الأرشيفوقفة عز

عن ملائكة الرحمة في زمن وباء كورونا – نضال حمد

هناك ملائكة لا نراهم بالعين المجردة ولكنهم موجودون في حياتنا بشكل دائم. لقد تعلمنا ذلك من الموروث الثقافي والحكايات الشعبية العربية. فهناك ملائكة ترافق الانسان، واحد منها على يمينه والثاني على يساره، لا يفارقانه مدى الحياة. تأكيداً على ما نقول فإن غالبية كبارنا والشيوخ والنسوة الطاعنات في السن كانوا وكن يقولون ويقلن: بأن واحد منها يحصي الثواب والحسنات والثاني يدون السيئات والسلبيات. اللهم اجعلنا من ذوي وذويات الحسنات والثواب وأحشرنا معهم ومعهن يوم يكون موعد الختام والغياب.

مثلما توجد ملائكة الرحمة على يميننا ويسارنا هناك ملائكة آخرين موجودون ومن هؤلاء هناك أناثي وموجودات في حياتنا أيضاً بشكل دائم، نراهم في أصعب وأحلك اللحظات. يظهرن ويظهرون في الأزمات وفي الظروف الأصعب من حياتنا. فمنذ اجتاح وباء كوفيد ١٩ أي وباء كورونا عالمنا منذ سنتين تقريباً، حيث أصيب به عدد من الأصدقاء والصديقات ومنهم منهن من توفيوا وتوفين. كما هناك ايضاً من تعافوا وتعافين، بفضل ملائكة البشر والرحمة في مستشفيات تنتشر على هذا الكوكب وفي بلاد الله الواسعة.

حدثني بعض الأصدقاء وحدثتني بعض الصديقات عن المعاملة الراقية وفوق العادية التي تلقوها خلال مرضهم-ن من قبل الطواقم الطبية، من قبل الأطباء والممرضين والممرضات في المستشفيات النرويجية. هنا أتحدث عن التجربة الاسكندنافية وبالأخص النرويجية، حيث أجمع من أعرفهم من الإناث والذكور، الذين تلقوا العلاج من وباء كورونا بأن ممرضي وممرضات مستشفيات بلاد الفايكنغ ليسوا بشراً بل صنف من أصناف الملائكة.

ما أحوجنا في بلادنا العربية والاسلامية المؤمنة لهذا الصنف من البشر، المسلحين بقلوب تتسع لكل الناس وبعقول منفتحة ورحمة ربانية وتضحية لا مثيل لها. نحن فعلاً بحاجة لأمثالهم ولأمثالهن في كل نواحي حياتنا.. بحاجة لبناء إنسان صادق وغير متصنع، إنسان يحب أخيه الانسان.

نضال حمد

11-8-2021