الأرشيففلسطين

تقرير: عن اغتيالُ الأسرى المُحررين الفلسطينيين بدافع الانتقام

فلسطين اليوم – غزة / يومٌ بعد يوم، تتصاعد الانتهاكات الصهيونية في الضفة المحتلة، وشهيد تلو الشهيد يرتقي وتُخضب دماؤه أرض الوطن، ليرتفع عدد شهداء الأراضي الفلسطينية منذ بداية العام لـ62 شهيداً، لكن اللافت أن من هؤلاء الشهداء هم أسرى محررين ارتقوا بدم بارد، وإعدام متعمد.
سياسة ممنهجة يتبعها العدو الصهيوني في استهداف الأسرى المحررين في الضفة المحتلة، كان آخرهم الشهيد الأسير المحرر ايمن محيسن ٢٨ عاماً من مخيم الدهيشة في بيت لحم، والذي أُستشهد فجر هذا اليوم.
يُشار، إلى أن الأسير الشهيد محيسن أمضى في سجون الاحتلال ٣ سنوات، وهو متزوج ولديه طفلين.
الدكتور رأفت حمدونة مدير مركز الأسرى للدراسات والأبحاث “الإسرائيلية”، أكد أن سياسة الإعدام بحق الأسرى فى السجون والأسرى المحررين الفلسطينيين وبحجج الاشتباه زادت وتيرتها في الفترة الأخيرة بتغطية من الحكومة “الاسرائيلية” وجهاز الأمن “الشاباك” والجيش “الاسرائيلي”.
وأوضح د. حمدونة في تصريح خاص لـ”وكالة فلسطين اليوم الإخبارية”، أن إعدام المحررين كان واضحاً فى جريمة الاعدام الميداني البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في مخيم الدهيشة وأدت الى استشهاد الاسير المحرر أيمن محيسن، بعد أن أطلقت عليه النار بهدف القتل العمد ، وباعدام الصحفية والأسيرة المحررة غفران وراسنة بعد إطلاق جنود الاحتلال “الاسرائيلي” النار عليها عند مدخل مخيم العروب (شمالي الخليل بالضفة الغربية المحتلة).
شواهد وأرقام
وبين، أن دولة الاحتلال قامت بعشرات الاعدامات بحق الأسرى فى السجون والمحررين كما حدث مع الأسير المحرر فلاح أبو ماريا (52 عاماً) في منزله ببلدة بيت أمر بالخليل بثلاث رصاصات أدت إلى استشهاده، واصابة ابنه محمد (21 عاماً) برصاصة في القدم فى 23/7/2015 ، والأسير الشهيد معتز حجازى 32 عاما برصاص قوات الاحتلال الخاصة بعد اقتحام منزله في حي الثوري ببلدة سلوان في 30 /10 / 2014 بعد أن اطلقت النيران من رشاشاتها أثناء محاصرته على سطح منزله، وبعد تأكد القوات بإصابته وعدم قدرته على الحركة اقتحمت المنزل وسطح البناية وألقت عليه “الالواح الشمسية لتسخين المياه”، وتركته ينزف دون تقديم العلاج اللازم له
وأشار، إلى إعدام الشاب نافع جميل السعدي (21 عامًا) فى 19/12/2013 بدمٍ بارد بعد اعتقاله مع ابن عمه وهما ينزفان دمًا جراء إصابتهما برصاص القوات الخاصة في جنين ، واعدام الشاب صالح ياسين (24 عاماً) بنيران قوات الاحتلال في مدينة قلقيلية ، وقامت فى 17/9/2013 باعتقال اسلام حسام سعيد الطوباسي 22 عاما حياً ، ثم تم استشهاده بظروف غامضة بعد اصابته جراء اقتحام وحدات خاصة اسرائيلية بمداهمة منزله وتفجير أبوابه بمخيم جنين شمال الضفة الغربية.
وذكر د. حمدونة، أن الاحتلال ارتكب جريمة اعدام فى مخيم قلنديا حينما قامت القوات الخاصة “الاسرائيلية” بلباسها المدني بإطلاق 3 رصاصات على رأس وصدر يونس جحجوح بشكل مباشر، كما أطلقت 4 رصاصات على ذات المنطقة للشهيد العبد، وأطلقت 3 رصاصات على صدر ورأس جهاد أصلان فى 26/8/2013.
وأشار د. حمدونة إلى أن القوات الخاصة والجيش كرر مراراً وتكراراً إعدامات مشابهة أثناء الاعتقال وفى داخل السجون ( ما قبل الحكومة الحالية ) كما حدث مع الأشقر والشوا والسمودي ، وفي 12 نيسان 1984 مع منفذى حافلة 300 بنية مبادلة أسرى وقد قامت القوات الخاصة بقتل جمال قبلان (18 عاماً)، من قرية عبسان، ومحمد أبو بركة (18 عاما)، من بني سهيلة ، وتم اعتقال الاثنين الآخرين أحياء ومن ثم تم إعدامهما بدمٍ بارد، وهما صبحي أبو جامع (18 عاما)، من بني سهيلة ومجدي أبو جامع (18 عاما)، من بني سهيلة .
سياسة مخطط لها
من ناحيته، أدان هيئة شؤون الأسرى والمحررين اللواء قدري أبو بكر، السياسة “الإسرائيلية” المخططة والممنهجة والمتمثلة باغتيال الأسرى المحررين، والذين كان آخرهم الأسير المحرر محيسن.
وقال اللواء أبو بكر:”إن هذا الحقد المتنامي لدى حكومة الاحتلال وأجهزتها العسكرية تجاه الأسرى المحررين، يعبر عن مدى التطرف لدى منظومة الاحتلال، واستهدافها لهذه الشريحة المناضلة، ويتضح هذا من قائمة الشهداء، الذين تم تصفيتهم برصاص جيش الاحتلال ووحداته الخاصة، اليوم الشيهد محيسن وبالأمس غفران وراسنة وسبقهما داوود الزبيدي، وجميعهم كان استشهادهم بالتصفية والاغتيال”.
وبين اللواء أبو بكر، أن شهود العيان والتوثيق الاعلامي يؤكدون أن الشهيد محيسن أغتيل من قبل الوحدات الخاصة “الاسرائيلية” امام منزله، وأن لحظة إطلاق النار عليه كانت بعيدة عن اي مواجهات.
وطالب اللواء أبو بكر المنظومة الدولية التحرك الفوري لتأمين الحماية لشعبنا وأسرانا، وكفى لهذا الصمت الذي ندفع ثمنه من أعمارنا ودمنا وحياتنا.