من هنا وهناك

بيان القيادة المركزية لجبهة التحرير الفلسطينية حول القمة العربية في نواكشوط

جبهة التحرير الفلسطينية

بيان سياسي صادر عن القيادة المركزية لجبهة التحرير الفلسطينية حول القمة العربية في نواكشوط

 

  توقفت القيادة المركزية لجبهة التحرير الفلسطينية مطولاً أمام ( القمة العربية ) ليوم واحد التي عقدت في العاصمة الموريتانية نواكشوط والتي غاب عنها العديد من الملوك والرؤساء وغيبت عنها سوريا الدولة العربية المركزية ، ودولة الصراع العربي الصهيوني ، وقد ظهرت هذه القمة شكلاً وموضوعاً حجم الأزمات والحروب البينية التي افتعلها بقايا النظام الرجعي العربي المنهار وعلى رأسه رجعيات الخليج بقيادة آل سعود .

  إن الإعلان السياسي الصادر عن هذه القمة يعكس إصرار هذه الأدوات الرجعية على الاستمرار في مخططها التدميري ضد سوريا وليبيا واليمن والعراق والبحرين ومحاولة تهديد الجزائر ، أليست هذه الأطراف مع تركيا وبقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والغرب الأوروبي والكيان الصهيوني هي التي غطت الانقلاب الدولي عبر عدوان الناتو  ضد الشعب العربي الليبي وبتسويق وتمويل من قبل دول الخليج والذي صادقت عليه على الفور الأمانة العامة ( لجامعة الدول العربية ) وتركت المجموعات الإرهابية تنهش الشعب العربي الليبي وتدمر مقدراته الاقتصادية وبناه التحتية وبث الفرقة والصراعات القبلية على أيدي المجموعات الإرهابية التكفيرية وبتمويل خليجي وخاصة سعودي وقطري وإماراتي والاستيلاء على مستودعات الجيش الليبي وإرسالها عبر تركيا إلى سوريا ومحاولة نقل النموذج الليبي إلى سوريا منذ اللحظات الأولى للصراع والاستهداف الجيو سياسي لسوريا وموقعها ودورها في الصراع العربي الصهيوني ابتداءً .

  ولاشك إن هذا الاستهداف الذي أفصحت عنه الولايات المتحدة كإستراتيجية جديدة في الشرق الأوسط لم تبدأ مع ما يسمى ( الربيع العربي ) وإنما بدأ بالعدوان على أفغانستان والعدوان على العراق وتفكيك المؤسسة العسكرية العراقية وضرب بناه التحتية وبث الصراعات المذهبية ومحاولة تدمير حضارة هذا البلد العريق ، بغية تحقيق إقامة نموذج فيدرالي محكوم بالصراعات العرقية والاثنية والمذهبية والقومية ، كما لم يكن قرار 1559 بحق لبنان وسوريا وعدوان 2006 ضد الشعب اللبناني إلا في هذا السياق ، فيما جردت حملة عسكرية خليجية ضد شعب البحرين والحراك الجماهيري السلمي في هذا البلد ، ووصلت مملكة آل سعود إلى الذروة من خلال العدوان على شعب اليمن الشقيق وتدمير بنيته التحتية المتواضعة أصلا ، لتثقل كاهل هذا الشعب العربي الأبي الفقير بإمكاناته وموارده ، وللأسف في ظل حملات التحريض والتشويه والشيطنة بحق الجمهورية الإسلامية الإيرانية كمكون أصيل بين شعوب الإقليم ، ومحاولة افتراضها ( كعدو قومي ) بدلاً من الكيان الصهيوني الدخيل ، ومن الطبيعي ان كل هذه المحاولات ستبوء بالفشل قطعاً لكونها تتعارض مع حقائق التاريخ ، ولن تنال من دور الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دعم محور المقاومة وقضية الأمة المركزية قضية فلسطين .

   إن الشعب الفلسطيني الذي اكتوى بنار العنصرية الصهيونية التي استشرت ولا زالت هذه الحالة العربية المثلى لتحقيق أهدافها ، يرفض استخدام قضيته التي تتعرض للتصفية ا لحقيقية في تغطية هذه السياسات .

  فالمجموعات التكفيرية هي أصلا صناعة أميركية استخدمتها الولايات المتحدة ودعمتها وبتمويل سعودي في أفغانستان والوطن العربي ، بهدف إقامة كيانات طائفية ومذهبية وعرقية واثنيه ، فهذه البيئة السياسية والاجتماعية وفي القلب منها دور المجموعات التكفيرية وخلق الصراعات المذهبية يحول المنطقة إلى حالة نزاعات في الإقليم يبدو فيها وجود الكيان الصهيوني الدخيل وجود طبيعي بين المكونات الإقليمية الأصيلة ، فقد شهدنا على امتداد أكثر من خمس سنوات مضت بحرها ومرها بقضها وقضيضها على تشويه مفهوم العروبة ومفهوم الأمن القومي ، وذهبت هذه الرجعية إلى حد التطبيع فوق الطاولة ولن يكون وفد أنور عشقي من الإعلاميين ورجال الأعمال أخر المطاف ، فقد اصطف هؤلاء وتورطوا في تحالف مع عدو الأمة الكيان الصهيوني ويستجدون حمايته ونفوذه في مؤسسات صنع القرار في الإدارة الأمريكية .

وأمام هذه المخاطر فان القيادة المركزية لجبهة التحرير الفلسطينية تدعو:

السلطة الفلسطينية إلى رفع الغطاء عن كل المطبعين ولطالما هي التي أعلنت وبقرارات صدرت عن اللجنة التنفيذية والمجلس المركزي بان الحديث عن ( حل الدولتين ) بات وراء الظهر في ضوء الاستيطان الزاحف وسياسة القتل والبطش وقطع الأشجار ومصادرة المياه والإعدامات بدم بارد واعتقال المئات ممن هم دون السن القانوني ، وحيث بلغت العنصرية الصهيونية مبلغا تجاوز ممارسات نظام الابارتيد في جنوب إفريقيا وفي القرن الحادي والعشرين .

  إن جبهة التحرير الفلسطينية مرة أخرى تدعو إلى مغادرة الأوهام إن على مستوى المبادرة العربية  أو المبادرة الفرنسية التي أطلقت ( القمة العربية ) تبنيا وتأيدا لها وبمحض ادعاء ان القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للعرب ؟!! .

وعليه فإنها تدعو السلطة الفلسطينية وكافة الفصائل الوطنية والشخصيات الفكرية والاجتماعية إلى حوار وطني شامل في مواجهة التداعيات وتشكيل مجلس وطني جديد والخروج بإستراتيجية وطنية جديد دون تلكؤ أو تردد ، ودعم كفاح شعبنا وانتفاضته وتوسيع فعالياتها والانخراط في المواجهة بإرادة وطنية .

26-07-2016                                                       القيادة المركزية

    لجبهة التحرير الفلسطينية

اترك تعليقاً