلسطينيين في كل شيء، سواء بالحرب أم في السلام.

المانيا مثل الولايات المتحدة الأمريكية تقدم الى “اسرائيل” المال والسلاح والتقينات الحديثة والغواصات الألمانية (ديليفن) التي يمكنها أن تحمل رؤوساً نووية.

ألمانيا تقف ضد فلسطين  في الاتحاد الأوروبي مثلما تقف أمريكا ضدهم سواء في الأمم المتحدة وفي كل منظمات العالم لتمنع محاسبة مرتكبي جرائم الحرب الصهاينة، كما حاسب العالم بعد الحرب العالمية الثانية مرتكبي جرائم الحرب الألمان النازيين.

حكومات فرنسا وبريطانيا والدنمارك وهنغاريا وتشيكيا والنمسا وبولندا وغالبية دول أوروبا منحازة الى جانب الارهاب “الاسرائيلي” وتبرره وتبحث له عن الأعذار.

يقول النتن ياهو: “إذا اعتقدت حماس أنها انتصرت بعد انتهاء الحرب، فهذه هزيمة لنا جميعًا وللغرب”.

كلام نتنياهو جاء يوم الأربعاء 19-5-2021. واضح فربما أراد رئيس الوزراء الصهيوني في فترة الاحتلال والإرهاب تأكيد شيء وهو أن “إسرائيل” كانت ولازالت قاعدة استعمارية غربية وعسكرية، تخوض الحروب نيابة عن الدول الاستعمارية ومقابل الحماية والدعم. ومهمتها إضعاف وتفتيت واحتلال الدول العربية والشرق الأوسط ومصالح الغرب.

عزيزي القارئ ربما الآن أصبحت لديك فكرة مبسطة لماذا غالبية الدول الأوروبية رفضت إدانة الكيان الصهيوني وبررت له جرائمه. كما دائما لديها نفس ردود الفعل وليس غيرها.

نضال حمد

22-5-2021

أوروبا ظهر “اسرائيل”- نضال حمد