الأرشيفالجاليات والشتات

في ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا، لماذا التقيتم بمرتكبي المذبحة؟

في الذكرى ال 38..  لمجزرة صبرا وشاتيلا … نضال حمد

في يوم صبرا وشاتيلا مِن ترك المخيمات وحيدة وفي المجهول الى التخلي عَن فلسطين للعدو الصهيوني.. وخلال السنوات الأخيرة التقى قادة في منظمة التحرير الفلسطينية ومنهم عباس، التقوا بجزاري مخيمي صبرا وشاتيلا. حتى قيادات من حماس ومنها اسماعيل هنية التقت قبل سنوات في غزة بانطوان زهرا وهو واحد من أكبر مجرمي وسفاحي الحرب في لبنان وأيضا نائب المجرم سمير جعجع. ألم يكن هنية أو معاونوه وممثلو الحركة في لبنان الذين نسقوا هذه الزيارة يعلمون من هو زهرا؟.. أي عار هذا واحد يلتقي بجعجع والثاني يلتقي بزهرا.

كان رئيس م ت ف وسلطة الحكم الذاتي المحدود وحركة فتح، محمود عباس التقى مع جعجع في بيروت قبل سنوات على مقربة من مخيمي صبرا و شاتيلا حيث ارتكب الصهاينة عبر قوات جعجع وغيره من الفاشيين اللبنانيين أبشع مجزرة عرفها تاريخنا الحديث في لبنان. لم يقم عباس لا قبل ولا بعد اللقاء مع جعجع بزيارة النصب التذكاري لشهداء المجزرة ولا حتى بزيارة ولو خاطفة لأي مخيم فلسطيني في لبنان. لا أدري ولا أذكر أن عباس خلال حياته السياسية التي برزت منذ اوسلو قد قام بزيارة مخيم فلسطيني في لبنان. مع أن له في كل مخيم هناك “سحيجة” وناس محسوبين عليه ومصفقين له ومعتاشين على ما يقدمه لهم من رواتب وأموال كل آخر شهر. تماماً كما بعض الاعلاميين والكتاب والمثقفين الفلسطينيين الذين يعتاشون بنفس الطريقة لكنهم أخطر على القضية من اللاجئ في المخيمات الذي يبحث عن لقمة العيش لأطفاله ولو للأسف على حساب قضيته. ناسياً أو متناسياً الضحايا والشهداء من أهله في مخيمات لبنان وأولهم شهداء صبرا وشاتيلا وتل الزعتر.

للأسف قيادة منظمة التحرير منذ اوسلو ترتكب فعل الخيانة يوميا. ولديها أتباع ومحسوبين أيضا من الفصائل وشبه الفصائل أو بقايا الفصائل الفلسطينية. كل شيء بثمنه وكل واحد من هؤلاء له ثمنه. فالمقاعد والعضوية في المنظمة ومؤسساتها توزع كما يريد “الثابت على الثوابت” والرتب العسكرية توزع على عسكريين وهؤلاء قلة قليلة منهم فعلا عسكريين أو خريجي معارك أو كليات حربية. توزع أيضا على الآخرين الذين لا علاقة لهم بالعسكرية لكن بحسب خدماته وتسحيجه وثباته مع نهج أوسلو وولاؤه للثابت على الثوابت. هؤلاء يتلقون الأموال والميزانيات بسخاء وكل حسب حجمه وخدماته فيما عوائل الشهداء والجرحى وضحايا المجزرة في المخيمات بالكاد يتلقون حقوقهم والمساعدات والمرتبات. كل ما يفعله بعضهم والقليلون منهم لأجل ذكرى صبرا وشاتيلا أنهم يحضرون مراسم احياء الذكرى في بلدية الغبيري أو عند النصب التذكاري للمجزرة. يلقون الكلمات ويلتقطون الصور ويطلقون التصريحات الجميلة ثم يعودون الى التسحيج اليومي. ولولا وجود لجنة “كي لا ننسى صبرا وشاتيلا” العالمية التي تحيي الذكرى كل عام لكانوا نسوا أن هناك ذكرى لآلاف الضحايا في المخيمين وأن هناك قتلة ومجرمون لازالوا طلقاء وأحياء ولم يحاسبوا حتى اللحظة.

منظمة التحرير الفلسطينية لم تعد منظمة للتحرير والعودة كما أسسها القائد العظيم أحمد الشقيري ومعه مجموعة كبيرة من خيرة أبناء فلسطين. أصبحت منظمة قادتها الآن يغتصبون التمثيل الفلسطيني ويمارسون الخيانة باسم شعبنا الفلسطيني. من يعجبه هذا الأمر فليبقى تحت سقفها وقيادتها ومن لا يعجبه ذلك فليلعن موقفه بلا خوف من أحد. المنظمة في هذه الأيام لم تعد منظمة تحرير ولا فلسطينية، بل منظمة تفريط وتقديم خدمات للأعداء مدفوعة الأجر من ثوابت وحقوق شعبنا. منظمة ساداتية (من السادات) قبل بها كما هي من نسوا مقولة الحكيم العظيم جورج حبش ” لن نرضى بسادات فلسطيني جديد”. يا حكيمنا صار لدينا ساداتية في المنظمة وليس سادات واحد. ساداتية يقودون رغماً عن أنف الفلسطينيين، عصابة وقيادة عميلة وساقطة تدعي أنها الممثل الشرعي والوحيد.

ما اللهثان خلف المنظمة وللدخول في لجانها ومؤسساتها طمعاً ببعض الأموال والمناصب سوى جريمة يرتكبها من يدعوون أنهم ضد الاستسلام والتنسيق الأمني والمفاوضات والاتفاقيات مع الصهاينة. إن استخدام شعارات انهاء الانقسام والوحدة الوطنية واعادة بناء المنظمة أصبحت شعارات بلا معنى وفارغة. لأن المغتصبين للمنظمة ليسوا أصلا في وارد القيام بذلك حفاظا على مصالحهم وارتباطاتهم واتفاقياتهم وامتيازاتهم وعلاقاتهم. فهم حقيقة في واد آخر غير وادي الانتماء لفلسطين ومقاومة شعبها. ففي هذا الوادي بقيت فقط حجارة عز الدين القسام وعبد القادرالحسيني وأبو ابراهيم وأبو جلدة والعرميط وأبو صولي والشقيري وجورج حبش وأبو علي اياد وأبو ماهر اليماني وطلعت يعقوب ووديع حداد وعبد العزيز الرنتيسي ويحيى عياش ويحيى الشقاقي ورمضان عبدالله شلح.. بقيت حجارة شهداء صبرا وشاتيلا ومخيماتنا وكل شهداء شعبنا ثورتنا. أما في واديهم الهاوية فهناك المستسلمين والمطبعين والمنسقين الأمنيين وهناك جنرال الفوتبول والوقائي، رمز التطبيع والتنسيق الأمني، هذا الشخص الذي تلا مؤخراً البيان الختامي للقاء الأمناء العامين الفلسطينيين في بيروت ورام الله. بيان المقاومة السلمية الشعبية، الذي يليق بمن وقع عليه. جنرال يعمل مروجاً للتطبيع بعدما كان عمل مخبراً عبر التنسيق الأمني. فأتعظوا يا قادة الفصائل الوطنية والاسلامية واليسارية الفلسطينية.

في ذكرى مذبحة المخيمين

سأتذكر دائماً سعاد سرور كرمز لمجزرة صبرا وشاتيلا.

يا سعاد، أيتها الفلسطينية الصابرة، أقول لك للأسف في أيام المجزرة، بالرغم من أننا نحن الذين كنا في مجموعات صغيرة جدا ومحدودة العدد قدمنا ​​كل شيء لحماية المخيمين، لم نتمكن من حمايتك أنت وضحايا المجزرة الآخرين، فأغفري لنا. لكننا نعاهدك بأننا لن ننسى ولن نغفر ولن نسامح مرتكبي مجزرة المخيم. ولن نسامح ما سامحهم أو سوف يسامحهم.

سوف لن أنسى مدى حياتي صورة المرأة الفلسطينية التي وقفت أمام النصب التذكاري لشهداء المجزرة وهي تحمل صورتها وهي تنوح فوق الجثامين بعد اكتشاف أمر المجزرة في المخيمين. سوف أتذكر دائماً هذه المرأة من خلال احياء ذكرى مذبحة صبرا وشاتيلا في كل عام برفقة المناصرين والمناصرات والمتضامنين والمتضامنات من كل العالم. في ذلك اليوم رأيت الحزن والدموع والأمل في عينيها. يا أمنا الفلسطينية الصابرة الصامدة لن ننسى ولن نسامح ولن نغفر لمرتكبي مجزرة المخيمين.

سوف أتذكر أيضاً ما حييت صورة لمسن فلسطيني رميت جثته الممزقة على الطريق في مخيم شاتيلا وبالقرب من الجثة كانت هناك ساقه الاصطناعية، ساق الرجل المُسن ضحية ارهاب أعداء الأرض والانسان. الذي قتل بطريقة وحشية. ولم يراعي القتلة حتى إعاقته ولا كُبر سنه.

في ذكرى صبرا وشاتيلا لا غفران ولا مسامحة ولا نسيان.

 

نضال حمد في 18-9-2020