الأرشيفعربي وعالمي

الى من يشدون الرحال إلى أمريكا …؟ ؟. ؟ – إحسان سالم

رجل من الأراضي المحتلة . رام الله . نابلس
إلى كل الذين رهنوا مستقبل فلسطين بيد الإله الأمريكي.
إلى كل الذين ظلوا يتلظون على الأكاذيب الامريكية.
إلى كل الأقلام الرخيصة التي صدأت من كثرة الاجتهادات والتبريرات لخداع شعبهم وإشباعهم كذبا وتضليلا لتجميل الموقف الغربي.
إلى كل الصحف والأعمدة المهترئة التي صالت وجالت لتبرر انبطاح البعض أمام السيد الأمريكي.
إلى كل المطبلين والمزمرين الذين ظلوا على مكابرتهم بأن أمريكا قد تغيرت وخلعت جلدها الصهيوني فأغرقوا شعبهم بالزيف والتضليل.
إلى كل من راهن على أن هناك تغيير في السياسة الأمريكية وستجلب لهم المن والسلوى وتحافظ على رؤوسهم الخرفة.
إلى كل القوى التي سكتت عن إختراق الثوابت آملة أن يعوض ذلك رؤيا أمريكية جديدة تغنيهم عن المساءلة.
إلى كل من ظن بأن ساعة المقاومة قد حانت وأن الوافدين إليهم من واشنطن وهم كثر سيحملون لهم البشائر.
إلى كل العظام النخرة التي ملئت الدنيا تبشر بالإنصاف الأمريكي والغربي لقضيتهم.
إلى كل من استقوى بالأمريكي على عدالة قضيته وعلى مناصري قضيته ونسي أن أمريكا تبيع ولا تشتري.
إلى كل الذين تنازلوا وتآمروا على حق العودة آملين أن يعوضهم ذلك بريق الدولة المنجوسة التي وعدتهم بها أمريكا أمام شعبهم.
إلى كل المخصيين الذين زرعوا الآمال الزائفة في صدور شعبهم والذين سكتوا عن كل الجرائم المسبوقة والغير مسبوقة مستبشرين خيرا بالوعود الأمريكية الفارغة.
إلى كل الثوريين الذين ظنوا أن جلاوزة الصهيونية في أمريكا يمكن أن يتغيروا ويغيروا على وقع اعتدالهم والذي هو الاستسلام المطلق للحضن الأمريكي الصهيوني.
إلى كل منظمات الأنجزة التي وقعت على وثيقة ال يو إس إيد طمعا بالمال الأمريكي المفخخ على حساب قضية شعبهم.
إلى كل الذين سكتوا عن الحصار الأمريكي الصهيوني على شعبهم في قطاع غزه تحت ذرائع ساقطة.
إلى كل من سعى ويسعى لشهادة حسن سلوك أمريكية تنفعه في البنوك والمناصب والفلل والسيارات الفارهة والقيادات المزعومة.
إلى كل من هرول جريا وراء جورج بوش الآفل وتنت ورايس وكلنتون وامرأته حمالة الحطب ومؤخرا بايدن وبلينكن وظن أن الليوث البارزة هي ابتسامات إعجابهم البالغ بما حققوه من إنبطاح وازدهار وأمن خادع فاستمات للحصول على الأوسمة والجوائز.
إلى كل من رهن مستقبل شعبه بخارطة الطريق الأمريكية وكر وفر ورفض التفاوض مع أشقائه مفضلا التفاوض مع الغازي المحتل ظنا منه بأنها ستوصله إلى نهاية الطريق.
إلى كل من استكبر متسلحا بالخداع الأمريكي وغطس في بحر الأنظمة المنبطحة لأمريكا عل ذلك يشفع له يوم الحساب في واشنطن.
إلى كل من عادى واستصغر المقاومة والممانعة العربية والإسلامية وتدفأ بالعبائة الأمريكية.
إلى كل من أحرق مراحله وأضاع بوصلته وأقنع شعبه بأن أمريكا ستقيم له دولة.
إلى كل الذين ذهبوا إلى جنيف والذين يتأهبون إلى الذهاب إلى ما هو أبعد من جنيف.
إلى من رحبوا بما يسمى بالمقاومة الشعبية علها تغسل عارهم وأسقطوا ما سواها من المقاومات علهم ينالوا الرضا والثناء مؤملين بيوم غد عندما تغدوا المقاومة المشروعة هي بالقلب فقط وليس حتى باللسان.
إلى كل من تغاضوا عن مقتل أبو عمار خادعين أنفسهم بأن ذلك لن يتكرر وهم يتفرجون على حبل المقصلة يلتفوا حول عنق حق العودة.
إلى من لم يرى ولم يسمع بما حصل لصدام وكيف تبدلت مغازلات أمريكا في غمرة حربه مع إيران إلى حبال علقت على المشانق بالعراق.
إلى كل من يؤمن بأن الحل فقط يأتي من أمريكا وليس من صلب شعبه.
إلى جيل التنسيق الأمني وجيل المهزومين.
إلى مثقفي وكتاب السلطان من تتضخم أرصدتهم بالدولار كلما دعت الحاجة.
إلى فيالق أل إن جي أو الغرقين في تدمير قضية شعبهم عبر نشرهم لثقافة الاستسلام وبذور السلام وحرف الأنظار عن القضايا المركزية.
إلى من غاصوا في وحول التطبيع وادعوا أن ذلك يعني مساندة الشعب العربي للشعب الفلسطيني عبر دعواتهم المتكررة من منابرهم المشبوهة للتطبيع والقدوم.
إلى المتسلقين وهراطقة الفكر وكتاب الأعمدة والمطبلين والمزمرين الذين يتقاضون أجر ما يبثونه من سموم ويعهرون التاريخ والحاضر والمستقبل.
إلى المشككين بقدرة شعبهم على النهوض بدون عكازة أمريكا.
إلى من قطعهم الوقت بينما تضيع القدس ويضيع ما تبقى من الوطن مهرولين وراء سراب الشباك الأمريكية الملغومة بدل أن يقطعوه.
إلى كل الواقفين على المنصات أثناء عزف النشيد الوطني وكأن ذلك ينجيهم من عذاب أليم يوم تقوم القيامة.
إلى كل المتكرشين وأطفال الأنابيب الذين ظنوا أن الزمن قد توقف وأنهم قد نجوا بفعلتهم، وبما عملت أيديهم.
إلى التجار والسماسرة الذين امتلأت جيوبهم بالأوراق الجاهزة للتوقيع وأوامر الصرف.
إلى من يعملون ليلا ونهارا على أن تبقى حالة التراجع أمرا راسخا وجزءا أساسيا من حياتنا.
إلى من خطف الصراع مع العدو الصهيوني من ساحته وحاضنته العربية وكلما دعت الحاجة يستنجد بالعرب والقانون الدولي وكلما دعت الحاجة أيضا يصرخ بخصوصية القرار المستقل البائس.
إلى كل هؤلاء
إلى هؤلاء جميعا أقول
أنظروا إلى ملحمة صمود شعبكم في غزة وفي الضفة الباسلة.
لا تظنون ولو للحظة واحدة بأن شعبكم قد استكان وتدجن على قبول ما يعرض عليه من فتات مسمومة.
لا يغرنكم هذا الهدوء وهذا الانصياع لشد الأحزمة في المدن، أنظروا إلى القامات العالية في وطنكم وهي تصمد صمود الأبطال ولم تخسر موقفها بل إن جميع القوى المعادية تحسب لها ألف حساب.
أين أنت يا هذا من الصراع ومتى كنت طرفا فيه ؟
أنظروا إلى طاقات شعبكم الكامنة والتي تخطط وتتأهب.
إذا كنتم متمترسون في بروجكم فإن التاريخ إذا لم يلعنكم اليوم فسوف يلعنكم غدا.
قفوا وقفة واحدة وراجعوا هذه المرحلة الخاسرة المحبطة البائسة من ألفها إلى يائها ولتكن لديكم الشجاعة ولو لمرة واحدة لإعلاء صوتكم وقول الحقيقة بأنه ليس أمامنا من طريق سوى العودة للصراع وحقائقه إلى خيار المقاومة الحقيقية كخيار استراتجي لشعبنا لأن

قفوا وقفة واحدة وراجعوا هذه المرحلة الخاسرة المحبطة البائسة من ألفها إلى يائها ولتكن لديكم الشجاعة ولو لمرة واحدة لإعلاء صوتكم وقول الحقيقة بأنه ليس أمامنا من طريق سوى العودة للصراع وحقائقه إلى خيار المقاومة الحقيقية كخيار استراتجي لشعبنا لأن هذا الخيار هو وحده الذي يتماشى مع ثوابت وحقائق هذا الصراع منذ بداياته.
لقد آن الأوان ليترك هؤلاء المتهافتون شعبهم يقرر متى وكيف يرد على حرب الإبادة التي ترتكب على أيدي من يستميتون على مفاوضتهم.
أفيقوا من أوهام أوسلو فكل ما حصلتم عليه من هذا الاتفاق المشؤوم الذي تتشبثون به هو سجادة حمراء يحلو للبعض أن يسميها دولة.
برغم أنكم تعون أن الاحتلال وأمريكا ليسوا في وارد حل نهائي هم فقط في وارد صيغة لحكم ذاتي موسع معسكر كبير مغلق بمكر وإحكام وأنتم تعلمون بأن كل مراحل المفاوضات لن تؤدي إلى أبعد من ذلك ولا مانع من تسميتها دولة فلسطين العظمى.
وهل هذا الشعار ينسجم مع أي ثابت أو هدف فالكل يعلم بأن الكيان الصهيوني قام أصلا على الاستيطان وهو عموده الفقري ولا يمكن أن يقبل هذا الكيان بكسر عموده الفقري بل هو يخلق كل يوم اشكالات وقضايا ليصبح موضوع الاستيطان وراءها فأين أنتم من ذلك ؟ ؟ ؟
ألا تشاهدون ما يفعله الغاصب ويجاهر به فهو يريد كل فلسطين خالصة له.
واليوم عندما تتعرض فلسطين لأخطار التهويد الكامل وحرب الإبادة الشاملة التي تقودها أمريكها ومعها حلفائها وعملائها فإن المقاومة الباسلة هي المؤهلة أكثر من غيرها لتحل مسؤولية هذه الأخطار ومجابهتها وليس سياساتكم العرجاء.
إن مقاومة شعبكم ستظل أمرا خالدا من أيام الثورة الانسانية وستبقى البرهان الحقيقي على قدرة الجماهير الشعبية التي لا تؤمنوا أنتم بها على صنع تاريخها.
وقد أصبح واضحا لكل من يتصدى لهذا الغاصب بأن المقاومة هي القلعة الأشد في وجه قاتل شعبكم فأين أنتم من ذلك ؟ ؟ ؟
ومن الطبيعي أنه بقدر ما تحققه المقاومة من تقدم تشتد الهجمة الصهيونية الامبريالية لمواجهتها ومحاصرة إنجازاتها وخلق المصاعب في طريقها.
ألا ترون أنه في هذه الاوقات أن المقاومة تتقدم وتقترب أكثر من القدس بينما أنتم تبتعدون عنها كثيرا.
إني أسألكم جميعا كيف لمن اقتحم الفلوجة العربية بالسلاح الكيماوي واليورانيوم المنضد وارتكب الفظائع وأكل لحم البشر من أبناء أمتكم في العراق وسوريه ولبنان وليبيا واليمن وفلسطين كيف يمكن له أن يتباكى اليوم على حقوق لكم وهو بالأمس قد حول الوطن العربي بمعظمه إلى هوريشيما جديدة، أليس هو وحليفه الكيان الآثم من أمسك ويمسك غزة وما تبقى من فلسطين من عنقها ويبارك نحرها كما سمعتم من رئيسة المفوضية الأوروبية مؤخرا وهي تتغنى بعدالة ونبل وديمقراطية الاحتلال ! ! !
وسط هذا الظلام لا نستغرب أن يصل الأمر ببعض الثورجيين الذين لا يؤمنوا بشعبهم وقدرته على الانتصار أن يضع يده مرة أخرى في يد نتتنياهو أو بايدن طالبا حماية الشعب الفلسطيني من المستوطنين الغزاة !
لكنني أقول لكم جميعا : المهزومون ومن ورائهم من عرب الانبطاح يبحثون عن مخرج لن يكون مشرفا لهم بحال من الأحوال ، نقول لكم ولهم إن مقاومة الشعب العربي الفلسطيني هي حجر العثرة الكبير ودمائه النازفة ستبقى صدا منيعا أمام أوهام الجميع.
والوهم بعينه هو الذي يستحوذ على الاحتلال اذا اعتقد بأن الفلسطيني سيستسلم ، فالأرض التي ارتوت بأزكى الدماء وأنبتت رياح المقاومة والصمود.ستظل رافضة لهذا الاحتلال ، وسيظل أبناء هذا الشعب في كل أماكن تواجدهم على عهد الوفاء لأرضهم وعلى طريق تحريرها فلا طريق لتحرير هذه الأرض سوى طريق المقاومة ولا مستقبل للمساومة والمساومين ولا بقاء لهم.
لقد أيقظت فلسطين بمقاومتها وصمودها روح وجدار الكرامة العربية والأممية وها هي في خضم معركة من معارك التاريخ الفاصلة.
وعليكم أن لا تنسوا ما قدمته أنظمة الاستبداد العربية المغرقة في العفونة والانحدار والتي تريد أن تشكل الدرع الحامي لكيان الاحتلال وما فعلته القوى المعادية وعلى رأسها الثالوث الدنس أمريكا وأوروبا والحركة الصهيونية في فلسطين ، ستبقى ذاكرة شعبنا دائما حية ، حتى تتحول هذه الذاكرة إلى هوية كي تعيد لقضيتها جدارة الانتماء وليس التآمر ونسج الشباك الملغومة تبرر وضع يدهم في يد الغاصب صونا للعزة المفقودة.
أخيرا أقول لكم جميعا: اليوم وفي سياق هذه المعركة الفاصلة التي يقودها شعبكم بجدارة واقتدار تتحدد الفواصل وتتقرر البدايات الصحيحة وهي أن ساحات فلسطين هي وليس سواها ستبقى قلب المقاومة النابض لا تستسلم وعلى خط تماسها تسقط المؤامرات والأكاذيب وعلى قدرتها الهائلة على تقديم الأضاحي تسقط الأوهام وكل الأضاليل فأين هو مكانكم في هذه المعادلة ؟ ؟ ! !
انتهى
أوائل تموز ٢٠٢٣
إحسان سالم
كاتب من فلسطين