ثقافة وفن

“جنان أم جرابات طوال” … قريباً على مسرح الحرية

أنا ملك نفسي … هناك سحر في كل شيء … ماذا سأفعل اليوم يا ترى 

سيعرض مسرح الحرية “جنان أم جرابات طوال” في شباط 2018 من نوع خاص حول قصة من السويد للكاتبة العالمية آستريد ليندجرين وهي قصة بيبي ذات الجوارب الطويلة، أو كما اطلق عليها مسرح الحرية بالعامية الفلسطينية “جنان أم جرابات طوال”، وهي قصة لفتاة ذكية ومتمردة، ممتعة ومهملة، ومسالمة أحياناً ومحبوبة دائماً، وهذه المسرحية تأتي ضمن رؤية مسرح الحرية في البحث الدائم عن السعادة المنبعثة من المحيط الخاص بنا وإيجاد الأمان فيه، دون التعويل على حدث مركزي يحقق تلك التطلعات، إلى جانب اعتماد المسرح على مبدأ النقد والتحريض على النمط التقليدي في التربية والتعليم والمجتمع وحتى السلطة بل والتمرد على ذلك بطرق إبداعية بحثاً عن الاستقلالية وإبداء الرأي الحر.

جنان طفلة صغيرة ذات ضفيرتين حمراوين للأعلى، وجوربين غير متطابقين، طفلة قوية جريئة غير ملتزمة بالقوانين الأسرية والإتيكيت، وحتى النظام المدرسي، تعيش في بيت كبير لوحدها، وهي يتيمة الأم، ووالدها بحار بعيداً عنها دائماً، جنان لم تتعلم أدب التصرف لكنها تمتلك خيالاً واسعاً.

جنان تلك الفتاة أم الـ9 أعوام يتيمة الأم تعيش لفترات طويلة وحدها بعيدة عن والدها البحار، أغلب أوقاتها مع حصانها وقردها، ولكنها تستطيع منفردة أن تدير أمورها كافة وتعتني بنفسها، وهي كذلك تمتلك من القطع الذهبية ما يمكنها من شراء حاجياتها دون الحاجة لأحد، وهو ما يجعل اللصوص يطمعون بها، أهالي القرية يحاولون مساعدة جنان بنقلها إلى دار لرعاية الأطفال ولكنها ترى أن بيتها الصغير هو بيت الطفولة، وهي تستمتع مع سمر وسمير في اكتشاف هذا العالم الجميل وسط مغامرات مميزة من جنان وقدرات استثنائية، حيث تتعامل جنان المرحة مع الجميع بتسامح ومحبة، يجعل الكل يحتار في أمرها.

جنان أم جرابات طوال وبنت البحار تعرف الكثير عن العالم وشعوب الأرض، ولهذا فهي ذات شخصية جريئة متفائلة حرة غير مكترثة وتعبر عن نفسها بكل وضوح، ظنها دائماً حسن بالآخرين وتؤمن بالعدالة والانصاف، فوق هذا كله فهي أقوى فتاة بالعالم.

“جنان أم جرابات طوال” في شباط 2018 من إخراج السويدي ايريك لارسن، يساعده العراقي نوار هرمز، معالجة درامية وتأليف مسرحي لـ حسن طه، وتتألف من 8 مشاهد، هي؛ (جنان في البيت/جنان والسيدة قرنبيطة/جنان في مدينة الملاهي/جنان واللصوص/جنان والشرطة/جنان في المدرسة/عودة ابو جنان/الوداع)، وسيؤدي دور جنان الممثلة ميس عاصي من خريجي أكاديمية الدراما في القصبة، وسيشاركها العمل الممثلين: أحمد طوباسي، وربيع حنني، وسماح محمود، ومعتز ملحيس، وريم اللو، إلى جانب مشاركة موسيقية حيّة مع الموسيقي لؤي بلعاوي.

جنان هو الاسم الذي اختارته “دار المنى” للبيبي السويدية، حين ترجمت كتابها الأوّل، وهي ترجمة واحدة بين أكثر من 90 ترجمة أخرى، علماً أنّ أكثر من مئة مليون نسخة من قصص بيبي، المتوزعة على 12 جزءاً، قد بيعت حول العالم. وقد اشتركت الدار السويدية الأردنية مع سفارات السويد في أكثر من بلد عربي احتفاء بأحد أشهر كتب أدب الأطفال السويدي والأوروبي.

المختصون في أدب الأطفال في السويد والدنمارك يجمعون على أن أستريد ليندغرين قدّمت لهم ولأطفالهم رؤى جديدة، منها أنّ الإناث يمكن أن يكنّ في مستوى ذكاء الذكور وأنّ القوّة الجسمانية ليست حكراً على الأولاد الذكور فقط، وأنه ينبغي للمرء مساعدة من هم أضعف منه، وأن يساعد الأطفال بعضهم البعض، وأنّ الأخوّة لا تقدر بثمن والحب يهزم دائماً الكراهية، وأن الحبّ أكثر أهمية من المال.

جنان اعتبرت رمزا لنضال حقوقي في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، ضمن حركة واسعة سمّيت “حركة الجوارب الحمراء”، وتبنى بعض الأدباء في العالم الدفاع عن ثورية بيبي في أدب الأطفال، ونشر معاداة السلطوية بين أجيال متعاقبة ظلت تناقش بنية مجتمعاتها والانتهاء من الاستبداد الأسري والذكوري.