الأرشيفعربي وعالمي

كنعان النشرة الإلكترونية السنة الحادية والعشرون – العدد 6026 2 حزيران (يونيو) 2021

في هذا العدد:
 ما الذي يجمع العدو الثلاثي للعروبة، د. عادل سمارة
 الاسرائيليون الاتراك .. والاتراك الاسرائيليون .. متى ينتقم الفرات؟ نارام سرجون
 روسيا النووية في سوريا، نبيه البرجي
 رسالة إلى شيوعي… ، وسام الحاج

كنعان النشرة الإلكترونية
السنة الحادية والعشرون – العدد 6026
2 حزيران (يونيو) 2021
● ● ●

 

ما الذي يجمع العدو الثلاثي للعروبة
د. عادل سمارة

https://kanaanonline.org/2021/06/03/%d9%85%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%8a-%d9%8a%d8%ac%d9%85%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%af%d9%88-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%84%d8%a7%d8%ab%d9%8a-%d9%84%d9%84%d8%b9%d8%b1%d9%88%d8%a8%d8%a9%d8%8c-%d8%af-%d8%b9/

بدأ أحد مشاهير المافيا التركية مؤخراً النشر عن دور وعلاقات النظام التركي وخاصة  الرئيس التركي اردوغان مع المافيا. لا أسميها جرائم لأن اي نظام راسمالي هو جريمة بحد ذاته وهذا كاف. فالنظام الأمريكي يتربع على قمته تحالف رجال المصارف والمخابرات والمافيا، والنظام الصهيوني استجلب للاستيطان بين ما استجلب كبار المافيا الروس بعد تفكك الاتحاد السوفييتي الذي تفكك لأنه تعفن.
يغريني نشر أو هجوم المافيا التركية على الرئيس التركي بتحليل موجز للعلاقة بين الثلاثي: الأمريكي والتركي والصهيوني.
لا يقتصر دور تركيا ضد الأمة العربية على دورها الاستعماري لأربعة قرون خلت، بل عاشت القرن العشرين تحلم وتجهز نفسها لاستئناف هذا الاستعمار في القرن الحالي عبر:
·         قوى الدين السياسي
·         وتهافت الأنظمة العربية تجاه تركيا سواء الملكيات أو الجمهوريات حيث أن تركيا تحتل أجزاء من سوريا منذ ثلاثينات القرن الماضي، ناهيك عن بعض القراءات التي ترى أن هناك مناطق غير واوسع من الإسكندرون وانطاكية او ما يسمه الترك اقليم هاتاي. بهذا المعنى فتركيا استعمار استيطاني كالكيان الصهيوني ولذا، فاية علاقة معها غير صراعية هي تفريط بالوطن.
نتحدث إذن عن
·         علاقة ومصالح ثلاثية متبادلة بين تركيا، والكيان والولايات المتحدة ضد الوطن العربي وليس ضد فلسطين فقط.
المصالح المتبادلة تجاه الوطن العربي والمنطقة
·         الإيديولوجيا السائدة في الكيانات الثلاثة وهي :إيديولوجيا الدين السياسي التركي والدين السياسي الصه/يودي والمحافظية الجديدة الأمريكية.
·         التاريخ الاستيطاني للكيانات الثلاثة فالترك يحتلون اراض عربية وأرمنية وكردية ويستوطنونها منذ قرون، وأمريكا تجمُّع استيطاني وكذلك الكيان.
·         هذا التاريخ الاستيطاني أفرز ثقافة عنصرية حين تم تركيبها على الرأسمالية ولَّدت مجتمعات دموية بالبنية وليس بالثقافة فقط، لذا، كانت الإبادة الأمريكية للسكان الأصليين ولاحقا دخول امريكا حروبا في كل بقعة من الكوكب وتكفي الإشارة إلى هيروشيما ومذبحة العراق الجارية منذ 1991 وحتى اللحظة والتي للمفارقة شارك فيها وباركها عرب كثيرون!! وتركيا التي ذبحت الأرمن والكرد ناهيك عن مشانق جمال باشا، والكيان الذي ارتكب 270 مذبحة في فلسطين واقتلع الشعب وآخر جرائمه حرب ايار لهذا العام.
 ·         الأنظمة الاقتصادية الاجتماعية في الثلاثة هي راسمالية معادية للاشتراكية بالطبع والضرورة والقطع.
لكن هذه العلاقات سواء الدين السياسي والموقف العدائي للعرب لا تكفي لتحالف امريكا والكيان مع تركيا لولا وجود عوامل أخرى هي  الأهم في هذه العلاقات وهي موقع تركيا الجغرافي على فالق ما بين الشرق والغرب مما يجعل الاستعمار بل الإمبريالية الأمريكية بحاجة لها في الصراع سابقا مع الاتحاد السوفييتي وحاليا ضد روسيا (غير الاشتراكية).
هذه السمات بل المكونات لهذه الكيانات الثلاثة هي التي دفعت تركيا والكيان الصهيوني لقلب ظهر المِجَنْ للاتحاد السوفييتي الذي ساهم  بزعامة ستالين في إنقاذ تركيا وإقامة الكيان الصهيوني في فلسطين.
فبعد هزيمة تركيا في الحرب العالمية الأولى ودخول الجيوش الغربية الأراضي التركية كان الدعم لتركيا من الاتحاد السوفييتي بزعامة فلاديمير لينين بالطبع  إلى أن تمكن مصطفى كمال اتاتورك من دحر الحلفاء والحفاظ على تركيا الدولة بعد أن خسرت بقايا تركيا الإمبراطورية.
ولكن، ربما يجوز لنا طرح السؤال التالي: هل حقاً تمكن أتاتورك من صد الجيوش الغربية حتى رغم وجود الدعم السوفييتي من الدولة الاشتراكية الوليدة والخارجة من حرب عالمية مرهقة وحرب أهلية  وحرب إمبريالية غزتها ب مليون ونصف مليون جندي ؟ أم أن الغرب وجد من الأفضل له التساهل تجاه تركيا لكسبها في صراعه مع الدولة الاشتراكية الجديدة اي الاتحاد السوفييتي.
تركيا كعدو للوطن العربي من جهة، ولقدرتها على استخدام الإسلام لاجتذاب عرب من جهة ثانية، جعلها ضرورية لاستراتيجيا الغرب الاستعماري في استعمار الوطن العربي الذي ورثه الغرب عن تركيا على شكل التسليم بالمفتاح، اي منطقة جاهزة للخضوع الاستعماري بما حصل فيها من تخلف وفقر ووفر وجود قوى محلية لا تستطيع الوقوقف على أقدامها دون دعم استعماري. ولأن تركيا لصيقة بالوطن العربي جغرافياً فهي بالضرورة ضرورية للكيان الصهيوني.
وهنا لا بد من معترضة بأن معظم مفكري التنمية وخاصة الاشتراكية، ونقيضيهم طبعاً،  يرون بأن الجغرافيا صِنو التاريخ في قراءة التطور والصراع العالمي وطبعا في مسألة الجيوبوليتيك وحتى الإمبريالية عموماً.
هذا يفتح على مسألة هامة وهي مصلحة الغرب في استعمار الوطن العربي وكراهية تركيا للعرب الذين قاتلوا إلى جانب الحلفاء الغربيين لهزيمة تركيا.
موقع تركيا الجغرافي يُغري الغرب بعلاقة معها بما هي تربط أوروبا بآسيا العربية وبالتالي فالعلاقة معها هي طريق الوصول البري الأمريكي بل الناتوي إلى الوطن العربي الذي لم يعد بوسع تركيا الحفاظ عليه بيدها كمستعمرات وعليه لا باس لدى تركيا من تسهيل السيطرة الأمريكية بل الغربية على الوطن العربي بما هي عدوة للعرب ولها أطماع مزدوجة اي:

  • بقيا ما تحتله بيدها
  • والحلم بتوسع استعماري آخر لا سيما على ضوء طبيعة الأنظمة القُطرية العربية المتصارعة والمفككة والمحصورة أنظمتها في الحفاظ على الذات لا على الوطن.
كما أن الإيديولوجيا الرأسمالية للنظام التركي منذ العشرينات وحتى اليوم هي إيديولوجيا يمينية راسمالية وهذا يجذب تركيا لتقف في وجه الاتحاد السوفييتي رغم انه دعمها ضد الحلفاء. لذا من حينها بقيت تركيا مصداً في مواجهة السوفييت. ولاحقا روسيا غير الاشتراكية. طبعا لا ننسى أن جزءا من الكتلة الشرقية سابقا (البلقان) كانت تحت الحكم العثماني.
وهكذا في سياق عداء الطرفين للكتلة الاشتراكية، وتحالفهما مع الكيان الصهيوني دخلت تركيا حلف الأطلسي واعترفت باكرا بالكيان الصهيوني، ولكن مع ذلك حافظت مختلف الأنظمة العربية  على علاقات دبلوماسية بل طبيعية معها!

● ● ●

الاسرائيليون الاتراك .. والاتراك الاسرائيليون .. متى ينتقم الفرات؟؟
نارام سرجون
31 مايو 2021

https://kanaanonline.org/2021/06/03/%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b3%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%84%d9%8a%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d9%83-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b3%d8%b1/

لاأدل على ان الأباء هم آباء حقيقيون سوى انهم يخشون على أبنائهم .. ويضحون من أجلهم حتى الموت .. والارض كذلك لايملك جيناتها الا أباؤها الحقيقيون فيخافون عليها من العطش ومن الغرق ومن الحر ومن القر .. ويعاملونها كانها ولد .. وهذا هو الفرق بين الطارئ والاصيل .. ولذلك ترى ان الفلسطينيين يموتون وليس بيدهم الا حجارة وسكاكين ولحم قلوبهم فيما ان اي حرب تكلف الاسرائيليين دما كثيرا تعتبر كارثة ولايتردد الاسرائيلي في ان يحزم حقائبه فورا ويغادر .. وهذا هو سبب التشاؤم في المجتمع الاسرائيلي من اصرار قوى المقاومة على نشر فكرة التضحية والقتال التي لانهاية لها الا في قلب القدس ..فيما ليس لدى الاسرائيلي هذه القدرة على البذل .. ومن هنا تجد ان الاسرائيلي استأجر من لديه القدرة على البذل والموت نيابة عنه وهو تنظيمات القاعدة والاخوان المسلمين وداعش .. وقاتل معهم من الجو وعبر الدعم اللوجستي والاستخباري والاعلامي .. ولكنه لم يمت معهم .. فنجح لفترة قبل ان يعود الى المربع الاول .. أي ان عليه هو ان يدافع ويدفع ثمن الارض التي يحتلها دما لان الطرف الاخر المقاوم لديه كل الاستعداد للموت وبذل الدم في سبيل ارضه ..
الاسرائيليون لايملكون الارض بل يرون فيها مشاريع استثمار ولذلك فانهم عندما يتقدمون لايكترثون بالخراب والتدمير الذي يلحقونه بها فهي في النهاية ليست لهم ..
والاتراك يعيشون نفس العقيدة .. فأرض الخلافة هي ارض اللبن والعسل والعبيد وشباب السخرة والسفربرلك .. والكل يموت من أجل السلطنة العثمانية وليس من أجل الارض .. ولذلك فان هزيمتهم في الحرب العالمية الاولى لم تكن بسبب طعنة العرب كما يقولون بل لأن القوات التركية التي كانت تقاتل كانت تقاتل عن أرض ليست لها .. وليست مستعدة للموت من أجلها .. وهو نفس السبب الذي جعلهم يتراجعون من سورية امام قوات ابراهيم باشا المصرية قبل عقود .. التركي لم يقاتل بشراسة الا عندما كان يدافع عن أرضه في الاناضول حيث لم يكن هناك عرب يقاتلون عنهم او شباب السفربرلك يموتون نيابة عنهم كالذباب .. وكل ما كان يقوله اردوغان انه سيدخل سورية ويصلي في الجامع الاموي كان مبنيا على ان غيره من العرب هو من سيقاتل وسيموت وهو سيأتي ليصلي منتصرا بدمهم .. ولم يكن اي تركي مستعدا للموت على اسوار دمشق للصلاة في الجامع الاموي .. وهذا من الاسرار التي تعاملت معها القيادة السورية .. اذ ادركت ان التركي لن يدخل في لعبة الموت .. بل سيكون في الصفوف الخلفية حيث يموت من في المقدمة ويقطف التركي النصر من المؤخرة .. والتركي سيدفع كل مايملك الا الدم التركي .. وهذا ماحدث في ليبيا وناكورنو كاراباخ .. فجميع من ماتوا لم يكونوا اتراكا .. بل مرتزقة عرب وسوريون ..
واليوم في ادلب رغم انه يستعرض عضلاته وعساكره لكنه في اي معركة يتعرض فيها للخسائر سينسجب وسيركز في قتاله على دفع المرتزقة الى المحرقة حيث يبذل دمهم من أجله .. وكلنا نعرف انه في الاحتكاكات الماضية وجهت له ضربات عنيفة قتلت عشرات في من جنوده فجن جنونه وطار الى موسكو وطلب التدخل السريع بحجة انه لايريد قتال روسيا .. ولكن الحقيقة هي انه يعرف ان الاتراك سيشنقونه اذا مات أبناؤهم خارج تركيا من أجل العرب الذين يعتبرون انهم طعنوهم في الحرب العالمية .. ورغم قوة الجيش التركي الا ان نقطة ضعفه هي في ضعف القدرة على الموت خارج أرضه .. فالاتراك رغم نزعتهم الطورانية الا انهم يدركون ان امبراطوريتهم هي أراض مسروقة وعليها قوميات اخرى تملكها .. وهم لايمانعون في استردادها ولكن دون بذل دم تركي .. وهذا سيكون من العوامل التي ستسمح بانهاء ملف ادلب الذي يخضع لمساومات ومفاوضات معقدة .. اذا لم تنته فسيتم انهاؤه عسكريا .. وهو مايريد اردوغان تجنبه خاصة في ظل انهيار الليرة التركية .. وتفاقم الازمات الداخلية ..

المهم مايفعله اردوغان في مياه الفرات يعكس العقلية التي يعامل بها التركي أرض الخلافة .. فبالرغم من انه يعتبر نفسه وليا على المسلمين وخاصة في سورية والعراق وفق الميثاق الملي المستمد من الخرافة العثمانية الذي يشبه ميثاق شعب الله المختار المشتق من الخرافة التوراتية .. بالرغم من انه يعتبرها ارضه والناس الذين عليها رعاياه .. فانه لم يتورع عن قطع مياه الفرات عن الارض التي يدعي انها له ولشعبه وخلافته .. ولم يكترث برعاياه ان ماتوا عطشا وجوعا .. بل فوق كل هذا فانه فتح مياه الصرف الصحي التركية على مجرى الفرات ليملأه بروث الأتراك وبولهم .. والسبب هو انه لايعتبر هذه الارض الا انها متاع وزينة لامبراطوريته ومصدرا للخراج والجنود والمتطوعين والخدم .. ولذلك فانه يخربها اذا لم تخضع له .. ويدمر فيها الحرث والنسل ..
واذا قارنا سلوكه بسلوك الاسرائيليين فاننا نجد تطابقا في السلوك تجاه الارض .. فعندما وقع الاردنيون اتفاق وادي عربة اتفقوا مع الاسرائيليين على تزويدهم بالمياه .. ففسر القانونيون الاسرائيليون الاتفاق على انه يعني اي مياه .. فقرروا توجيه مياه الصرف الصحي للمستوطنات الى انابيب مياه الشرب الاردنية .. اي زودوا الاردنيين بروثهم وبولهم .. والسبب هو انهم لايكترثون بالارض ومن عليها لانهم لايملكونها .. ولانهم لايملكونها سيقتلون من يسكن عليها .. كما هي عادة كل المستوطنين في التاريخ .. في اميريكا وفي استراليا وفي نيو زيلندة .. نفس عقلية التخلص من الاخر وتسميم ارضه كي تصبح (لنا) .. لأنها ليست لنا طالما ان فيها آخرين وسكانا ينتمون لها .. ويعملون في أرضها ويأكلون من زرعها ..

هذه هي علاقة العثمانيين بأرضنا .. اما ان يقتلونا او ان يقتلوا الارض كي نموت .. لأنها ليست لهم ولأننا لسنا جزءا منهم ..
وهذا هو سبب اننا انتصرنا على المشروع العثماني الاردوغاني .. فالسبب هو اننا أصحاب الارض وننتمي لها ونحميها نموت فيها ومن أجلها .. وقد بذلنا دما لاتبذله اي امة .. وهذا هو سبب اليقين ان ادلب لن يطول بقاء أردوغان فيها وسيتم اقتلاعه بالقوة .. في فترة ليست بعيدة على الاطلاق .. وهو يحاول تتريكها بسرعة لسبب واحد هو انه يريد السكان السوريين الذين يصيرون اتراكا مرتزقة له أن يقاتلوا وأن يموتوا في الدفاع عنه ..
وهو نفس السبب الذي يدعونا للثقة المطلقة ان الانفصاليين الاكراد لن يصمدوا الا ساعات في اي مواجهة معنا .. لانهم لايدافعون عن أرضهم .. بل سلوكهم هو سلوك المستوطنين والمرتزقة الطارئين .. فهم هاجروا من تركيا ولجؤوا الينا وهم يدركون ان ارضهم ليست في الشرق السوري بل في جبال شرق الاناضول .. وهناك على الجبال يجب ان يموتوا وليس على هذه الارض ..
هذه القاعدة الذهبية في العلاقة بين الارض والانسان والدم هي التي نسميها خريطة الدم وليست خريطة دم الطوائف التي صممتها المخابرات الامريكية .. فدم الارض من زمرة دمنا وليست من زمرة دم مجاهدي داعش المهاجرين .. ولذلك هزموا جميعا عندما اصطدموا بدمنا .. لأنه دم الارض .. والفرات الحبيس في سجون تركيا لن يترك حبيسا الى الابد .. وسيطلق سراحه .. ولن نسمح بقتله .. فالانهار العظيمة لاتموت لان مياهها هي دم الارض ..

الجنون الطوراني يصل مستويات هستيرية .. حتى انه صار يعبث بالطبيعة والجغرافيا والتاريخ .. وبرمز أبدي للتاريخ والجغرافيا والطبيعة كالفرات .. وانتقام الانهار والطبيعة يكون أحيانا مثل اللعنة .. ولاندري من سيحمل الى الاتراك اللعنة بيديه ..
لاشك ان الفرات سينتقم .. ولاشك ان هناك من سيساعده على الانتقام ممن ظنوا ان حدودهم تبدأ من الفرات وتصل الى الى النيل .. وممن ظنوا ان امبراطورياتهم يبنونها من جثة نهر الفرات ..
:::::
مدونة الكاتب

● ● ●

روسيا النووية في سوريا
نبيه البرجي

https://kanaanonline.org/2021/06/03/%d8%b1%d9%88%d8%b3%d9%8a%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%88%d9%88%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a7%d8%8c-%d9%86%d8%a8%d9%8a%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b1%d8%ac%d9%8a/

لا شيء هنا يقع، أو يقال، بالصدفة. ماذا يعني أن تعلن موسكو، وعشية الانتخابات الرئاسية في سوريا، عن وجود قاذفات بـ»قدرات نووية» في قاعدة حميميم؟
تزامن ذلك مع اصدار بيانات حول عقد قمة أميركية ـ روسية يوم 16 حزيران المقبل في جنيف. بطبيعة الحال سيكون على جدول الأعمال  الوجود الأميركي على الأرض السورية والذي يؤمن، بشكل أو بآخر، التغطية لـ»الوضع التركي» في منطقة ادلب، كما للحركة الكردية الانفصالية، ناهيك عن كونه الغطاء لـ «الغارات الاسرائيلية» التي لا مبرر لها سوى زعزعة الأمن الداخلي السوري.
الجانب السوري لم يتعرض، في أي يوم، لخطوط فك الاشتباك التي وضعت عام 1974، حتى أن الذريعة بمحاولة الايرانيين اقامة مراكز متقدمة في اتجاه الجولان تلاشت، وقد تم ابعادهم الى أكثر من 100 كيلومتر من تلك الخطوط، دون أن يبقى وارداً، لأسباب شتى من بينها المشهد العربي الراهن، انشاء جبهة موحدة تمتد من الناقورة الى القنيطرة.
لنتذكر أن فلاديمير بوتين صرح، في بدايات الأزمة السورية، بأن النظام الدولي الجديد ينبثق من سوريا. بكل وضوح، وجود القاذفات من طراز «تو ـ 22 ام 3» بمثابة رسالة الى واشنطن، والى أنقرة، بأن النظام الحالي في دمشق هو أحد حجارة الزاوية في خارطة القوة في الشرق الأوسط، بعدما باعت الفصائل المعارضة نفسها للشيطان. وهذا ما صدر، حرفياً عن برهان غليون، أول رئيس لـ»المجلس الوطني السوري» الذي أتهم «بعض من أيّد الثورة» بتسليم مفاتيح البلد الى الشيطان.
كما اشتكى المعارضون الذين اتخذوا من اسطنبول مقراً لهم، وسنداً لهم، دون أن يفكروا بما في رأس رجب طيب اردوغان، من أنهم باتوا يعاملون كما أكياس القمامة على أرصفة المدينة التي كانت تعدّ لتكون عاصمة الخلافة «النيو» عثمانية؟
كل شيء يشير بأن المنطقة على بعد خطوات من تحولات مثيرة في العلاقات، كما في المعادلات. جو بايدن يريد أن يزيل كل أثر لدونالد ترامب الذي لم تكن تغريداته العشوائية تستند الى أي منطق، وهو الشخصية  البهلوانية الذي رأت فيه السناتور اليزابت وارن دونكيشوت وهو يحارب طواحين الهواء. ألم يهدد بازالة كوريا الشمالية من الوجود، اذا لم تفكك ترسانتها النووية، فاذا به يرقص التانغو مع كيم جونغ ـ أون؟
بطبيعة الحال، لا بد أن يكون جو بايدن، الابن القديم للاستبلشمانت، مختلفاً، وأن يدع وزير خارجيته  أنتوني بلينكن يبلغ بنيامين نتنياهو أن الولايات المتحدة ليست في وارد الانزلاق من الجحيم الأفغاني الى الجحيم الايراني الذي لا بد أن يكون أكثر تعقيداً بكثير، وأن اتفاقاً مع آيات الله وحده يحول دون حيازتهم القنبلة النووية في أي لحظة. بالتالي حصول «انقلاب جهنمي» في معادلات القوة في الشرق الأوسط.
هل صحيح أن وزير الخارجية الأميركي نقل، حرفياً، الى زعيم الليكود سؤال جو بايدن «هل تريد لليهود أن يحزموا حقائبهم ويعودوا من حيث أتوا؟».
للمرة الأولى تتصف تعليقات أميركية بشيء من التوازن  في مقاربة المشهد (واحتمالات المشهد) الشرق أوسطي. اذ تبدو الحرب مستحيلة ضد ايران، فان ابقاء العلاقات معها  على ذلك المستوى من الاضطراب الذي أحدثه دونالد ترامب، وقد تفادى الصدام العسكري معها، يعني أن نسبة تخصيب اليورانيوم ستقفز، في غضون ساعات، من 60 % الى 90 %. هنا تصبح القنبلة تحت عمامة آية الله خامنئي.
هل ننتظر تطورات ما على الأرض السورية بعدما بات واضحاً أن الكرملين لا يريد، في أي حال، أن يبقى الوضع السوري على ما هو عليه في الشمال كما في الشرق؟
الاعلان عن تعديل مدرجات قاعدة حميميم لتغدو صالحة لاستقبال القاذفات الاستراتيجية بمثابة انذار الى من يعنيهم الأمر. الروس لا يتقنون البروباغندا، حتى حين يبدو دورهم واضحاً في تقريب المسافة بين الرياض وطهران، وبين الرياض ودمشق.
ربما معركة غزة أفادت كثيراً الرئيس الأميركي. «اسرائيل» لم تعد «ظاهرة الهية»، وتطحن أعداءها الجبابرة،  خلال ساعات. الصواريخ لم تغيّر فقط قواعد الاشتباك. غيّرت أيضاً قواعد اللعبة. «اسرائيل» دولة قابلة للعطب. من هنا تبدأ الحكاية
:::::
“الديار”

● ● ●

رسالة إلى شيوعي
وسام الحاج

https://kanaanonline.org/2021/06/03/%d8%b1%d8%b3%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%b4%d9%8a%d9%88%d8%b9%d9%8a-%d8%8c-%d9%88%d8%b3%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%a7%d8%ac/

قبل أيّام، قرأت منشوراتك على فايسبوك. وتذكرت ما كان يقوله مهدي عامل عن صعوبة المناقشة بين من هم في نفس الخط الفكري، رغم أنني أعرف أنه ليس هناك خلاف جدي بيننا. لكنني سأطرح عليك السؤال نفسه الذي طرحته على الكثير من المسؤولين الشيوعيين ـــ محاولاً مداعبة عقولهم، وهو: على الرغم من أن البشرية لم تُنجب فكراً أكثر إنسانية من الماركسية، لماذا مع ذلك، هي صعبة على التحقيق في الواقع؟ طبعاً، أنا متأكد من أنك ـــ عكسهم ـــ تعرف الجواب. لأنه بالرغم من أهمية النظرية التي تعطينا الفهم الحقيقي للواقع، هناك الممارسة السياسية التي ليست هي بالضرورة متماثلة مع هذا الواقع. إذا علينا معرفة كيف نمارس السياسة التي تؤدي إلى تحقيق النظرية. وإذا كانت الممارسة السياسية غير موجودة دون نظرية سياسية، يمكننا القول أيضاً إن النظرية السياسية غير موجودة دون ممارسة سياسية صحيحة. من هنا أرى، أن مشكلة الممارسة السياسية عند الشيوعيين مرتبطة أيضاً في فهمهم للنظرية نفسها- هذا إذا كان لديهم فهم صحيح لها، وهذه المشكلة مرتبطة بدورها بطبيعة جوهرهم الطبقي البرجوازي المتوسط الذي يجعلهم حتى غير قادرين على تحقيق البديل الذين يطمحون هم أنفسهم إليه.
من جهة ثانية، لا أشك مطلقاً في وجود خلاف معك على النظرية. لكني أخاف عليك أن تصبح في خانة هؤلاء الذين يُطيّبون لك على صفحات فايسبوك، والذين أعرفهم شخصياً، إنما لديّ معهم خبرة سياسية يومية. وأعرف ـــ على الرغم من إخلاصهم للقضية وليس عندي أي شك من ذلك ـــ أن فهمهم للنظرية ينقصه الكثير من الإبداع المطلوب تطبيقه على ممارستهم السياسية. هؤلاء لا يحسنون التكلم إلا مع من هم مثلهم. يريدون أن يطوعوا الجماهير لما يرونه هم صحيحاً وحسب المسطرة الماركسية (حسب فهمهم الخاص للماركسية). وعندما يفشلون في إقناع الجماهير يُصابون بالإحباط وينتقل غضبهم إلى الجماهير نفسها، فيتهمونها بالتخلف لأنها لا «تُقدِّر» ما يحاول الشيوعيون القيام به من أجل سعادة هذه الجماهير. ودائماً ما أسخر منهم قائلًاً: ما رأيكم لو نخترع لكم شعباً قادراً على أن يفهمكم؟ هذا هو واقع المجتمع الذي تعيشون فيه. على الأقل أحسنوا الخطاب معه لتأخذوا بعدها النتيجة المبتغاة. هم يريدون تغيير الواقع، لكنهم في الوقت نفسه لا يفهمونه كما هو. فلا يبقى لهم سوى ترداد «الفاتحة الماركسية»، من دون أن يتمكنوا من تغييره.
الشيوعيون اليوم ضعفاء بما فيه الكفاية التي تجعلهم غير قادرين على تحقيق أي إنجاز من دون التحالف مع قوى أخرى وازنة في المجتمع. لذلك هم غير قادرين على إحداث أي تغيير في مجرى الصراع، على الرغم من نظريتهم المحقة في المطلق. لهذا يمكنهم الكلام ما يشاؤون عن هذا الصراع، لكن من دون أية معرفة بحقائق الأمور.
اليوم شئنا أم أبينا يقع حزب الله في المواجهة. يتلقى الضربات ويستعد لحرب عظمى يعود له وحده تقييم الأحداث لأخذ القرارات المناسبة. كل ما بوسعنا نحن هو أن نفهم الظروف الحقيقية التي هو فيها، ومن ثم نأخذ الموقف المناسب الداعم له في هذه المرحلة. وعندما تحين مرحلة أخرى نبحث بخصائصها في أوانها. لماذا مثلاً، لا نقوم نحن بالثورة الشيوعية فيكتمل التحرر الوطني مع التحرر الاجتماعي؟ أليست هذا هي اللازمة التي نرددها للتمايز مع موقف حزب الله؟ لأننا، وبكل بساطة غير قادرين على هذا، ولا نحمل بديلاً آخر!! لكننا نطلب من حزب الله أن يقوم هو بالثورة بدلاً عنا. وهو يقول لنا مراراً وتكراراً إنه لا يملك الإمكانيات الآن لحل كل مشاكل لبنان… ويطلب منا مراراً وتكراراً أن نأخذ قليلاً الحمل عنه. ونحن ليس لدينا إلا قراءة الفاتحة الماركسية والتذكير بالوعد الإلهي «تبعنا» ـــ ألا وهو الحتمية التاريخيةفمهما حاول حزب الله في النهاية لن تصح سوى الماركسية. ولكن من الآن وحتى نصل إلى الشيوعية لن يبقى لنا صاحب. نكلمهم بالفصحى بينما المطلوب الكلام بلغة الواقع.
يمكننا تسجيل ملاحظات عدة على أداء حزب الله. ولكن هذه الملاحظات تظل فرضيات غير نهائية. لكن عندما ننشرها على مواقع التواصل، يأخذها القارئ كحقيقة ثابتة. علينا أن نفهم كيف ينظر حزب الله إلى أولوياته هو، ونفهم رأيه بالمواضيع، لا أن نطلق أحكاماً قد تكون صحيحة بالمطلق، وليست صحيحة بالضرورة. للأسف، لا حوار حقيقياً بين هذين الحزبين المقاومينوفي هذا مفارقة! لكننا نحن في حاجة لهم أكثر. لأن تحرير الأرض أولوية على التحرر الاجتماعي. مترابطان نعم، لكن ليسا بالضرورة متلازمين زمنياً. كما أن لكلمة «تحرر اجتماعي» مفهوماً واسعاً، ولها مسيرتها الطويلة.
أنا أفهم رأيك بما تكتبه. شرحت لي أنها الطريقة الوحيدة للمشاركة في النضال… حسناً! لكن من يقرأ صفحتك يضعك في موقع المعادي للمقاومة الإسلامية «الوطنية» بامتياز، لأنه بالضبط رأي المجموعة الحزبية التي توجه أنت النقد إليها باستمرار. أنا أعتقد أنه لا يمكننا المجاهرة برأي سياسي من دون أن نملك كل المعطيات السياسية حوله. خوفي من أن الشيوعيين باتوا ينفّذون ـــ بوعي أو من دون وعي ـــ سياسة تصبّ في خدمة الإمبريالية. لأن هذه الحرب الشنيعة التي بدأتها الإمبريالية منذ 2006، مروراً بالحرب على سوريا ـــ وهي حرب إمبريالية بامتياز ـــ لا يشارك الشيوعيون في التصدي لها. بل على العكس، بعض الشيوعيين ينظر على أنها حرب طائفية لا علاقة لهم فيها. فبأي حق إذاً يمكننا الكلام عن الأشياء الأخرى؟ مجدداً نقع في أخطاء الماضي قبل المؤتمر الثاني. إن موقف الحزب الشيوعي المتفرج خلال الحرب على سوريا، سيجعله متفرجاً مدى الحياة. ولن تقوم له قائمة. وبعد كل هذا نطلق الأحكام على «المقاومة الإسلامية الوطنية»؟ افعلوا هذا ولا تفعلوا هذا؟ كيف تريد لهذه الجماهير أن تتأثر بكم وأنتم تريدون تعليمها ـــ وبفوقية ـــ ما لا تقومون به أنتم في الأساس؟
إن غياب سمة هذا الصراع التحرري في خطاب بعض الشيوعيين اليوم، إذ يضعون المقاومة الإسلامية في مواجهتهم، لا يخدم سوى الإمبريالية. ونحن نعمل على تغييبه. إن ما يميز مواقف الحزب الشيوعي اليوم يتلخص بشعارات حق لكن يراد بها باطل. والباطل هنا هو النيل، في نهاية المطاف، من المقاومة الإسلامية. وإن هذا النيل يأتي بلغة لا تستطيع الأحزاب الأخرى استخدامها. من هنا، الخوف من محاولة القيادة الحالية للحزب تقديم خدمات لصالح أعداء الوطن. لا أدري كيف يمكن لشيوعيين خاضوا المقاومة الوطنية في فترة معينة من تاريخهم، ألا يتركوا فرصة إلا ويحاولون النيل فيها من المقاومة الإسلامية. وإن كل هذه الموبقات تُرتكب باسم فكر مهدي عامل.
أتذكر في أحد الاجتماعات المركزية كيف جاهر أحد اعضاء المكتب السياسي بشعار: أن إسرائيل لم تعد الآن العدو الأساسي للبنان، إنما هو النظام الطائفي! ماذا تريد بعد الآن؟ إذا كنا في طريقنا إلى فقدان الثقة في مثل هذا الحزب، فماذا تنتظر من الآخرين الذين ينتظرون موتهم اليومي ولا وقت لهم لكل هذه النظريات؟ كيف نعيد الثقة للفكر الماركسي؟ فقط بالممارسة السياسية السليمة!
ماذا على الشيوعيين أن يفعلوا حين لا تكون الظروف الموضوعية ناضجة للاشتراكية؟ سؤال مطروح على كل الأحزاب الشيوعية في العالم. إذ أنها مشكلة مشتركة عند الجميع. وعندما قال ماركس إن الفكرة تصبح محركاً للتاريخ عندما تستحوذ على عقول الجماهير لم يقصد الفكر الشيوعي فقط. هذا يعني أن هناك أفكاراً أخرى أيضاً تملك إمكانية تحريك التاريخ إلى الإمام.
من هنا، على الشيوعيين أن لا يعادوا الحركات التي لسبب أو لآخر وجدت على رأس حركة التاريخ حتى لو كانت هذه الحركات بعيدة عن الفكر الماركسي. بل عليهم أن يلعبوا دوراً مساعداً لها، لا أن يكونوا نافرين منها، متكبرين عليها.
في مراحل تاريخية ما، على الشيوعيين أن يلعبوا دوراً محفّزاً catalyzer لحركة التاريخ، طالما أنه ليس بإمكانهم أن يكونوا عناصر أساسية في هذه الحركة. وفي هذا أرى أخطاء غالبية الأحزاب الشيوعية العربية. والتي دائماً ما كانت تدفع ثمناً غالياً نتيجة مكابرتها ونتيجة اعتقادها أن حصرية حركة التاريخ تعود إليها فقط.
ويبقى السؤال الكبير ماذا لو كان مهدي عامل حياً بيننا الآن؟ ماذا كان ليقول عن هذه المرحلة؟ الإجابة صعبة بالتأكيد. لكنني أجزم أنه كان سيكون قلباً وعقلاً مع هؤلاء «البكّائين»… المنتصرين.

*كاتب وسياسي
:::::

«الأخبار»، 1 حزيران 2021
______

  • تابعوا “كنعان اون لاين” Kana’an Online على
  • الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.
  • عند الاقتباس أو إعادة النشر، يرجى الاشارة الى نشرة “كنعان” الإلكترونية.
  • يرجى ارسال كافة المراسلات والمقالات الى عنوان نشرة “كنعان” الإلكترونية: mail@kanaanonline.org