الأخبار

كفر قاسم : ستون عاما على المذبحة – رشاد أبوشاور

 

تاريخ من المذابح، هذا هو تاريخ الكيان الصهيوني منذ تم إنشاؤه، ودائما كان الهدف : التطهير العرقي، اجتثاث الفلسطينيين من وطنهم، ورميهم في المنافي، والعمل على تذويبهم، رهانا على أن لا يبقى من يطالب بالعودة إلى فلسطين، وبمقاومة المخطط الصهيوني المدعوم إستعماريا ، من قوى عالمية أسست للنكبة الفلسطينية، ودعمت الكيان الصهيوني بالسلاح، والمال، والتآمر الدائم على الشعب العربي الفلسطيني: بريطانيا في البداية، وأمريكا من قبل ومن بعد، ودور فرنسي حقير تجسّد في منح الكيان  الصهيوني مفاعلاً نوويا مكافأة على مشاركة الكيان الصهيوني في العدوان الثلاثي على مصر الناصرية : بريطانيا، فرنسا، الكيان الصهيوني..في العام1956

جاء العدوان الثلاثي على مصر لأسباب (وحدت) تلك القوى الاستعمارية الشريرة لأهداف جمعتها: بريطانيا لتدمير مصر الناصرية عقابا على تأميم قناة السويس، وفرنسا لدعم جمال عبد الناصر لثورة الجزائر، والكيان الصهيوني لأن مصر الناصرية بدأت تتسلح، وتعمل على بروز الفلسطينيين، و..دعمت (الفدائيين) الذين تم بناء وحداتهم بعد  العدوان على قطاع غزة ، واقتراف مذبحة بشعة في العام 55.

مع بدء العدوان الثلاثي على مصر ، اقترفت مذبحة كفر قاسم ، القرية الفلسطينية الواقعة قرب الحدود مع الأردن آنذاك، وفي ما يسمى بالخط الأخضر.

أصدر قائد حرس الحدود أمرا صارما، بمنع عودة القرويين إلى قراهم بدءا من الخامسة مساءً حتى الساعة السادسة صباحا، وشدد على أن لا يكون هناك _سجناء) ، فالأفضل أن يكون الموت عقاب كل من يتحرك في فترة منع التجوّل.

لم يعلم الفلاحون في حقولهم بأمر منع التجوّل، وعادوا كما يعودون كل يوم، ولكنهم فوجئوا بقوات حرس الحدود توقفهم ، وينهمر رصاصها لحصد أرواحهم…

أهل كفر قاسم يعتبرون أن الضحايا  تسعة وأربعون، لأن امرأة كانت حبلى، ومات جنينها في بطنها ..مات لأن القتلة لا يريدون لفلسطيني، حتى لو كان جنينا في بطن أمه أن يرى النور على أرض فلسطين، وأن يخرج من بطن أمه ..ورأسه يتجه إلى ارض فلسطين.

يوم 29 تشرين أول عام  56

اقترف العدو الصهيوني مذبحة كفر قاسم، وكان الهدف دفع الفلسطينيين للهرب باتجاه الشرق..أي باتجاه الأردن، فقد حاصر البلدة من ثلاث جهات، وأبقى الجهة الشرقية مفتوحة…

صدمت المذبحة الفلسطينيين الصامدين في وطنهم بعد النكبة..ولكنهم تماسكوا، ورفعوا أصواتهم الغاضبة، وتشبثوا بالبقاء في أرضهم، وقد لعب شعراء فلسطين دورا مشرفا ببث الحميّة الوطنية، وبفضح مخططات العدو الهادفة إلى اقتلاع الفلسطينيين الصامدين من أرضهم…

بعد افتضاح الجريمة _ المذبحة، اضطر الاحتلال لتشكيل محكمة ..وانتهت تلك المحكمة بالحكم على اللواء ( شدمي) قائد حرس الحدود الذي أعطى الأمر الإجرامي بتصفية كل فلسطيني يتحرك في القرى الفلسطينية الواقعة قرب الحدود : بقرش واحد!!

هذه واحدة من أبشع جرائم الاحتلال الصهيوني في فلسطين..وهذه محاكمهم، وهذه عدالتهم!!

اليوم بات الفلسطينيون قرابة المليون ونصف، وكان عند مذبحة كفر قاسم قرابة مائة وخمسين ألفا…

لأرواح شهدائنا في كفر قاسم، وكل قرى ومدن فلسطين،، من قبل، ومن بعد : الرحمة…

ولنتذكر دائما، بأن هذه الجريمة هي واحدة من الجرائم التي تتواصل يوميا في (كل) فلسطين، وبهدف تيئيس العرب الفلسطينيين ، واقتلاعهم..ولكن شعبنا يزداد تشبثا بفلسطينه، رغم تآمر القوى العالمية الاستعمارية: أمريكا، بريطانيا، فرنسا..والمطبعين الطغاة ، وفي مقدمتهم : آل سعود، وشيوخ قطر، والإمارات..وهؤلاء هم المتآمرون على سورية، ومصر، وليبيا، والمقاومة اللبنانية،  وتونس…

اترك تعليقاً