بساط الريح

قبل يوم من عقد المجلس (الوطني!!!) – الدكتور/ أيوب عثمان

  • لأن شعبنا يريد منظمة تحرير فلسطينية لا تحيد عن صفتها ومهمتها، وهي “التحرير”،

  • ولأن شعبنا يريد منظمة تحرير لا تتنازل عن ثوابته،

  • ولأن شعبنا يريد منظمة توحيدية جامعة يتفيأ الكل الفلسطيني في ظلها،

  • ولأن شعبنا يريد منظمة يقودها من يؤمن بالمقاومة لا بالمساومة،

  • ولأن شعبنا يريد منظمة يقودها من لا يكذب أهله وهو يعلن الحداد على شهداء غزة في ذات الوقت الذي يقتل فيه غزة وأهلها كل يوم ألف مرة ومرة،

  • ولأن شعبنا يريد منظمة لا يقودها من يُعَظّم التنسيق الأمني ويقدسه، ومن يعلن عن نفسه دون خجل أو حياء قائلاً:”أنا ضد المقاومة علناً”،

  • ولأن شعبنا يريد منظمة يقودها من لا يعمل على تفريغها من مضمونها الثوري وإرثها النضالي والوطني،

  • ولأن شعبنا يريد منظمة يقودها من لا يدير ظهره لكل ما تم الاتفاق عليه سواء في اجتماع الفصائل في مارس 2005، أو في اتفاق القاهرة في مايو 2011، أو ما تم الاتفاق عليه (بالإجماع) في بيروت حيث اجتماع اللجنة التحضيرية في يناير من العام الماضي 2017،

  • ولأن شعبنا يريد منظمة لا يقودها من ظل يقدس التفاوض كما يصر على أن يقدس التنسيق الأمني، ما أعان الاستيطان على التمدد في أرضنا وجعل المستوطنين يتزايدون في كل يوم،

  • ولأن شعبنا يريد منظمة لا يقودها من قال في مكتبه أثناء استقباله وفداً من أكثر حاخامات اليهود تطرفاً: “إن إسرائيل وجدت من أجل أن تبقى دولة لها كيانها وليس لأن تزول”،

  • ولأن شعبنا يريد منظمة لا يقودها من تنازل عن حق العودة بالمجان، بل من تنازل حتى عن مسقط رأسه ورأس آبائه أجداده،

  • ولأن شعبنا يريد منظمة تحرير يقودها من يباهي بالمقاومة ويزهو يُفاخر لا من يسخفها ويسخر منها ويصف بالعبثية صواريخها،

  • ولأن شعبنا يريد منظمة لا يقودها من تجرأ على حق شعبه حين اتخذ قراراً بسحب تقرير جولدستون الذي أدان الإجرام الصهيوني ودافع عن الحق الفلسطيني حتى أنه نال استعداد 38 دولة لدعمه وتبني إحالته إلى مجلس الأمن الدولي،

  • ولأن شعبنا يريد منظمة يقودها من يتمسك بالثوابت الوطنية ويدافع عنها ويحميها وليس من يفرط فيها أو من لا يحترم حتى  “مصطلح الثوابت الوطنية الفلسطينية”،

  • ولأن شعبنا يريد منظمة يقودها من لا يمكنه حسه الوطني النقي من الابتعاد عن غزة والإصرار على عدم زيارتها وهي التي واجهت ثلاثة حروب فتاكة قتلت الآلاف من أهلها ودمرت عشرات الآلاف من مساكنهم،

  • ولأن شعبنا يريد منظمة يقودها من يسارع دون أدنى تلكؤ إلى تقديم طلب إحالة إلى محكمة الجنايات الدولية، خلافاً لحاجة شعبه وإرادته، وخلافاً لطلب فصائله،

  • ولأن شعبنا يريد منظمة يقودها من يعمل على تحقيق وحدته فلا يزكي القطيعة والانقسام بين أبنائه،

  • ولأن شعبنا يريد منظمة يقودها من لا يصر على تسليم سلاح المقاومة تحت شعار “وطن واحد، قانون واحد، سلاح واحد”، دون أدنى تفكير في تساؤل  صلاح خلف “أبوإياد” الاستنكاري:”مين هالحمار اللي بيرمي سلاحه وبيروح يفاوض”؟!

  • ولأن شعبنا يريد منظمة يقودها من يحترم القانون ويلتزم بأحكامه ونصوصه ولا يحيد عنها فلا يجعل المجلس الوطني الفلسطيني أداة أو مطية أو مركباً يوصله إلى مراده الشخصي أو هدفه الحزبي،

  • ولأن شعبنا  يريد منظمة يقودها من يؤمن بالاتفاق والتوافق سبيلاً للخروج من الضوائق أو المآزق والأزمات،

  • ولأن شعبنا يريد منظمة يقودها من يسأل المجلس الوطني ويسائله عن تحضيريه بيروت ومخرجاتها ومآلاتها، ويتابع المجلس المركزي ويحاسبه على ما أصدر من قرارات وما حقق من نتائج وثمرات،

  • ولأن شعبنا يريد منظمة يقودها من يؤمن بأن عقد المجلس الوطني دون توافق، ودون تحقيق حالة من النهوض الوطني، كما هو الحال غداً، إنما هو انعقاد ينطوي على الكثير من الضرر أوله تعميق الانقسام وآخره مخاطر لا يعلم مداها إلا الله.

  • ولأن شعبنا يريد منظمة يقودها رجل قوي شديد خلوق يمثله رجال أقوياء أشداء وأصحاب خلق ليس أي منهم من نوع ذلك الذي قال:”سنعقد المجلس الوطني في 30/4 شاء من شاء وأبى من أبى واللي مش عاجبه يشرب من البحر الميت أو من بحر غزة ولكن من الجزء الملوث فيه”،

أما آخر الكلام،  فهل من جدوى وطنية لعقد مجلس (وطني!) يصر عباس على عقده دون توافق أولاً ، وخلافاً لإعلان القاهرة 2005 ثانياً، وخلافاً لوثيقة الأسرى (الوفاق الوطني) ثالثاً، وخلافاً لاتفاق المصالحة 2011 رابعاً، وخلافاً لما انتهت إليه اللجنة التحضيرية التي انعقدت في بيروت يناير 2017 خامساً؟! 

قبل يوم من عقد المجلس (الوطني!!!)

                                                          بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان

                                                          كاتب وأكاديمي فلسطيني

                                                         جامعة الأزهر بغزة

                                                       “رئيس جمعية أساتذة الجامعات – فلسطين”