من هنا وهناك

العلاقات الاقتصادية المصرية الأردنية – الدكتور عادل عامر

تعد العلاقات المصرية الاردنية نموذجا يحتذي به لعلاقات قوية ووثيقة منذ القدم حيث ترتبط الدولتين بأواصر تاريخية ثقافية وعلاقات متميزة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي ساعدت على انتقال الأفراد والمبادلات الاقتصادية والحضارية بين البلدين، مما يؤكد المصير الواحد والمشترك لهما.‏

العلاقات السياسية والزيارات المتبادلة:

تتسم العلاقات المصرية الأردنية السياسية بأنها نموذجاً يُحتذي في العلاقات العربية سواء من حيث قوتها ومتانتها من خلال التشاور المستمر بين مصر والأردن والزيارات المتبادلة بين القيادتين المصرية والأردنية وتتمثل في الاتي:

– فى 22/9/2014، اِستقبل السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، بمقر إقامته بنيويورك، جلالة الملك عبد الله الثاني، عاهل المملكة الأردنية الهاشمية، على هامش أعمال الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، بحث الجانبان الجهود المبذولة لتشكيل الائتلاف الدولي لمحاربة التطرف والإرهاب في المنطقة، من خلال استراتيجية شاملة لا تقتصر فقط على البعد الأمني والعسكري، ولكن تشمل أيضاً البعدين التنموي والاجتماعي، وتضمن اجتثاث جذور الارهاب، ومواجهة كافة التنظيمات الارهابية في المنطقة. استعراضا الجانبان الموقف في منطقة الشرق الأوسط، وأكدا على أهمية الحفاظ على السلامة الإقليمية للعراق ووحدة شعبه، ودعم الحكومة العراقية الجديدة، والتأكيد على أهمية أن تعكس كافة أطياف الشعب العراقي، بما يضمن استقرار العراق. شدد الجانبان على ضرورة الحل السياسي للأزمة السورية، بما يضمن وحدة التراب الوطني لسوريا وكذا وحدة شعبها، فضلا عن بذل الجهود اللازمة لمكافحة الارهاب والجماعات المتطرفة في سوريا، أخذا في الاعتبار التداعيات الاقليمية للأزمة السورية على دول الجوار السوري، على الصعيدين الأمني والاقتصادي. – زيارة وزير الخارجية سامح شكري للاردن فى 8/7/2014، التقى شكرى خلال الزيارة برئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور وأجرى مباحثات مع وزير الخارجية ناصر جودة. ناقش شكري خلال زيارته الوضع على الساحة الإقليمية ولاسيما التصعيد في الأراضي الفلسطينية وضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية حيث اتفق مع المسئولين في الأردن على أن ما يجري حاليا هو نتاج غياب أي أفق ذي مصداقية لتسوية القضية الفلسطينية رغم الجهود التي بذلها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، وذلك بسبب تعنت إسرائيل وتمسكها بسياسات التوسع الاستيطاني على الأراضي محل التفاوض وبسياسة الاعتقالات والاعتداء على المسجد الأقصى وعلى حقوق المصلين به.وأضاف أن هذه المباحثات بين البلدين تأتي في سياق التنسيق الطبيعي والمستمر بينهما وكذا على ضوء عضوية الأردن في مجلس الأمن في الوقت الحالي. اتفقت تقديرات شكري مع نظيره الأردني حول أهمية تحمل المجتمع الدولي لمسئولياته عبر ممارسة الضغط على إسرائيل للامتثال لقرارات الشرعية الدولية واستئناف التفاوض من حيث توقف لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة واحترام حقوقه، وعدم الدعوة لاعتماد أسس أو محددات جديدة للتسوية المبتغاة. بحثا الجانبان الوضع في العراق وسوريا على إثر استيلاء تنظيم داعش على مساحات واسعة من شمال غرب العراق وشمال شرق سوريا، حيث استعرض ناصر جودة وزير خارجية الأردن الإجراءات التي اتخذتها بلاده لحماية نفسها من هذه التطورات الخطيرة على الأمن الإقليمي. اتفق الوزيران على أهمية العمل من أجل معالجة هذا الوضع العراقي من خلال إعادة اللحمة والتفاهم السياسي بين مكونات العراق المختلفة حفاظا على وحدة الأراضي العراقية وسيادة الدولة العراقية، ولتمكينهم من مواجهة التطرف والإرهاب بالاستناد إلى وحدة المجتمع.

–  زيارة ملك الأردن عبد الله الثاني لمصر  فى 8 / 6 / 2014 استقبله الرئيس عبد الفتاح السيسي واكدا سويا حرصهما المتبادل على تمتين أواصر الأخوة والتنسيق والتشاور بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين والقضايا العربية. ركزا الجانبان على البحث في سبل تعزيز علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات. أكد العاهل الأردني وقوف الأردن إلى جانب مصر وخيارات شعبها ودعم مساعي قيادتها الجديدة في ترسيخ الأمن والاستقرار ومواصلة مسيرة البناء والإنجاز. أعرب الرئيس السيسي عن شكره والشعب المصري للأردن بقيادة الملك عبد الله الثاني على مواقفه الداعمة لمصر ووقوف المملكة إلى جانب خيارات الشعب المصري مقدرا دور ملك الأردن في تعزيز مسيرة العمل العربي المشترك وخدمة قضايا الأمة العربية.

– زيارة د. عبدالله النسور رئيس وزراء ووزير دفاع المملكة الأردنية الهاشمية لمصر فى 11/2/2014 للمشاركة في أعمال الدورة الرابعة والعشرين للجنة العليا المصرية – الأردنية المشتركة. التقى الرئيس السابق المستشار عدلى منصور بالدكتور عبدالله النسور  بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، حضر اللقاء د.حازم الببلاوي، وعدد من الوزراء المصريين والاردينين. نقل رئيس الوزراء الأردني تحيات الملك عبد الله الثاني ملك الأردن إلى الرئيس، معرباً عن تمنياته لمصر بكل الخير وأن تكلل جهودها لاستكمال خطوات خارطة الطريق بالنجاح. كما نقل الرئيس منصور تحياته إلى ملك الأردن، مثنياً على الخطوات الإصلاحية التدريجية التي يقوم بها وآخرها الانتخابات البلدية، التي أجرتها المملكة مؤخراً، كما أشاد الرئيس بالموقف الأردني المؤيد لإرادة الشعب المصري وتعضيده لموقف مصر في المحافل الدولية؛ ارتباطاً بالتطورات المتعلقة بثورة 30 يونيو. استعرض منصور أثناء اللقاء الخطوات التي تتخذها الدولة لبلورة استحقاقات خارطة المستقبل، مؤكداً حرص مصر على عبور المرحلة الانتقالية وفقا للجدول الزمني المعلن لإنجاز استحقاقات خارطة المستقبل؛ بغية البدء في عملية التنمية الشاملة لتحقيق آمال وطموحات الشعب المصري التي عبر عنها في ثورتيه.

وعلى الصعيد الثنائي، أعرب منصور عن حرص مصر على تطوير وتعميق علاقاتها مع الأردن الشقيق في كافة جوانبها، سواءً السياسي والاقتصادي منها، أو الثقافي والاجتماعي؛ فأعرب الدكتور “النسور” عن أن الأردن يبادل مصر ذات الاهتمام بشأن ضرورة تفعيل العلاقات الثنائية والارتقاء بها إلى آفاق أرحب، منوهاً إلى أن آخر جولات اللجنة المصرية – الأردنية المشتركة قد عقدت في ديسمبر 2012، ومثمناً حرص البلدين على دورية انعقادها، كما أوضح رئيس الوزراء الأردني أنه في ضوء الرؤى والمصالح المشتركة للبلدين اِتصالاً بالعديد من القضايا الإقليمية والدولية؛ فإن لمصر والأردن دوراً هاماً في تحقيق أمن واستقرار المنطقة، ومواجهة ما تمر به من تحديات. من جانبه، أكد رئيس الوزراء الأردني أن العمالة المصرية في الأردن تعمل في بلدها الثاني، معرباً عن امتنانه للجهود اتي اتخذتها مصر، للتأمين على العمالة المصرية في الأردن.

– قام الرئيس السابق المستشار عدلى منصور بزيارة عمل قصيرة للاردن فى 8/10/2013 ، التقى خلالها بالعاهل الاردنى الملك عبد الله الثانى وعقدا جلسة مباحثات ثنائية بالمكاتب الملكية فى الحمر. أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور على متانة العلاقات الأردنية- المصرية المستندة إلى جذور قومية وتاريخية قوية وثابتة، والحرص المشترك على تعزيزها والنهوض بها في شتى الميادين بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين. وقد عقد الجانبان جلسة موسعة بحضور الوفد المصري المرافق للرئيس منصور وعدد من المسئولين الأردنيين، تركزت على سبل تطوير العلاقات الثنائية خصوصا في المجالات الاقتصادية، وعدد من القضايا الإقليمية والدولية. ووفقا لبيان صادر عن الديوان الملكي الهاشمي، فقد شدد الملك عبد الله الثاني على أن الأردن ينظر إلى مصر الشقيقة دولة مهمة وأساسية في محيطها العربي والإقليمي، ويدعم خيارات شعبها المستقبلية، وبما يعزز وحدته الوطنية، ويمكن مصر بجميع مكوناتها من ترسيخ أمنها واستقرارها واستعادة مكانتها ودورها الريادي.

واستعرض الملك عبد الله والرئيس السابق منصور جوانب التعاون بين البلدين وآفاق تعزيزها في شتى المجالات، خصوصا السياسية والاقتصادية، مؤكدين أهمية عقد اجتماعات اللجنة العليا الأردنية المصرية المشتركة بالسرعة الممكنة، لتكثيف التعاون الثنائي في مختلف المجالات، خصوصا فيما يتعلق بملف الطاقة، فضلا عن العديد من الملفات الاقتصادية والتجارية. وهنأ عاهل الأردن خلال المباحثات الرئيس منصور والشعب المصري بمناسبة الاحتفالات بذكرى انتصارات “أكتوبر”، متمنيا لجمهورية مصر العربية الشقيقة الاستمرار بالنهوض والتقدم وتجاوز جميع التحديات التي تواجهها.

– زيارة  الدكتور عبدالله النسور رئيس وزراء الأردن لمصر فى 5/10/2013، شارك خلالها فى احتفالات مصر بذكرى مرور 40 عامًا على نصر السادس من أكتوبر. عقد رئيس الوزراء الدكتور حازم الببلاوى جلسة مباحثات رسمية مع رئيس الوزراء الأردنى عبد الله النسور، بحضور أعضاء وفدى البلدين وذلك بمقر الهيئة العامة للاستثمار .

وتتناول المباحثات سبل دعم العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، ووضع العمالة المصرية فى الأردن، وموضوع تصدير الغاز المصرى للأردن، بالإضافة إلى بحث عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك وفى مقدمتها الأزمة السورية، والنزاع الفلسطينى – الاسرائيلى . ومن ناحية أخري اتفق رئيسا وزراء البلدين على عقد اجتماعات اللجنة العليا المشتركة بن البلدين فى القاهرة فى موعد يتفق عليه الجانبان خلال هذا العام . كما قدم رئيس وزراء الأردن التهنئة إلى الشعب المصرى والحكومة بمناسبة ذكرى حرب أكتوبر المجيدة متمنيا لمصر وشعبها دوام النصر والعزة . كما وجه الببلاوى الشكر لرئيس الوزراء الاردنى على تهنئته بذكرى حرب أكتوبر مؤكدا فى الوقت ذاته أن نصر أكتوبر هو نصر للعرب جميعا وليس للمصريين فقط . وأشاد الببلاوى بالاهتمام التى توليه الاردن للعمالة المصرية واتخاذ السلطات الاردنية  لاجراءات تقنين أوضاع العمالة بما يتضمنه من تأمين للعمالة، وهو نموذج متميز فى التعامل مع العمالة المصرية بالخارج . ورحب الببلاوى بتعزيز التعاون بين البلدين ودفع العلاقات إلى افاق أرحب ومنها مجالات الاعلام من خلال برامج ومواد اعلامية مشتركة تسهم فى التعزيز الثقافى بين البلدين. كما أكد على أن استقرار مصر وتقدمها أمر شديد الأهمية للعرب جميعا، باعتبار مصر هى الشقيقة الكبرى للدول العربية ومن ثم تأييد الأردن السريع والحازم لخيارات الشعب المصرى ليوم 30 من يونيو متمثلا فى زيارة جلالة الملك عبدالله الثانى كأول زعيم عربى ودولى يزور مصر بعد ثورة 30 يونيو . وأعرب رئيس وزراء الأردن عن تطلع بلاده لتعزيز علاقات التعاون مع مصر في كافة المجالات وزيادة التبادل التجارى والاستثمارات المتبادلة بين البلدين، وفى هذا الصدد أكد عبدالله النسور على ما تلقاه العمالة المصرية فى الاردن من اهتمام ورعاية من جانب كافة المؤسسات الاردنية..معربا عن تقديره للدور الهام الذى تقوم به تلك العمالة فى المجالات ذات الصلة بأنشطتها بالاردن.

حضر جلسة المباحثات من الجانب المصرى وزيرا الخارجية نبيل فهمى، والاعلام درية شرف الدين .

ومن الجدير بالذكر أن اخر اجتماع للجنة العليا المشتركة بين مصر والأردن عقدت فى عمان في ديسمبر 2012.

– زيارة العاهل الأردني للقاهرة يوليو 2013 لتهنئة الرئيس المؤقت عدلي منصور بتولي مسئولية البلاد في مرحلة ما بعد عزل مرسي.

– زيارة رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل للأردن للمشاركة فى اجتماعات الدورة الثالثة والعشرين للجنة العليا المصرية الأردنية المشتركة والتي عقدت فى 20 / 12 / 2012، وأكدت على ضرورة تدعيم العلاقات الأخوية القائمة بين البلدين من خلال تكثيف الاتصالات والمشاورات بين كبار المسؤولين في البلدين الشقيقين. وشددا البلدان على ضرورة تدعيم العلاقات الأخوية القائمة بين المملكة الأردنية الهاشمية ومصر من خلال تكثيف الاتصالات والمشاورات بين كبار المسئولين في البلدين ومن خلال المحافظة على انتظام انعقاد اللجان العليا المشتركة واللجان القطاعية ومتابعة تنفيذ الاتفاقيات المبرمة بين الطرفين في كافة المجالات بما يكفل إضفاء صبغة عملية على مضامين التعاون بينهما وبما يخدم مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين. وبحثا الجانبان المصري والأردني , خلال اجتماعات اللجنة العليا المشتركة أوضاع العمالة المصرية فى الأردن وبناء على طلب مصر وافق الجانب الأردني على أن يتم الإعلان عن فترة تصويب لأوضاع العمالة المصرية فى الأردن لمدة 60 يوما, بحيث يتم استيفاء رسم تصريح العمل الجديد بالإضافة إلى رسم تصريح لسنة سابقة فقط بغض النظر عن المدة التي قضاها فى المملكة, وأن تحتسب رسوم السنة السابقة وفق المهنة المدونة فى آخر تصريح عمل حصل عليه, وعلى أن تشمل فترة التصويب العمال الذين صدر بحقهم قرارات تسفير ولم تنفذ, والعمال الذين دخلوا المملكة لغير قصد العمل. كما وافق الجانب الأردني على السماح بالانتقال من قطاع لآخر خلال فترة التصويب مع وقف الاستقدام خلال هذه الفترة, والسماح لمن انته تصريح عمله قبل بدء فترة التصويب بمغادرة المملكة خلال فترة التصويب فى حال رغب بذلك دون مخالصة من صاحب العمل. – زيارة الملك عبد اللة لمصر في 16 فبراير 2008 أجرى خلالها مباحثات في شرم الشيخ مع الرئيس السابق مبارك تناولت تطورات الأوضاع على الساحتين العربية والإقليمية وجهود تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة

– قيام العاهل الاْردنى في عام2007 باْربع زيارات الى مصر كانت الأولى في العاشر من يناير والثانية فى 25 فبراير والثالثة 12 يونيو والرابعة لحضور القمة الرباعية فى 25 يونيو بشرم الشيخ ، فيما عقدت خلال عام 2006 خمسة لقاءات بين الزعيمين فى مدن القاهرة وشرم الشيخ والعقبة وعمان.

– شهد قصر رأس التين بالإسكندرية يوم4/9/2007 زيارة الملك عبد الله الثاني لبحث التطورات الراهنة في منطقة الشرق الأوسط ، وبحث علاقات التعاون الثنائي وسبل تفعليها في شتى الميادين خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية.

– تمثل اللقاءات المصرية الأردنية دليلا على عمق العلاقات التي تربط البلدين وتعكس الرغبة المشتركة في تحقيق مزيد من تعميق هذه العلاقات السياسية وإدامة التشاور والتنسيق بين البلدين ليقدما نموذجا متميزا من التعاون العربي.

العلاقات الاقتصادية

شهدت العلاقات الاقتصادية بين البلدين نمواً كبيراً، حيث تشير الأرقام إلى زيادة ملحوظة في حجم التبادل التجاري البيني خلال السنوات الخمس من 2010:2005. ‏- بلغ اجمالى حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال الفترة من يناير حتى أكتوبر 2007 حوالي 538.8 مليون دولار، ويميل الميزان التجاري خلال هذه الفترة لصالح مصر بفائض قدره 436.6 مليون دولار بزيادة نسبتها 17.1% عن نفس الفترة من العام الماضي ويشمل صادرات مصرية للأردن قيمتها 487.7 مليون دولار بزيادة نسبتها 18.1% عن نفس الفترة من عام 2006 وواردات من الأردن بلغت 51.1 مليون دولار بزيادة نسبتها 27.7% عن نفس الفترة من عام 2006، وباستبعاد بنود الطاقة (الغاز الطبيعي والكهرباء) من الصادرات المصرية فإن فائض الميزان التجاري قد بلغ 234.8 مليون دولار وبزيادة نسبتها 22.4% عن نفس الفترة من عام 2006. أكدت الأردن ومصر حرصهما على تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بينهما ومعالجة أي ملفات تحول دون تطوير تلك العلاقات.

وأكد البلدان على لسان وزيري الصناعة والتجارة لديهما أن المرحلة المقبلة ستشهد انطلاقة جديدة لشكل العلاقة الاقتصادية والتجارية التي تربطهما وبأسلوب مختلف عما هو قائم حاليا. وشهدت العلاقات الاقتصادية بين البلدين تطورا ونموا كبيرا خلال السنوات الخمس الماضية حيث اقترب حجم التبادل التجاري بين البلدين العام الماضي من نحو المليار دولار منها 118 مليون دولار صادرات أردنية.

وقال وزير الصناعة والتجارة الاردني عامر الحديدي “إننا في الأردن ننظر إلى العلاقة مع المصريين على أنها علاقة متميزة وإستراتيجية على مختلف المستويات، مؤكدا أن البلدين تسعيان إلى زيادة حجم التبادل التجاري بينهما إلى ملياري دولار خلال السنتين القادمتين.

من جانبه، أكد وزير التجارة والصناعة المصري رشيد محمد رشيد خلال اللقاء الذي نظمته غرفتا تجارة وصناعة الأردن أن هناك حديثا عن رؤية جديدة للعلاقات المصرية الأردنية في الفترة المقبلة، معربا عن أمله في البناء على هذه القاعدة المتميزة من العلاقات الموجودة بين البلدين. وأشار إلى أن مصر والأردن ملتزمتان في السنوات الأخيرة بسياسة الإصلاح الاقتصادي وتسابق حكومتي البلدين نحو خلق شراكة حقيقة مع القطاع الخاص والقطاع الإنتاجي.

وقال “نحن نتحدث عن خلق إطار جديد للعمل بين مصر والأردن في مجتمع الأعمال في البلدين ليبقى مثالا يحتذى به في المنطقة”، مشيرا إلى أنه جرى النقاش بالمنطقة على حرية التجارة في الخدمات والاتحاد الجمركي والتكامل من الناحية الجغرافية لبناء اقتصاد عربي قوي وحدث بعض التطور في بعض المناطق ولكن للأسف ليس بالنمط الذي يسود في العمل العربي المشترك. وأضاف” انه لتحقيق فائدة حقيقة لمجتمع الأعمال وتنفيذ هذه الطموحات من خلال وضع جدول زمني قصير ومدة زمنية نبدأ خلالها بملفات مهمة منها تحرير التجارة في النقل والمواصلات والعمليات اللوجستية لتعظيم مصالح البلدين والدول المحيطة باعتبار أن مصر والأردن يمثلان الوصل بين القارتين الإفريقية والاسيوية وشرق وغرب المنطقة العربية.

وقال “نحن نتحدث عن كيفية تعظيم التبادل التجاري من منطق النظر إلى التكامل مع العراق وتعظيم إمكانياتنا في البلدين للتعاون بشكل أقوى مع الاقتصاد العراقي في الفترة المقبلة وأيضا مع الدول الأخرى في السعودية وسوريا والخليج والمشرق العربي وليبيا وهي أسواق مهمة بالنسبة لنا. من جانبه، قال رئيس غرفة صناعة الأردن حاتم الحلواني إن الفترات القادمة ستشهد رفع رأس المال والكفاءة التشغيلية لشركة الجسر العربي للملاحة، معربا عن أمله في أن تسهم بدعم العلاقات الاقتصادية بين الأردن ومصر والعراق من خلال نقل الركاب والبضائع بين مينائي العقبة ونويبع. بدوره، دعا رئيس غرفة تجارة الأردن نائل الكباريتي القطاع الخاص المصري إلى زيادة استثماراته في الاردن وإقامة مشاريع مشتركة خاصة بخدمات المناولة والمساندة والتخزين ومناطق صناعية مشتركة تخدم البلدين وتكون نقطة انطلاق للدول العربية المجاورة والاستفادة من البيئة الاستثمارية في الأردن التي شهدت تطورات كبيرة في السنوات الأخيرة. يشار إلى أنه تم على هامش اللقاء التوقيع على محضر اجتماع الغرفة الاقتصادية الأردنية المصرية المشتركة التي تأسست عام 2002 بين كل من غرفة صناعة الأردن وغرفة تجارة الأردن والاتحاد العام للغرف التجارية المصرية التي تسعى إلى تذليل العقبات التي تحول دون زيادة عملية التبادل التجاري بين البلدين. (شينخوا)

– بلغ حجم الاستثمارات المصرية في الأردن بنهاية عام 2006 ما قيمته 282.8 مليون دولار، ويعتبر مشروع نقل الغاز الطبيعي هو أكبر المشروعات الاستثمارية بقيمة قدرها نحو 160.2 مليون دولار، يليه قطاع الفنادق باستثمارات تناهز 115.2 مليون دولار، ذلك وقد بلغ حجم الاستثمارات الأردنية في مصر 832 مليون جنيه مصري منها 18 مليون دولار في المناطق الحرة المصرية، ففي العام الماضي ناهز حجم التبادل التجاري بين البلدين المليار دولار، منها 118 مليوناً صادرات أردنية، فيما التطلعات تذهب لزيادته ليصل إلى ملياري دولار خلال العامين المقبلين. – وقعت مصر والأردن على اتفاقية للتبادل التجاري الحر في ديسمبر 1998 ودخلت حيز النفاذ في ديسمبر 1999 حيث تضمنت التخفيض التدريجي للرسوم الجمركية والضرائب والرسوم الأخرى ذات الأثر المماثل على مدار سبع سنوات وصولاً إلى الإلغاء الكامل في يناير 2005، ذلك بالإضافة إلى ارتباط البلدان بكل من اتفاقية تيسير وتنمية التبادل التجاري الحر بين الدول العربية والتي وصلت إلى حد الإعفاء الجمركي الكامل في يناير 2005، واتفاقية منطقة التبادل التجاري الحر بين الدول العربية المتوسطية (اتفاقية أغادير) والتي تم التوقيع عليها في فبراير 2004 ودخلت حيز النفاذ اعتباراً من أغسطس 2006.

– بلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والأردن ما قيمته 404 مليون دولار في عام 2005 بزيادة نسبتها 22% عن عام 2004 كما أنه يمثل حوالي خمسة أضعاف مستواه في عام 2001 حيث تضمنت تلك الصادرات في عام 2005 ما قيمته 102 مليون دولار غاز طبيعي و47 مليون دولار طاقة كهربائية فضلاً عن الزيادة في الصادرات السلعية الأخرى التي بلغت قيمتها 214 مليون دولار. يلغت الواردات من الأردن 28 مليون دولار في عام 2004 ، وبلغت 40 مليون دولار في عام 2005 بزيادة نسبتها 43%.

الاطار التعاقدى

– ترتبط مصر والأردن باتفاقية للتبادل التجاري الحر تم التوقيع عليها في ديسمبر 1998 ودخلت حيز النفاذ في ديسمبر 1999 حيث تضمنت التخفيض التدريجي للرسوم الجمركية والضرائب والرسوم الأخرى ذات الأثر المماثل على مدار سبع سنوات وصولاً إلى الإلغاء الكامل في يناير 2005، ذلك بالإضافة إلى ارتباط البلدان بكل من اتفاقية تيسير وتنمية التبادل التجاري الحر بين الدول العربية والتي وصلت إلى حد الإعفاء الجمركي الكامل في يناير 2005، واتفاقية منطقة التبادل التجاري الحر بين الدول العربية المتوسطية (اتفاقية أغادير) والتي تم التوقيع عليها في فبراير 2004 ودخلت حيز النفاذ اعتباراً من أغسطس 2006. (مرفق مذكرة تفصيلية حول العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر والأردن).

مشروع الغاز المصرى فى الأردن:

 يعتبر مشروع نقل الغاز الطبيعي هو أكبر المشروعات الاستثمارية بقيمة قدرها نحو 160.2 مليون دولار، يليه قطاع الفنادق باستثمارات تناهز 115.2 مليون دولار، ذلك وقد بلغ حجم الاستثمارات الأردنية في مصر 832 مليون جنيه مصري منها 18 مليون دولار في المناطق الحرة المصرية.

يمثل مشروع الغاز الطبيعى الذى وقعته كل من مصر وسوريا ولبنان عام 2000 ، والذى يتم فيه نقل الغاز الطبيعى المصرى عبر الأنبوب إلى تلك البلاد أكبر نواة لمشاريع استراتيجية عربية إذ ستسهم فى تعزيز التعاون العربى المشترك. بدأ ضخ الغاز المصرى إلى الأردن فى مرحلته التجريبية والأولى فى عام 2003 حيث ساهم فى نقل الغاز المستخرج من حقول المياه من البحر المتوسط والدلتا من العريش إلى طابا بطول 265 كيلومتراً ومن ثم إلى الأردن عبر خليج العقبة بواسطة خط بحرى. وقد ساهم فى تزويد الغاز لمحطة العقبة الحرارية التى تبلغ استطاعتها 650 ميغاواط. بدأ فى يناير 2006 التشغيل التجريبى للمرحلة الثانية وذلك من مدينة العقبة فى الجنوب إلى منطقة رحاب شمال الأردن على الحدود الأردنية السورية، ويبلغ طول هذا الخط حوالى 395 كيلومتراً وقطره 36 بوصة من العقبة حتى الرحاب، ويشمل محطة لضواغط الغاز ونظام تحكم آلى متطور، وتقدر طاقاته ب10 مليار متر مكعب سنوياً وبلغت تكلفته 300 مليون دولار. يعد تنفيذ المرحلة الثانية من الخط والتي قام بها تجمع شركات ترأسه شركة بتروجيت المصرية بمثابة أكبر عملية مقاولات خارجية لأي من الشركات المصرية خارج حدود الوطن، ومن المنتظر الانتهاء من المرحلة الثالثة لخط الغاز العربي من الحدود الأردنية السورية إلى حمص بطول 310كم في يوليو 2007، وبعد ذلك سيتم استكمال الخط للحدود السورية التركية عند توقيع عقود بيع غاز طبيعي بين مصر وتركيا وبعض دول أوروبا.

العلاقات الثقافية:

تشهد العلاقات الثقافية بين مصر والأردن نشاطاً مستمراً يتمثل في تبادل الزيارات على مدار العام بين الأكاديميين والمتخصصين، بالإضافة إلى تنظيم ورش عمل متخصصة وبرامج تدريبية في إطار المساعدة الفنية وتبادل الخبرات في العديد من المجالات. -يتواجد في مصر حوالي 870 طالب أردني ما بين دارسين في المدارس الحكومية والخاصة

– يتواجد في الأردن حوالي 7 آلاف طالب مصري مقيدين في مراحل التعليم المختلفة.

– تعتبر المنح التعليمية المتبادلة من أبرز مظاهر التعاون بين الجانبين حيث يحصل الطلبة الأردنيون في الجامعات المصرية على 10 منح مجانية في كلية الطب و15 منحة مجانية للدراسات العليا في تخصصات مختلفة فضلاً عن 15 مقعد في الطب البشري كل سنة، بينما تمنح الحكومة الأردنية الطلبة المصريين 100 منحة سنوياً منها 20 منحة مجانية في الجامعات الحكومية المختلفة.

السياحة

تشهد مصر والاردن تطوراً ملحوظ في مجال السياحة حيث يتم تبادل السياح بين مصر والاردن حيث اشارت الاحصائيات أن عدد السياح الأردنيين الذين زاروا مصر عام 2009 بلغ نحو 150 ألف سائح.

كاتب المقال
دكتور في الحقوق و خبيرفي القانون العام

ومدير مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية

 عضو  والخبير بالمعهد العربي الاوروبي للدراسات الاستراتيجية والسياسية بجامعة الدول العربية

 

اترك تعليقاً