facebookالأرشيف

ذكريات مع الصديق الراحل محمد إسماعيل – نضال حمد

 24-10-2016 تحل الذكرى السنوية الثالثة لرحيل الصديق والرفيق محمد اسماعيل – ابورواد – .. اعيد نشر ما كنت كتبته يوم رحيله.

ذكريات مع الصديق الراحل محمد إسماعيل – بقلم نضال حمد

أمس فاجئنا الصديق والرفيق الشقيّ محمد إسماعيل – ابو رواد -، رفيق النضال الوطني والشاق برحيله المبكر، تاركا لنا ذكريات العمل المشترك في مخيم عين الحلوة حيث ولدنا وترعرعنا وناضلنا على كل الجبهات والمحاور لأجل إعلاء صوت المقاومة والعودة والتحرير، صوت الذين لا صوت لهم، صوت المخيمات والجماهير التي حملت الثورة الفلسطينية بكل تلويناتها على الأكتاف وفي القلوب. وحين كان يعز الدم كانت مخيماتنا تتكفل بمد شرايين الثورة بدماء أبناءها وبناتها. لذا سميت مصانع الصمود والفداء والعطاء والجرحى والشهداء.

محمد إسماعيل ابن مخيمنا وجبهتنا، جبهة التحرير الفلسطينية، كان جبهويا لا يعرف القسمة ولا المهادنة، وقف في كل مراحل العمل الجبهوي وفيّا ومدافعا عن جبهته وقناعاته وعن ثورته والنضال الوطني الذي لا يلتزم بقرارات الذين يدفعون فيركبون ومن ثم يأمرون والضعفاء ينفذون.

افترقنا منذ ما بعد بيروت الحصار والصمود والدفاع المستميت عن ثورتنا وشعبنا وامتنا، ولم نلتق بعدها سوى مرات قليلة في سورية حيث كانت ملاذا وحضنا للفلسطينيين الذين غادروا لبنان بعد الغزو الصهيوني وحصار بيروت الشهير سنة 1982، أقول ذلك بالرغم من الصعاب والخلافات التي نشبت بيننا وبين الإخوة السوريين بعد مرحلة بيروت. واذكر يا محمد عند عودتي من ايطاليا الى سورية من العلاج هناك بعد إصابتي في بيروت أنني التقيت بك وبالصديق والرفيق احمد مراد في مكتب الرفيق القائد الشهيد طلعت أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية في ساحة الميسات بدمشق، هذه العاصمة التي تخوض الآن معركة الدفاع عن امة العرب حاضرا وتاريخا ومستقبلا. تحدثنا مطولا وأثناء خروجنا من المكتب ولأنني كنت مازلت لا اعرف المشي بشكل جيد كدت أقع على عتبه المكتب فتلقفتني يدك ويد الصديق احمد ولم تحدث مصيبة. كنا يومها في طريقنا الى منزل الرفيق والصديق كمال خريبي في مخيم اليرموك الذي يئن الآن نتيجة استباحته واحتلاله من قبل عصابات الإرهاب التي تخدم فكرة القضاء على حق العودة وتدمير المخيمات قلاع مقاومتنا وثورتنا. والتي ساهمت في تهجير سكانه وإيصالهم الى السويد والنرويج والدنمارك وألمانيا. والتي كانت ومازالت السبب الأول في موت بعضهم غرقا في البحار بعد تحطم وغرق سفن التجارة باللاجئين السوريين والفلسطينيين . .

بعد ذلك لم نلتق إلا في السويد في غوتيبورغ حيث استقر بك الحال هناك مع آلاف الفلسطينيين القادمين من كل الشتات الفلسطيني وبالذات مخيمات لبنان وسورية. كان اللقاء الأول قبل عدة سنوات حين باشرنا العمل ببناء وتأسيس تحالف وطني جاليوي في الدول الاسكندينافية ضم من السويد الى جانبك الإخوة والرفاق صبري حجير وأسامة عبد الحليم ومحمد الموعد ومن فنلندة قاسم قاسم ومن الدنمارك كمال خريبي.. بدانا العمل ولم نكمل المسيرة التي واجهتها عثرات كثيرة بسبب واقع الحال الفلسطيني العام وواقع حال الفلسطينيين ومؤسساتهم في اسكندنافيا وأوروبا بشكل عام. وبقي الحال على ما هو عليه الى يومنا هذا.

يومها اصرّ محمد على ان أكون ضيفه وان أنام في منزله وحصل ذلك.

ثم عدنا والتقينا مرات أخرى على هامش نفس العمل وفي أعمال أخرى أهمها العمل ضمن صفوف اتحاد الجاليات والمؤسسات والفعاليات الفلسطينية في الشتات – أوروبا. الذي كان محمد متحمسا له ومؤيدا لعمله. وعقدنا اجتماع لجنة التنسيق في الاتحاد في غوتبورغ بحضور محمد ومشاركته. بعد سنوات حصلت خلافات في الاتحاد بسبب بعض المتسلقين الذين تسلقوا على الاتحاد لأهداف حزبية وتنظيمية وشخصية، ولكن فيما بعد عادت الأمور الى مجاريها وكان لمحمد دورا فاعلا في تلك العودة التي تكللت بلقاء غوتبورغ الأخير في مايو – أيار الفائت وعلى هامش مهرجان النكبة الذي شارك فيه وكان ضيفه الأول رفيقنا وصديقنا الكاتب الروائي والقصاص الفلسطيني الكبير رشاد ابوشاور. يومها كان اللقاء الأخير الذي جمعني بمحمد إسماعيل، الذي تركنا يوم أمس الخميس 24-10-2013 عائدا بروحه الى بلدته لوبية في الجليل الفلسطيني المحتل مرورا بمخيمه عين الحلوة الذي يعاني الأمرين هذه الايام. مخيم عين الحلوة حيث طفولتنا وشبابنا ونضالنا أيام التكوين الوطني والنضالي.

رفاقك يا محمد على العهد باقون

ملتزمون بكامل تراب فلسطين الكاملة

لم يفوضوا ولن يفوضوا أحدا بالتنازل عن حقوقهم الوطنية الثابتة

وسوف يواجهوا بحزم وبقوة كل من تسول له نفسه الإقدام على هكذا خطوة مشينة

رفاقك يا محمد سوف يتابعون رحلة النضال الصعبة بهممٍ قوية وإرادة وطنية فلسطينية لا تضعف ولا تنكسر ولا تلين.

العهد هو العهد الذي قطعناه معا لرفاقنا الشهداء: طلعت يعقوب، ابو كفاح فهد، ابو سعدو، ابو خلدون، ابو حسن جبر، غسان كايد، محمد (سلامة) الشعيري، عبد حمد، سهيل خريبي، محمود الشامي، حاتم حجير، شربل، أبو الروس، عبد الستار، أبو علي الحمصي، حمزة الباكستاني ومئات لا بل آلاف آخرين قضوا على درب تحرير فلسطين كل فلسطين.

وداعا يا رفيق محمد

http://www.safsaf.org/word/2013/okt/96.htm

اترك تعليقاً