الأرشيفالجاليات والشتات

فؤاد كردية من بلدة الصفصاف… حكايا فلسطين باقية في ذهنه – انتصار الدنان

فؤاد كردية… حكايا فلسطين باقية في ذهنه

لاجئ فلسطيني/مجتمع (العربي الجديد)
ما زال في مخيم عين الحلوة (العربي الجديد)
فلسطين حاضرة في ذهن فؤاد كردية جيداً. كان في السادسة عشرة من عمره حين غادرها، وما زال لاجئاً في لبنان حتى اليوم

كان فؤاد كردية في السادسة عشرة من عمره حين خرج من فلسطين، تاركاً خلفه كل الذكريات الجميلة، حسب ما يرويه. يتحدّر من قرية الصفصاف (قضاء صفد شمال فلسطين). كان والده يعمل في الزراعة، وقد عمل فؤاد معه بعدما ترك المدرسة في الصف الرابع ابتدائي. يقول: “في فلسطين، كان الأغنياء والفقراء سعداء، والناس يعيشون من خيرات أراضيهم. حين بدأت المناوشات مع الصهاينة في عام 1947، صار شباب البلدة يتولون حراستها، وعمدوا إلى إنشاء خط دفاع على طول المرج وبنوا برجين. وفي عام 1948، وضع جيش الإنقاذ مدفعاً في أحد البرجين. وعندما بدأت المعركة مع الصهاينة في الصفصاف، كانت قد سقطت صفد في إبريل/ نيسان 1948. هرب الناس، ونحن من بين الذين تركنا البلد متوجهين إلى لبنان. وبعد مرور عشرين يوماً على خروجنا من فلسطين، عدت مع أهلي إلى فلسطين. كان شباب البلدة يتولون الحراسة ولم يجد نفعاً وجود جيش الإنقاذ، إذ لم يكن معهم السلاح اللازم لمواجهة العدو”.

يتابع فؤاد: “في 28 أكتوبر/تشرين الأول عام 1948، حلق طيران العدو الصهيوني فوق البلد، وبدأ القصف. المعركة استمرت طوال الليل. كان الشباب قد بنوا برجاً في مقابل الشارع الذي يستطيع من خلاله الناس العبور إلى صفد ومنها إلى لبنان. حدثت معركة بين الفلسطينيين والعدو الصهيوني انتهت بحلول الصباح. وعندما أدرك العدو حجم خسائره، نفّذ هجوماً وكانت مجزرة كبيرة بحق المدنيين، وقتل نحو 46 شابّاً من قريتنا”.

ويقول فؤاد: “خرجنا من بلدنا وأُخبرنا أن الأمر سيستمرّ أسبوعاً. وحتى اليوم، ما زلنا في لبنان. كان قد سبقنا إلى لبنان أناس بأعداد كبيرة. توجهنا إلى يارون (جنوب لبنان) ومكثنا فيها بضعة أيام. بعدها، توجهنا إلى منطقة بنت جبيل (جنوب)، وبقينا فيها شهراً كاملاً، ومنها إلى مخيم البرج الشمالي في مدينة صور (جنوب) الذي لجأ إليه من خرج من فلسطين في شهر مايو/أيار عام 1948. بعدها انتقلنا للعيش في مخيم عين الحلوة في مدينة صيدا (جنوب لبنان)، وما زلنا نعيش فيه حتى اليوم”.

يوضح أنه في مخيم عين الحلوة، سكن مع عائلته في شوادر. كان العمل قليلاً، قبل أن يوفّر لهم مشروع الليطاني فرص عمل. لاحقاً، “قدمت لنا وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ألواحاً من الزينكو. كان ممنوعاً علينا أن تكون أسقف بيوتنا من باطون (إسمنت)”. وبعد فترة، “بدأ الناس يبنون بيوتاً من الحجر والباطون”. انضمّ فؤاد إلى حركة القوميين العرب في وقت لاحق، “وما إن بدأت الانشقاقات في صفوف الثورة الفلسطينية، حتى التفتُّ إلى تأمين معيشتي اليومية”، يقول.

المصدر العربي الجديد
11 مارس 2020