الأخبار

البحر … لن يطفىء حريق بيروت؟ – عادل سمارة

فِيْضوا إلى الميادين، اليوم قبل الغد.
جميل أن ندافع عن المقاومة، جدار الصد والاعصاب المتماسكة، ولكن ماذا بعد؟ ماذا أنتم فاعلون؟
تستفزني مقالات البعض التي تضج الصفحات بعنترياتها وحتى بالوقائع والوصف والسباق على المعلومة وعلى السبب والمتسبب، وذلك ليس فقط رغم وضوح السبب والهدف والمتسبب.
بعد ثلاثة قرون من استهداف هذه الأمة لا يزال كثيرون يبحثون في الضياع عن الضياع المؤبد أو يبحثون عن السبب في قوى المقاومة لا في الثورة المضادة.
قبل الوصف وبعد التوصيف، وشطارة الشاطر حسن في معرفة الفاعل، يبقى السؤال:
لماذا لا تجري الدعوة في هذا الحدث الدامي وما شابهه خراباً او زاد عنه: إلى النزول اليوم وغداً لمواجهة “المحكمة الغربية” محكمة رعاية الإرهاب المعولم ونشره حتى لو كان قرارها لصالحنا، وهذا محال. لماذا لا تقوم أبواق الإعلام بالدعوة لتظاهرات في كل الوطن العربي لصالح بيروت وضد محكمة الإرهاب التي سوف ترمي على الوطن العربي قنابل نووية؟ الدعوة هكذا تكشف الخيوط السرية ربما الماسونية المخابراتية وطبعا المالية التي تحرك عديد وسائل الإعلام.
ما قيمة أحزاب سياسية ونقابات ومنظمات نساء وطلبة وعمال وفلاحين ومثقفين يتمترسون عند وجودهم لا يتحولون إلى حضور. كثيرا ما يكون الوجود ساكنا وحتا مصمَّتا وكتيما، ولا قيمة له مقابل الحدث سوى الحضور. يبدأ الحضور هنا  بالتدفق إلى الشوارع دعما لنصف لبنان وضد نصفه الآخر، وضد الإعلام الذي يكذب بان جميع اللبنانيين متكاتفون تجاه الحدث. ما هذه التعمية.
الحضور في اللحظة هو خروج على خطاب الغرب القاتل الذي حقننا بحقنة ديكارت : “أنا أفكر إذن أنا موجود”. لا يا هذا أنا أفكر، إذن أنا موجود ووجودي مرهون بحضوري. وبغير هذا أنا طفيلي، بل أنا قوة سحب إلى الوراء إلى البيت تماما كما وصل وباء كورون بالناس.
صدمني بكاء البعض على “سويسرا الشرق”!! ما هذا الخطاب الموروث بحقن العدو؟ وليست سويسرا سوى مخزن غسيل الأموال وغسيل سارقي شعوبهم. تخسىء هذه الحالة المحتقنة مالياً بأموال مسروقة من جهد الفقراء بل عمال العالم لأنهم لم يتحدوا. سويسرا دافوس، سويسرا راس المال المنهوب، سويسرا التي تقانلنا بالمال وهو أعنف من السيف، سويسرا هذه ليست ابداً استاذة بيروت المقاومة، بيروت نبض العرب وقلبهم سوريا.
لن يهز العالم ابداً سوى ظهير المقاومة ، الشعب. فالتحرك اليوم وغداً هو شرف أمة أمعنوا فيها قتلاً واغتصاباً.
قفوا اليوم مع نصف لبنان الذي لا ينام حتى التحم اصبعه بالزناد وواجهوا نصف لبنان الذي يتراكم كالذباب في عوكر.
وقد يكون هذا الحدث بداية انهيار عرش الطوائف.
يأتي الحدث دون أن يستشيرنا، ومع أن الحدث بشبه المطلق لا نتوقعه، لكن هذا ربما كان علينا أن نتوقعه. وتبقى العبرة في توظيف الحدث في شحنه بالشعب ليحمي ظهر الأحرار.
دعوا الهتاف وعنتريات المثقف المنشبك، واذهبوا بالشعب إلى شارع مشتبك.
من لا يدعو الشارع العربي للانتفاض، هو جزء من أنظمة ترتعد من نبض الشعب فتخدره بالقمع.
دعوا بيروت تتعافى وتحركوا من المحيط إلى الخليج رغم أنف أنظمة الثورة المضادة. حينها تفهم الإمبريالية الدرس.
وحينما لم يُطفىء البحر حريق بيروت، فليطفئه محيط العرب.

البحر … لن يطفىء حريق بيروت؟ – عادل سمارة