الأرشيفثقافة وفن

فيلم لوبية لمارك كابلان

مخرج يهودي جنوب إفريقي، اخرج فيلما عن قرية لوبية الفلسطينية

التقاه في أوسلو نضال حمد

فيلم لوبية

القرية تحت الغابة / The Village Under The Forest

إخراج: مارك جي كابلان

-2013 – العبرية والعربية مع ترجمه للعبرية

68 دقيقة

جوائز: Audience Award, Encounters South African International Film Festival 

فيلم لمخرج يهودي جنوب إفريقي يلقي الضوء على جزء من نكبة الشعب الفلسطيني وتهويد الأرض الفلسطينية، عبر حكاية المخرج ويهود جنوب افريقية مع الكيان الصهيوني والقرى والبلدات الفلسطينية التي أزيلت عن الخريطة وحاول الاحتلال محوها تماما وعدم ترك آثارها، عبر تشجيرها وإقامة منتزهات وغابات في نفس الأمكنة. وهذا بالضبط ما حدث لبلدة لوبية الفلسطينية بعد احتلالها. فالفيلم للمخرج كابلان مليء بالتأملات الشخصية من يهود ليسوا صهاينة ولا هم مع الاحتلال، و تحكي قصة الأطلال المخفيّة لقرية لوبية الفلسطينية، والمدفونة تحت أشجار غابة سمّيت ” غابة جنوب أفريقيا” . بسبب التبرعات التي قدمها هؤلاء اليهود من جنوب افريقية لتشجير المكان وإقامة غابة باسمهم. لكن عندما علم هؤلاء بان تحت أشجار غابتهم توجد بلدة لوبية الفلسطينية تغير كل شيء..

التقينا في أوسلو بمخرج الفيلم اليهودي الجنوب إفريقي مارك كابلان ومعه ملهمه في تسجيل الفيلم الدكتور الفلسطيني الدنمركي محمود عيسى ابن بلدة لوبية في الجليل، وابن مخيم الجليل قرب بعلبك شرق لبنان، والناشط الفلسطيني في الدنمارك وأوروبا، مؤلف كتاب عن تجربته في العمل الفدائي بالأردن. وكاتب البحث عن بلدة لوبية المترجم للغة الدنمركية والذي كان سببا أوليا في تعرف كابلان وبعض يهود جنوب افريقية على قصة لوبية ومعرفة الحقيقة. فالبحث المذكور وصل لمخرج الفيلم الذي عرف حينها ان غابتهم مقامة فوق أراضي وبيوت بلدة لوبية التي شتت وهجر سكانها في لبنان وسورية وداخل فلسطين المحتلة.

من أنت حدثنا عن نفسك .. وقل لنا لماذا لوبية؟؟

اسمي مارك كابلان وسمعت من سيدة جنوب افريقية اسمها هايدي غرومباوم وهي التي عرضت عليه فكرة عمل فيلم عن غابة الأشجار في بلدة لوبية لأنها عرفت ان هذه الغابة مقامة على أنقاض بلدة فلسطينية اسمها لوبية. 

ما الذي أردت قوله عبر فيلمك او ما هي الفكرة؟؟

يجيب كابلان : ان السيدة هايدي جاءت وقالت له .. عن الصندوق القومي اليهودي الذي يقدم المال والتبرعات ويزرع الشجر .. وهو يعرف أيضا انه هو وغيره من اليهود في جنوب افريقية يقدمون الأموال لهذا الصندوق ولكن لم يكونوا على علم ومعرفة بان هذه الأموال سوف تذهب لزراعة أشجار غابة باسمهم على ارض اسمها لوبية. وليس فقط لوبية لان هناك أيضا 86 قرية محرشة بهذا النمط. – *الصندوق القومي اليهودي، صندوق موجود في كل مكان فيه جاليات يهودية بالعالم ويقدم دعما سخيا ومستمرا للصهاينة المحتلين. هذا مثال من المُحاوِر-.

 يجمعون الأموال وهذا يعني نموذج ويقومون بذلك في مناسبات اجتماعية احتفالية مثل ولادة طفل او غير ذلك ..    يجمعون هذه الأموال من اليهود هناك ويرسلونها فتقام غابة باسمهم (*في فلسطين المحتلة- مثال من المُحاوِر ) يعني غابة جنوب افريقية او غابة كندا والخ.

من ساعدكم في تمويل إنتاج هذا الفيلم؟

هذا الفيلم ما كان ليتم ولينتج لولا البحث الذي عمله محمود عيسى.  وكل الأشخاص الذين ظهروا في الفيلم  لمحمود عيسى علاقات مباشرة معهم وهو نفسه ساعدنا في الوصول إليهم والاتصال بهم.

( كابلان ومحمود عيسى – تصوير موقع الصفصاف )

عندما أجريت المقابلات مع أهل لوبية إعدادا للفيلم كيف كان شعورك كانسان؟

أول شيء هذا الفيلم أنا عملته وكان محمود عامل أساسي لإقامة العلاقة مع أهل لوبية. ولولاه ماكان في مجال اعمل هذا الفيلم. أما عن مشاعري انا فكنت من زمان وانا صغير ويافع اعتبر ان أعمال ” إسرائيل” لا أخلاقية. 

بعد مشاهدتنا للفيلم وإثناء النقاش هناك من وجه لك نقدا لأنك في الفيلم أجريت مقابلات مع أكاديميين “إسرائيليين” بينما بالمقابل كانت المقابلات مع فلسطينيين من الناس العاديين، ماذا تقول؟

انا اعتقد ان هدف الفيلم هو من هم الناس الذين سيرون الفيلم. ويضيف كابلان بالنسبة لي الذين يجب ان يروا الفيلم هو الناس مثلي الذي يتبرعون ويدفعون الأموال بينما هذه التبرعات تذهب لإلغاء تاريخ الآخر و زراعة وإقامة الغابات باسمهم فوق تلك الأراضي. وهذا هو الهدف الذي جعلني أركز على الأكاديميين اليهود في الفيلم. وكان الهدف إظهار ماهية الحوارات والخطاب الفلسطيني ودمجه مع الخطاب اليهودي وتحديدا الأكاديميين اليهود. حتى تكون النتيجة المستخلصة تركز على ما الذي عمل بطريقة خطأ من جانب الناس الذين زرعوا هذه الغابة باسم جنوب افريقية.   

    المخرج كابلان عندما سألناه عن فترة عمله في الأفلام الوثائقية

 أجاب بأنه من سنوات طويلة من 25 سنة وهو يعمل في الأفلام الوثائقية وبأن له  أعمال عديدة بالعشرات معظمها عن حقوق الإنسان وضد الابارتهايد، وبعضها كسب جوائز عالمية ولكن هذا هو عمله الأول عن الفلسطينيين..

لماذا عرض الفيلم في النرويج؟

لان مؤسسة كاريبو النرويجية دفعت اكبر قدر من الأموال في الفيلم ولهذا يعرض لأول مرة بعد جنوب افريقية في أوسلو.

وكيف كانت ردود الأفعال على الفيلم في النرويج؟

كانت رائعة وهناك شخص من لوبية هنا قال :  استغربت ان شخصا يهوديا يعمل فيلم كهذا. وأود ان اشكرك لانك فتحت لي أفق ولأنني لم أكن أتوقع أن شخصا يهوديا سيعمل هكذا فيلم عن قريتنا لوبية.

ما هو رأيك بالسينما الفلسطينية وهل شاهدت أفلاما فلسطينية؟

نعم شاهدت بعضها ومنها فيلم محمد بكري “جنين جنين” ..   ولازلت لغاية اليوم وبعد سنوات اذكر نظرات الطفلة الفلسطينية ووجهها في الفيلم .

مشهد من الفيلم

نضال حمد في كانون الأول 2013