الأرشيفعربي وعالمي

سيادة المطران عطا الله حنا:لا مجال للحيادية واللغة الدبلوماسية المنمقة

لا مجال للحيادية واللغة الدبلوماسية المنمقة عندما يكون الحديث عن الشعب الفلسطيني المظلوم والمقموع “

القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس في حديث اذاعي صباح هذا اليوم مع الاذاعة الكنسية في قبرص بأننا في الوقت الذي فيه نهنىء كافة الكنائس بمناسبة حلول عيد الميلاد المجيد بعد عدة ايام ، فإننا نؤكد ونطالب بأنه من الاهمية بمكان ان تلتفت الكنائس المسيحية في العالم نحو فلسطين وشعبها وقضيتها العادلة .
ففي هذه البقعة المقدسة من العالم هنالك مسيحيون وان كانوا قلة في عددهم ولكنهم باقون وصامدون ومتشبثون بايمانهم وانتماءهم لوطنهم وحقهم المشروع في الدفاع عن القضية الفلسطينية النبيلة والعادلة والتي هي قضيتنا جميعا كفلسطينيين كما انها قضية كل انسان حر في هذا العالم .
نحن في كنيستنا الارثوذكسية في فلسطين نحتفي بعيد الميلاد المجيد حسب التقويم الشرقي اي يوم ال7 من يناير وقد تعددت التقاويم ولكن رسالة العيد واحدة لان الذي نحتفي بمولده هو واحد وهو ملك السلام الذي اتى الى هذا العالم لكي ينشر قيم العدل والمحبة والاخوة الانسانية ولكي ينادي دوما بنصرة المظلومين والمعذبين في كل مكان .
ومن وحي رسالة صاحب العيد نقول لكم بأنكم اذا ما اردتم ان تحتفلوا بالميلاد فليكن هذا مقرونا باعمال الرحمة والانحياز لكل انسان متألم ومظلوم في هذا العالم لا سيما شعبنا الفلسطيني الرازح في ظل الاحتلال والذي يحق له ان يعيش بحرية وسلام مثل باقي شعوب العالم.
نطالب الكنائس المسيحية في العالم ان تذكر في صلواتها وادعيتها ارض الميلاد والتجسد والفداء فارفعوا الدعاء من اجل ارضنا المقدسة ومن اجل ان تتحقق فيها العدالة المغيبة والسلام المنشود، ولا تكونوا حياديين دبلوماسيين عندما تتحدثون عن القضية الفلسطينية فلا مكان للحيادية والدبلوماسية عندما يكون الحديث عن شعب مظلوم يجب ان ترفع عنه هذه المظالم لكي ينعم بالحرية التي يستحقها والتي في سبيلها قدم وما زال يقدم التضحيات الجسام .
غدا ستبتدأ المراحل الاولى في انتخاب رئيس اساقفة لقبرص ونحن نتمنى ان يتم انتخاب الشخص المناسب في المكان المناسب فالكنيسة القبرصية الارثوذكسية هي كنيسة شقيقة ونتمنى ان يقودها رئيس اساقفة متحل بالحكمة والبصيرة والروحانية والخبرة والمواقف الصارمة عندما تقتضي الحاجة وخاصة فيما يتعلق بالازمة الكنسية في اوكرانيا وضرورة العمل على حل هذا الاشكال الكنسي الذي بات سبب عثرة للكثيرين وتكريس للانقسامات والخلافات .
لا نريد تكريسا للانقسامات والخلافات بل نريد مساهمة من الكنيسة القبرصية في حل الازمة الراهنة ونتمنى ان يكون رئيس الاساقفة الجديد حاملا لهذه الرسالة مع اخوته جميع رؤساء الكنائس الارثوذكسية في العالم .
نسأل الله ان تتوقف الحرب الدائرة في اوكرانيا وان يسود السلام ولغة الحوار والمحبة فنحن لسنا دعاة حروب وعنف وقتل بل دعاة رحمة ومحبة وسلام .
كما ونتمنى ان يتحقق السلام الداخلي في كنيستنا الارثوذكسية وان تزول حالة الاضطراب بسبب الوضع الكنسي الغير قانوني الذي تم استحداثه مؤخرا في اوكرانيا والذي تأزم مع الحرب الدائرة هناك.