الأرشيفعربي وعالمي

الديك الفرنسي! – عبد اللطيف مهنا

قرأت قبل أيام أن هناك نكتة فرنسية تقول: “لماذا اختارت فرنسا الديك رمزاً لها؟ لأنه الحيوان الوحيد الذي يصدح عندما يقف فوق الزبالة”!
أنا عادةً ممن لا يطول المقام بالنكتة كثيراً في ذاكرته، لكنني أظن أن ماكرون فرنسا قد تعهد بأن يذكرني، ومعي العالم، بهذه النكتة الفرنسية ما دام في السلطة، كما ولا خشيةٍ من تقصير من سيخلفه في ذلك..
ماكرون، أو فرنسا، التي ترفض الاعتذار عن فظائعها الاستعمارية الأبشع ضد الإنسانية في الجزائر، والتي بزت شناعاتها الجرائم المثيلة لشقيقاتها الاستعماريات الأوروبيات المماثلة في أربع جهات الأرض.. أضف لرصيدها ورصيدهن ما يجعله البالغ أوجه واسطة عقده المحرقة الفلسطينية المستدامة، أو هذه المتمثلة في اصطناعهن ورعايتهن للجريمة الصهيونية المستمرة لما بات يقارب القرن في فلسطين..
.. وماكرون، الذي قضى أغلب حقبته الرئاسية في كر وفر مع محتجي السترات الصفراء ولا يزال، وإذ تدنو مواعيد الانتخابات يتبارى في عنصريته ضد المسلمين الفرنسيين مع ماري لوبان، والذي لا يترك شاردة ولا واردة، أو مزبلة في هذا العالم دونما محاولة صداح في رحابها بحثاً عن دور فرنسي لا يتوفر..
يجهد هذا الماكرون لأن يتزعم اليوم هبةً أوروبيةً ليست مفاجئة لمعاقبة روسيا نصرةً للإنسانية المقموعة مختصرةً هذه المرة في شخص واحد أسمه نافالني..
لا نقول هذا دفاعاً عن روسيا، ولكن فقط لنشير إلى أن الهبَّة الأوروبية الإنسانية، وتعالى صيحات ديكتها الاستنسابية عادةً، ما كانت لتكون بهذه الحميَّة التي هي عليها لولا قدوم بايدن الميمون للمكتب البيضاوي ساحباً معه وافرا عداء حزبه التليد والمؤسسة الأمنية الأميركية لخطر إفاقة الدب الروسي من بياته الشتوي.. مضافاً إليه مسارب دروب الحرير الصينية.