الأرشيفثقافة وفن

بيان صادر عن الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين فلسطين واحدة، والقدس واحدة

لا تحتاج فلسطين، بجماليتها الباقية وتضحياتها الوسيعة وعنادها المقدس وحقها وحقيقتها إلى برهان أو تأكيد: أنها هي هي: بسهولها وجبالها، بمائها وهوائها وترابها، بشهدائها وجرحاها وأسراها وهجاجها وتشرد أهلها واقتلاعهم؛هي هي بلادنا التي نحملها أيقونة مقدسة باكتمال نشيدها وصمودها فتحملنا إلى الكون.

لاتحتاج فلسطين إلى برهان على محاولة تصفيتها منذ التراجيديا المرة واحتلالها من النقيض الصهيوني واستباحتها ومحوها من خلال استطالاته الحاسمة الذابحة، ولكنها باقية حتى تعود محرّرة عزيزة كما كانت قبل الغزو الاحتلالي.

إن إعلان ترامب المشؤوم محاولة استكمال لتصفية القضية الفلسطينية برمّتها، وشطبها من الوعي العربي والكوني ، إننا في الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين، ونحن نسند أرواحنا إلى سبخات الفعل والفداء منذ ما يزيد على مائة وخمسة وعشرين عاما،وتأسيساً على الثقافة الثابتة على الثابت والبيارق العالية باسم فلسطين، نجدد قولة الكتيبة المؤسسة في الثقافة الفلسطينية، كرأس حربة للثقافة العربية، ونسيجها التي كتبت وتكتب بالحبر الساخن لفلسطين: فلسطين موحَّدة وموحدة، من أول الشرد إلى آخر البرد، ومن أول المداد إلى آخر العناد، من مبتدأ الجرح إلى خبر الرمح؛وهو ما يليق بفلسطين، لقد كتب كتاب وأدباء فلسطين بحناء الدم ووردته، فارتقوا شهداء برصاص العدو الذي يريد شطب رواية فلسطين من خلال تغييب الرواة، منذ نوح إبراهيم الذي استشهد وهو يقاتل بالقلم والبندقية، مروراً بالفارس الشهيد عبد الرحيم محمود، صعوداً بكل شهداء الكتيبة المؤسسة في الثقافة الفلسطينية التي غيبتها (قائمة غولدا)غيلة وتصفية لحذف الرواية الفلسطينية رعبا من تماسكها.

ارتقى كتاب وأدباء فلسطين وظلت وصاياهم : إما فلسطين وإما فلسطين، وهذا ما يجب أن يظل عليه الحال من الدعوة إلى تحرير القدس موحدة وكل فلسطين ، في كل مدينة وقرية فلسطينية وعربية ، من هنا، وفي ظل حدود الدم التي يتم ترسيمها على جسد الأمة من الماء الى الماء، وهندسة الزمن العبريّ الذي جذب بعض موجات التطبيع العربي، فهرول كثيرون تحت ذرائع وحجج واهية كابية، لمبايعة العدو الصهيوني ، فإننا نؤكد أن على الأمة إيقاف نزيفها المرّ، وصدّ المؤامرات المعدّة لها. وأن عليها العودة إلى أولها، وهو فلسطين، وأول فلسطين القدس الواحدة، لا شرقية ولا غربية، بل هي هي، موحَّدة من غير سوء .فالقدس هي كل مدينة فلسطينية. وهي رمح منازلة النقيض الصهيوني بأهلها وإرثها المقدس.

كانت فلسطين وستظل بعد أن حرف العدو البوصلة عنها عبر هندسة ربيع أسود تكشفت خفاياه الملغومة، لكيّ الوعي الفلسطينيّ والعربيّ وخلق فلسطينيّ جديد، وعربيّ جديد،بهدف تدمير العالم العربي، وإعادة ترسيمه، وشطب فلسطين قضية ووعيا.

إننا في الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين، ندعو جميع الكتاب والأدباء العرب،إلى التأكيد على قولة ثقافة فلسطين الثابتة ثبات فلسطين،وكما تأكدت في بيانات الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، إعتبار فلسطين والقدس الموحدة ثابتاً من ثوابت الأمة،والقدس بمسيحييها ومسلميها، رأس الحربة في مواجهة غوائل التدمير والتخريب، وإذا كانت السياسة هي فنّ الممكن والمتاح والمتحوّل، فإن الثقافة هي الضمير الباقي، وهي الاستراتيجيا، والمثقف هو الذي يبقى سادن الحلم من الخلخلة، وحارس حديقة الوعي من أن يسقط في اللحظة أو أن تسقطه اللحظة. وسوف يظل مثقفو فلسطين والعالم العربيّ، ومعهم أحرار العالم، متمسكين بفلسطين باكتمالها،

وبالقدس الموحدة كثابتين لا يتحولان، حتى العودة الناجزة والتحرير.

جفّت الأفلام ورفعت الصحف، وفلسطين تحتاج الفعل بعد محل القول والتباسات وعي النخب المضادة التي تخرق جدران الوعي الجمعي .

عاشت فلسطين حرّة عربية.

والقدس باكتمالها هي العاصمة: كانت وستبقى.

فلسطين المحتلة – رام الله

29/12/2017

\