الأرشيفثقافة وفن

“فرقة حرقة كرت الأردنية حرقت كل كروتها!”

فرقة حرقة كرت الأردنية حرقت كل كروتها!”

دعت الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل إلى إلغاء سلسلة عروض فرقة ‘حرقة كرت’ الأردنية، والمرتقبة من 11- 15 كانون الأول (ديسمبر) الجاري في كل من حيفا و الجولان المحتل والناصرة وعكّاـ وانتهاءً برام الله، وذلك بسبب قيام الفرقة المذكورة بمخالفة معايير مقاطعة إسرائيل ومناهضة التطبيع معها، حيث حصل أعضاء الفرقة (وهم من حاملي الجنسية الأردنية) على تأشيرة دخول (فيزا) إسرائيلية للقيام بهذه الجولة وسيقدمون عرضاً فنياً في نادٍ إسرائيلي.

وقالت الحملة في بيان تلقاه ‘عرب 48’: ‘لقد قامت جهات أردنية وفلسطينية تعبر عن الرأي العام المؤيد لمقاطعة إسرائيل بمناشدة الفرقة، مباشرة وبعيداً عن الإعلام في البداية، للتخلي عن فكرة زيارة الداخل الفلسطيني عبر التأشيرة (الفيزا) الإسرائيلية، وذلك لأن التعامل مع سفارات دولة الاحتلال في الدول العربية والحصول على التأشيرة الإسرائيلية لا يمكن أن يكونا ’طبيعيين’، بل هما يطبّعان وجود هذه السفارات والعلاقات الإسرائيلية مع الأردن (وغيره من الدول العربية) ويقوّضان حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS) محلياً وعالمياً ويضعفان الجهود الهامة لمناهضة التطبيع التي تقودها الأطر والمنظمات الشعبية والنقابات الأوسع في الأردن والوطن العربي”.

وتابع البيان: ‘السفارة الإسرائيلية في عمّان – كمثيلتها في القاهرة -هي جسم أبعد ما يكون عن الطبيعي، بل هي مقاطعة من قبل الغالبية الساحقة من شعبنا الأردني الشقيق، فوجودها هو أهم تجسيد لاتفاقية ’وادي عربة’ المذلة بين الأردن ودولة الاحتلال، والتي تلت اتفاقية أوسلو المشينة التي تنازلت عن حقوق أساسية لشعبنا وفتحت باب التطبيع الرسمي العربي على مصراعيه”.

 «حرقة كرت»: التطبيع بتذكرة التواصل!؟

وأضافت الحملة: ‘لا توجد ’غاية لتبرر الوسيلة’ هنا، فبينما خرقت فرقة أوتوستراد معايير المقاطعة في السابق بحجّة ’التواصل’ مع الداخل الفلسطيني، لم تكتف فرقة ’حرقة كرت’ بكسر كل القواعد العربية لمناهضة التطبيع وزيارة المدن الفلسطينية بتأشيرة إسرائيلية، بل إن عرضهم في حيفا سيكون في ناد إسرائيلي قلباً و قالباً و جمهوراً. فأي ’تواصل’ هذا الذي يصب في مصلحة التطبيع العربي مع دولة الاحتلال، ضاربا عرض الحائط بحركة المقاطعة ومعاييرها، وبنضالنا من أجل العودة وتقرير المصير والتحرر الوطني؟ أي ’تواصل’ هذا في الوقت الذي يعاني فيه سكان قطاع غزة ويلات الحرب الإسرائيلية الهمجية الأخيرة والحصار الخانق للسنة السابعة على التوالي وفي أوج تفشي المستعمرات وسياسيات الاعتقالفي الضفة الغربية، بما فيها القدس؟ كيف يمكن تبرير هذا التطبيع المنفلت من عقاله في الوقت الذي يتجه فيه المجتمع الإسرائيلي نحو مزيد من التطرف والفاشية والذي تحقق فيه حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) إنجازات غير مسبوقة في عزل إسرائيل أكاديمياً وثقافياً وفي إقناع بنوك ومؤسسات مالية وشركات ضخمة بإنهاء تعاونها مع مشاريع إسرائيلية تتنافى مع القانون الدولي؟’.

وأردفت الحملة إن ‘هذه العروض وسابقاتها ما هي إلا مؤشر خطير على تردّي مستوى الوعي السياسي والمسؤولية الوطنية لهذه الفرق وتغليبها المصالح المادية الضيقة على المصالح الوطنية والقومية تحت غطاء ’التواصل’’.

وخلصت إلى القول: ‘إذا لم يقم منظمو الحفلات المذكورة بإلغاء عروض فرقة حرقة كرت في ضوء الحيثيات أعلاه، ندعو الجميع لمقاطعة كل هذه العروض (في أراضي 48 ورام الله والجولان على حد سواء) والاحتجاج ضدها بشكل سلمي وحضاري يعكس قيمنا ومبادئنا’.

المصدر: “عرب 48”

● ● ●

”حرقة كرت” غير مرحب بها في رام الله

المصدر: “عرب 48”

 

أعلن مطعم فيلتسيا في مدينة رام الله، وبعد أن اتضحت له طبيعة هذه الحفلات التطبيعية، تراجعه عن استقبال فرقة ‘حرقة كرت’ الأردنية التي كانت من المقرّر أن تقدم عرضاً فنياً في المطعم بعد جولة عروض تطبيعية تقوم بها الفرقة في حيفا وعكا والجولان السوري المحتل.

وادعت الشركة المنظّمة لسلسلة العروض، ‘كلمنتينا’، بأنها قامت بنقل العرض إلى مكان آخر سيعلن عنه لاحقاً بسبب ضيق المكان، وهذا ما ينفيه نشطاء حركة المقاطعة بحيث أكد لهم المطعم بأن إلغاء العرض المقرّر جاء استجابة لنداء المقاطعة، وخصوصًا وأن الفرقة ستأتي لتقدم عرضًا  بعد عرض ستقوم به في ناد ليليّ إسرائيلي في حيفا.

● ● ●

حرقة كرت”.. إسرائيل كيان منبوذ لا لتطبيعه بتذكرة التواصل

خليل غرة – قدس الإخبارية

 

 في أعقاب إعلان فرقة “حرقة كرت” الأردنية عن نيتها إقامة حفل غنائي في البلاد، ثار نقاش حول الحفل حيث اعتبره البعض تطبيعا ثقافيا، فيما دافع بعض آخر عن النشاط رافضين اعتباره تطبيعا داعين إلى التفريق بين واقع فلسطينيي الداخل  وواقغ الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1967.

نرفض قدوم الفرق الفنيّة بحجّة التواصل مع الفلسطينيين إلى فلسطين المحتلة كلها، نحن نتعامل مع الضفة والداخل والقدس وغزّة كجسم واحد، التطبيع هو تطبيع ولا يختلف بحكم التقسيمات الاستعمارية.

الزيارة الواحدة لن تؤدي إلى تطبيع العلاقات بل إلى تطبيع “إسرائيل” وهذا اختلاف جوهري نسعى إلى إيصاله للفلسطينيين وللعرب، إن سلسلة الفعاليات وتراكمها يؤدي إلى تطبيع العلاقات. القضية الأساسية هي أننا نرفض نحن والوطن العربي أن نتعامل مع “إسرائيل” معاملة عادية طبيعية، لأن بكل بساطة إسرائيل كيان استعماري إحلالي، سرق أرض فلسطين بقوة السلاح.

نرفض هذه الزيارات لأنها تكسر عُزلة “إسرائيل” التي فرضها عليها الشعب العربي في كافة دول المشرق والمغرب العربي، حيث أن هناك إجماعا شعبيا فنيا وثقافيا باعتبار “إسرائيل” كيان منبوذ وغير شرعي قائم على أراضي عربيّة. إذا كانت هناك أنظمة استبدادية في الأردن ومصر قد وقعت اتفاقيات “سلام” أو اتفاقيات ذُل ومساومة هذا لا يعني أن الشباب في الأردن ومصر لم يهتفوا ضد وادي عرب و”كامب ديفد”.

نرفض هذه الزيارات لأنها تتضمن بداخلها منزلقا خطيرا، في كل مرة يُطبع فيها يشتد انحدار المنزلق من جديد، مثلًا في الزيارات كانت الحفلات في القرى والمدن العربية الفلسطينية، لكنا الآن نحن نواجه إقامة حفلات في أماكن ترزح تحت إدارة الاحتلال في حيفا وعكا.

نرفض هذه الزيارة لأننا نرفض أن يكون التواصل تذكرة تطبيع على حسابنا وعلى حساب ثوابتنا وعلى حساب وصايا مثقفينا وأدباءنا وفنانونا في الوطن العربي وفلسطين الذين قاطعوا ودعوا للمقاطعة وتواصلوا أكثر من غيرهم مع الفلسطينيين ودعموهم.

نرفض هذه الزيارة لأن خطورة التطبيع تكمن في تتعامل شعوب الوطن العربي مع “إسرائيل” كأمر طبيعي، تزورها كبلد عادية كسائر بلدان العالم وخاصة البلدان التي يوجد فيها لاجئين، يتم تناسي اللاجئين وتصبح عملية رفض التوطين في ظل التطبيع ليس رفض مبدأي ضد تصفية القضية الفلسطينية قضية قبليّة أو جهويّة ويتم تناسي فلسطين، الأمر الذي يهدد حياة ملايين اللاجئين والذي يشكل خطرًا على مستقبل القضيّة الفلسطينيّة.

نرفض هذه الزيارة لأن الطبيعي ليس بحاجة إلى تعريف، أي أن نسافر من حيفا إلى بيروت ومن يافا إلى القاهرة. لكن نحن في سياق استعمار واحتلال وذلك يمنعنا. السؤال الصحيح الذي يجب أن يطرح هو لمارسيل خليفة ولمظفر النواب ولزياد الرحباني وللسيدة فيروز ولأحمد فؤاد نجم والشيخ إمام، هل تواصل فنان عربي مع الفلسطينيين أكثر منهم؟ السؤال يوجه إليهم لماذا لم يأتوا إلى فلسطين؟ العمل الشاذ والخارج عن القاعدة أي التطبيع هو الذي بحاجة إلى تعريف وسؤال. السؤال الصحيح هو  ليس لماذا نعيش في عزلة ثقافيّة؟ بل السؤال الصحيح هو لماذا أقر البرلمان اللُبناني قانون يجرّم التطبيع عام 52؟.

الادعاء الإسرائيلي المروج للتطبيع أو لمن هم يعلمون أنه تطبيع كان: “لا تغنوا للإسرائيلي، تعالوا إلى “إسرائيل” وغنوا للفلسطينيين هناك، فلتبقى لديكم خطوط حمراء لا تقطعوها”. هل نناقش المنزلق من جديد؟ بعد عامين هل سنقرأ خبرا في جريدة فلسطينية عن دعوة مركز “بيرس للسلام” لفرقة عربية ما إلى إحياء حفل والغناء في وسط تل أبيب؟ سوف تكون الحجة أننا نغني بالعربية لفلسطين في وسط تل أبيب. سوف يصل عبد من الإسكندرية إلى تل أبيب ليغني للصهيوني بالعربي. الرفض هو رفض مبدئي.

لا للتطبيع وكما قال مظفر النواب :

احذر أن تزرع إسرائيل في رأسك.. حصن رأسك.

أو كما قال ناجي العلي:

لا للتطبيع والي بده يطخني يطخني

اترك تعليقاً