عربي وعالمي

كنعان النشرة الإلكترونية السنة الخامسة عشر – العدد 3775 –

كنعان النشرة الإلكترونية

Kana’an – The e-Bulletin

السنة الخامسة عشر العدد 3775

17 آذار (مارس) 2015

في هذا العدد:

رحل جوني، برقية تعزية لأمين عام الجامعة العربية، عادل سمارة

جبلة وبابوج الأمير، بادية ربيع

رولا أمين حرّة:

  • ·      رولا بين التطبيع والذكورة والعشيرة، عادل سمارة
  • ·      حبس الصحفية رولا أمين والقاضي العروبي، عادل سمارة
  • ·      رولا الأمين حرة، “الأخبار”

أزمة سلطة أم أزمة وطن؟ ثريا عاصي
نعم لمقاطعة البرلمان الصهيوني، موفق محادين

عادل سمارة في لقاء “الميادين” عن الانتخابات الصهيونية مع الإعلامية ضيا شمس.

العمليات الاستباقية السورية تسقط الأقنعة والخطط، أمين محمد حطيط

بيان مناهضة التطبيع من تونس: لا لكل أشكال التطبيع مع كيان العدو الصهيوني

● ● ●

 

رحل جوني، برقية تعزية لأمين عام الجامعة العربية

عادل سمارة

السيد نبيل العربي، ليست هذه تهكماً ولا مناكفة بل من  أعلى الكلام جدية واهتماما وصدقا. كيف لا، وأنت الذي استدعى واستجدى الغرب العدو التاريخي لتدمير سوريا. فجند الغرب عربا ومسلمين لتدمير سوريا ووقف في الفضاء يحتسي كاسا بعد أخرى ويطمئن. وتعزية لسلفك عمرو موسى الذي استدعى تدمير ليبيا. وتعزية لغليون وكيلو وبشارة ومن في فريقهم، وتعزية للتروتسك من الشيخ القتيل إلى آخر أخفاده، وتعزية لمثقفي الطابور السادس الثقافي ولكي لا نظلمهم هي تعزية لكل من كتب سطرا ضد سوريا والعروبة في صحفهم من الشرق الأوسط إلى الحياة إلى النهار إلى آخر وليد النفط “العربي الجديد” وتعزية خاصة إلى مرشحي الكنيست من العرب باسم فلسطين وباسم الإسلام. وتعزية لأمير قطر ولملك السعودية الذي لا شك بكى جوني ولم يبكي د. ابو متعب. وتعزية للمسيطرين على الأزهر الشريف الذين يناوشون إيران، ولا شك تعزية لجعجع الذي لا شك حول الجعجعة إلى نواح. وتعزية للشيخ القرضاوي الذي يصلي عليه تلمودياً.  ما أكثر من يبكون جوني، ولكمهم سوف يبكون كثيرا، ثكلتهم أمهاتهم وأسرهم اللواتي لا شك لا شك اسيرات لديهم، فلا يمكن لحرة ان ترضى عبدا لولا القيد.

● ● ●

جبلة وبابوج الأمير

بادية ربيع

لست اقتصادية ولا غنية حتى أتوقع إن كان سيأتي مصر مالاً أو وبالاً. ولكن لفتني منظر ابن مكتوم وهي يحتذي بابوجاً ربما ذهبيا بالطبع.

تذكرت حادثة جبلة بن الأيهم حينما أعلن إسلامه وطاف بالكعبة. وخلال الطواف داس أعرابي على كعبه ونعله، فغضب جبلة وانثنثى على الأعرابي بلكمة ربما من وزن لكمات محمد علي كلاي. وتحت جنح الظلام امتطى فرسه وعاد إلى الشام. ولو كان في مكة نفطا وضوءاً لما تمكن المرء من الهرب!

ترى، لو داس مثلا ممثل الصومال على كعب النفطي هذا ، لا شك سيصفعه. أما لو داس عليه كله حارس كيري، لطعج جذعه وقبَّل آثار نعل الحارس.

المظلوم في الموقف هو الإسلام، فهل التقششف أن يلبس الحاكم صندلاً ليخدع البسطاء عن بساطته وهو يرمي المال ملحا على جراح سوريا.

أم ان الحقيقة مبكية أكثر بمعنى انه لم يتعود لبس النقل بعد!

رحم الله المتنبي حين قال في حاكم مصر في حينه:

أم أذنه في يد النخاس دامية…وقدره وهو بالفلسين مردودُ

● ● ●

حبس الصحفية رولا أمين والقاضي العروبي

عادل سمارة

قرر قاضي عربي في الأردن اعتقال الصحفية رولى امين لأنها تحتضن ابنتها ذات الخمس سنوات. بينما قبل اكثر من عشر سنوات، ذهب د. عزمي بشارة إلى مخيم الوحدات (قبل انشكافة) ليلقي محاضرة بتسهيلات مطبعين/ات. التقته مجموعة شباب ومنهوه عند مدخل المخيم كمطبع. اعتقلتهم الشرطة، فمن الذي يمنع الدكتور الذي خدع الشام والمقاومة! في اليوم التالي عُرض الشباب على قاض عروبي. وحينما عرف القضية افرج عنهم وقال لو كنت هناك لوقفت معكم؟ يبدو ان هذا القاضي نموذج المناضل الدقامسة.

● ● ●

رولا بين التطبيع والذكورة والعشيرة

عادل سمارة

 

إلى الذين استغربوا ربط قضية رولا أمين بالتطبيع، أقول لهم بان السيد ابو مازن رئيس سلطة أوسلو-ستان قال بوضوح:”أنا نفسي لا يمكنني الخروج من رام الله دون إذن الآحتلال”. فكيف تمكن والد دينا ابنة رولا ان يُخرجها من رام الله وتل أبيب وهي في حضانة امها؟ أما في عمان، فكانت العشيرة اقوى من تاريخ القضاء من حمو رابي إلى شيشرون  إلى الكسي دي توكفيل إلى السمهوري! في الأردن تمكن والد الطفلة حتى من سجن الأم، وليس فقط  الطعن في امومتها. وبإمكانه إعدامها. وليس هذا تجنياً. ففي بلد ذكوري يفهمون بان الأولاد للأب والأم مجرد ماكينة تفريخ. يعني الزواج مشروع اقتصادي رأسمالي عند هؤلاء: راس المال المتحول هو الرجل لأنه وحده الإنسان،  وراس المال الثابت هي الأم (اي الماكينة). اصلا في فلسطين المحتلة كما الأردن الشقيق (والله اشقاء متخلفين) هنا يقولون، الأولاد في النهاية لأهلهم أي اهل الأب. هذا ما يعظون به هنا ايضا (عباقرة)  العربان!!  ويبقى السؤال: أين نساء الأنجزة هنا وفي عمان؟ وأين التقدميين في الأردن؟ أم لأن الأم تعمل في الجزيرة تصبح ضحية؟ الإنسان  إنسان أولا. وإذا كانت رولا، وأنا اعرفها تعمل في الجزيرة، فهناك انظمة تعمل في واشنطن وتل ابيب!

● ● ●

رولا الأمين حرة

رولا الأمين حرّة، الصحافية الفلسطينية خرجت اليوم بكفالة مالية من السجن بعد اعتقال تعسفي دام لأكثر من 24 ساعة، على خلفية قرار قضائي يقضي بتسليم ابنتها دينا (5 سنوات) صدر من قاضي الشرع في منطقة «وادي السير» (غربي الأردن).

قرار ناقض الأحكام القضائية في المملكة الأردنية بعد استحصال الأمين على حق حضانة ابنتها بقرار لا يقبل لا الإستئناف ولا الطعن في أيلول (سبتمبر) الماضي. وبعد هذا الإعتقال غير القانوني والدستوري، خرجت مراسلة «الجزيرة» الإنكليزية ودوّنت على صفحتها على تويتر باللغة الإنكليزية: «أنا خارج السجن وسأكون مع ابنتي دينا بناء على حل مؤقت». وتوجّهت الأمين بالشكر الى كل من دعمها وتضامن معها ومع ابنتها الصغيرة.

:::::

“الأخبار”

● ● ●

أزمة سلطة أم أزمة وطن؟

ثريا عاصي

تتبدى في كل مناسبة تفاهة الكتبة في بيروت وقطر، الذين هاموا بالديمقراطية منذ أزيد من أربع سنوات. من المحتمل أن الحمى عاودتهم لدى سماعهم ما شطح به خيال مسؤول إيراني عن الأمبراطورية القديمة التي تعمل بلاده على إسترجاع أجزائها.
من البديهي أن الكتبة المذكورين وهم في الواقع ليسوا بأكثر من وكلاء دعاية، لم يروا في بلاد العرب التي تصحرت، اثر النفوذ العثماني والصهيوني والوهابي والإستعماري الغربي. أزعجهم النفوذ الإيراني. لم يتساءلوا على الأرجح عن إحتمال أن يكون الإيراني منزعجا من اتساع المناطق التي تقع تحت هيمنة المستعمرين الإسرائيليين وغيرهم، بواسطة «داعش» وأخواتها.
تجدر الملاحظة في هذا السياق، أن حركات التحرر العربية تعرضت على مدى القرن الماضي لمؤامرات متواصلة كان للرجعية العربية، على رأسها المملكة السعودية، دور فاعل فيها. هذه الرجعية أجهضت الإنتفاضات والثورات في فلسطين، وتحديدا حركة القسام سنة 1936. لم تترك وسيلة عدوانية إلا واستخدمتها ضد الناصرية. أغرقت الفصائل الفلسطينية في لبنان في الوحل والدم إلى أن استسلمت وذهبت إلى أوسلو. هذه الرجعية تطعم في الراهن «الثورات». نفوذها برد وسلام على الكتبة التافهين ! الخشية أن تعود الأمبراطورية الفارسية!
ولكن بصرف النظر عن الهذر والثرثرة، أن ما يتكشف من خلال الأحداث التي تتوالى، ونحن شاهدون عليها، هي أمور لا مفر من التوقف عندها والإعتماد عليها في مقاربة الأوضاع التي نتجت عن العملية الهجومية العدوانية، التي دبرها المستعمرون، وشاركت فيها قطاعات من السكان الأصليين، تحت ستار «الثورة والديمقراطية».
لا شك في أنه يوجد عراقيون في صفوف «داعش». هؤلاء رضيوا أو أنهم لم يكترثوا للأحكام بالإعدام ذبحا أو خنقا او حرقا أو رجما بحق مواطنين عراقيين مثلهم، التي تصدرها وتنفذها «داعش». هؤلاء لم يتأثروا امام أعمال التخريب والتحطيم التي تمارسها «داعش» في المتاحف وفي المواقع الأثرية والتاريخية في وطنهم العراق؟!.
عندما غزا الأميركيون العراق تطوّع عراقيون لمعاونتهم (وحدث في لبنان). أمر الأميركيون بحل الجيش العراقي فانحل هذا الاخير ! أسقط الأميركيون تمثال صدام حسين. ألقوا القبض على هذا الأخير. عرضوا شريطا مصورا عن الرجل أثناء إخراجه من مخبئه (حفرة)، مثلما تفعل «داعش»، في إطار الحرب النفسية، أو بالاحرى في إطار إهانة الكرامة الوطنية وانتهاكها.
في السياق نفسه يمكن القول انه صار عاديا، مألوفا أن يدعو أحد الأطراف الوطنية في بلد عربي حليفه الأجنبي للمشاركة إلى جانبه في المنازعة ضد الخصوم الداخليين. لولا الناصرية لما انهارت السلطة المارونية في لبنان. لم ينشأ في السبعينيات حلف وطني لبناني مع المقاومة الفلسطينية وإنما دخل الفلسطينيون إلى لبنان بالإتفاق مع فئة من اللبنانيين، رغم إعتراض فئة أخرى. بتعبير آخر نحن حيال أزمة وطنية حادة. هل سأل «الثوار» أنفسهم كيف نمارس الديمقراطية حيث لا توجد سلطة وطنية وحيث لا توجد جماعة وطنية. كل ما لدينا «سلطة حراسة» يضطلع بها رعيان يراقبون الناس يمنعون عنهم الوعي والمعرفة حتى لا يبنون وطنا!

(يتبع)

:::::

“الديار”

● ● ●

نعم لمقاطعة البرلمان الصهيوني

د. موفق محادين

يتحمس بعض الفلسطينيين والعرب للمشاركة الفلسطينية في انتخابات “البرلمان الصهيوني” “الكنيست”، ويذهب بعضهم إلى مقارنة هذا الحماس مع المشاركة الفلسطينية في بلدان ما يعرف خطأ ببلدان الشتات العربي..

ويعزز هذا البعض موقفه بجرعات التعاطف مع حنين الزعبي وما تعرضت له مؤخرا.

وتعود هذه المشاركة من عدمها او رفضها الى السنوات الاولى لتشكل كيان العدو الصهيوني، ولا سيما بين بعض العرب في “الحزب الشيوعي الاسرائيلي مثل الأدباء المرحومين، إميل حبيبي وسميح القاسم وتوفيق زياد”، وتيارات أخرى صار من أعمدتها اللاحقة، عزمي بشارة وفريقه، وبين مناضلي حركة أبناء البلد أمثال المرحوم صالح برانسي ومحمد الكناعنة “ابو اسعد” الذين رفضوا هذه المشاركة.

وفيما استند التيار الأول إلى تحسين الوضع السياسي العربي داخل “اسرائيل” استند التيار الثاني إلى أن المشاركة في انتخابات الكنيست واداء قسم الاخلاص لـ “اسرائيل” يضفيان طابعا شرعيا على هذا الاحتلال، ويحصران المعارضة أو النضال الفلسطيني في إطار هذا الكيان، ويوفران له غطاء “فلسطينيا” للتوظيف الدولي والاقليمي.

ولا تزال هذه التجاذبات قائمة حتى اليوم وعلى أساس الاصطفافات القديمة – الجديدة “الشيوعيون وجماعة بشارة” مع المشاركة، والمناضلون المستقلون والشباب وأبناء حركة البلد مع المقاطعة..

ولم تقتصر هذه التجاذبات على الوسط الفلسطيني بل امتدت الى الاوساط السياسية العربية مثل، جنبلاط، والاوساط الاعلامية مثل الجزيرة والعربية..

وما يستحق الاشارة هنا ان حركة ابناء البلد والوسط الفلسطيني الذي يدعمها داخل حدود 1948 تميز بين العمل البلدي والمدني الذي تنخرط فيه، وتناضل من خلاله ، ولا يرتب عليها الاعتراف بشرعية العدو، وبين العمل البرلماني الذي تقاطعه لما يوفره من غطاء وشرعية سياسية للعدو واداء قسم الاخلاص لدولته.

بقي أن نقول وفيما يخص المقارنة بين المشاركة الفلسطينية في البرلمان الصهيوني، وبين المشاركة في برلمانات أخرى وبينها البرلمان الأردني مثلا، فهي مقارنة ظالمة بل ومشبوهة، وهي شأن الكاتب الراحل، إميل حبيبي، لتبرير قبوله جائزة بيغن…

ولا يجوز كذلك تحميل الدروز تبعات أو تداعيات أي موقف درزي آخر، لا لجنبلاط ولا لغيره، يربط بين الحماس للمشاركة في انتخابات البرلمان الصهيوني “الكنيست” وبين سيناريو اسرائيلي قديم – جديد، يدعو لتوسيع “المشاركة الدرزية” في البرلمان الاسرائيلي إلى إقامة برلمان درزي على مستوى المنطقة من لبنان إلى سورية والأردن وفلسطين 1948.

:::::

“العرب اليوم”

● ● ●

 

عادل سمارة: لقاء الميادين عن الانتخابات الصهيونية مع الإعلامية المتميزة ضيا شمس.

الجزء الأول
https://www.youtube.com/watch?v=m9fpYr9plVU

الجزء الثاني
https://www.youtube.com/watch?v=FYk7_JLYrc0

● ● ●

العمليات الاستباقية السورية تسقط الأقنعة والخطط

العميد د. أمين محمد حطيط

لم نكن بحاجة إلى حدث إضافي يثبت المشاركة الإسرائيلية الفاعلة في العدوان الذي يشن على سورية منذ نيف وأربع سنين. فقد كانت إسرائيل ومنذ الأيام الأولى للعدوان شريكا رئيسيا فيه وفي كل خططه بدءا بخطة الإخوان مرورا بخطة الوهابية السعودية وصولا إلى خطة داعش، وقد كان الدور الإسرائيلي في كل مرة يلعب بحجم وشكل يتناسب وطبيعة المرحلة وهوية القائمين على تنفيذها، لكن كانت إسرائيل في كل المراحل السابقة تتخفى خلف أقنعه وقفازات لتتيح القول زورا بان ما يجري في سورية هو ” ثورة”.

ورغم أن المساهمات الميدانية العلنية الإسرائيلية المحدودة كانت بالنسبة للمتابع المحترف كافية للقطع بعمق التدخل الإسرائيلي إلا أن إسرائيل كانت تنجح بإقناع البسطاء حتى والعاديين من الناس  بما تقدمه من تبرير لتدخلها الذي كانت تصفه مرة بانه لمنع نقل السلاح إلى حزب الله ومرة تكسيه لباسا إنسانيا تدعي عبره بدوافعه الإنسانية بما يذكر بخدعة “الجدار الطيب “الذي أقامته في لبنان فاستعملته ظاهرا لتقديم خدمات طبية و لوجستية معيشة ، أما غايته  فكانت إخفاء حقيقة إسرائيل و طبيعتها العدوانية الغاصبة، لفتح طريق التطبيع معها.

أما الآن فيبدو أن إسرائيل كما بقية أركان العدوان على سورية وصلت إلى حقيقة حاسمة مفادها بان الأدوات العاملة في الميدان وصلت إلى حال العجز عن متابعة المواجهة خاصة بعد الاستراتيجية الجديدة التي اعتمدتها سورية في حربها الدفاعية، استراتيجية قامت على العمليات الاستباقية خلافا للمراحل السابقة التي كانت تتم بمنطق الدفاع والتطهير الذي يتوسل أحيانا الهجوم في معرض الدفاع.

ونذكر بان العملية أو الحرب الاستباقية هي العمل العسكري الذي ينفذه أحد الطرفين في الميدان ضد الطرف الآخر بعد أن تكون قد تشكلت لديه قناعة بان هذا الطرف يعد لعمل هجومي ما، فيعاجله بضربة تمنعه من استكمال تحضيرات هجومه، فيجهض خطته قبل أن تكتمل ويمنعه من الوصول إلى ساعة الصفر التي حددها للانطلاق.

وتتطلب العمليات الاستباقية قدرات مميزة خاصة تفوق ما يستلزمه العمل الدفاعي العادي ، أو العمل الهجومي التقليدي، و لذا لا يمكن أن ينفذها إلا طرف يملك القدرة على الوصول إلى ثنايا الميدان و تفاصيله و معرفة ما يدور عليه و ما يحاك فيه  ، ما يعني امتلاك القدرة الاستخبارية الفائقة ، و القدرة العملانية المميزة الكافية لإلحاق التدمير الاجتثاثي بتحضيرات العدو لمنعه من الهجوم الذي يحضر له ، كما تتطلب جهوزية وقدرة تمكن القوى التي نفذت العملية الاستباقية من احتواء ردات الفعل المعادية المحتملة ، وبالتالي لا يقوم بالعمل الاستباقي إلا الطرف الذي يمتلك ثقة عالية باستطلاعه و استخباراته و قواته الهجومية و جهازه الدفاعي أيضا ، أي طرف يثق بتفوقه في الميدان .

ولان سورية، باتت في حربها الدفاعية على ثقة تامة من امتلاكها مستلزمات الحرب أو العمليات الاستباقية كما فصلنا أعلاه، فإنها انطلقت في تنفيذ هذه العمليات بتخطيط ومنهجية علمية خاصة على الجبهة الجنوبية التي كانت تتحضر لإطلاق الخطة الرابعة من العدوان المستندة إلى عمل منسق تشارك فيه مع الإرهابيين كل من الأردن وإسرائيل.

لقد كان للعمليات الاستباقية السورية التي شنت وعلى مرحلتيها منذ نيف وشهر وأدت إلى فصل ريف درعا عن ريف القنيطرة وقطعت الطريق على الإرهابيين باتجاه دمشق كان لهذه العمليات مفاعيل استراتيجية هامة تمثلت كما يبدو بتراجع أردني عن المتابعة العلنية في المهمة، ما قاد وزير الخارجية الأردني إلى إيران في زيارة تحمل في ثناياها ادعاء بالتنصل من العمل العدواني المباشر ضد سورية، كما حملت أميركا على الإقرار بقوة سورية وموقعها وتجنب مواصلة السعي لإسقاط حكومتها كما جاء على لسان مدير أل سي أي إيي.

أما إسرائيل التي تلقت الصفعة القاسية في مزارع شبعا على يد المقاومة فقد رات أن المشروع العدواني ينهار وان محور المقاومة يتقدم ، فقررت  كما يبدو الانخراط اكثر علانية في العدوان وطورت مساهمتها التدريبية والنارية واللوجستية إلى مشاركة مباشرة في قيادة العمليات ، وهنا كان للعمليات الاستباقية السورية دور اخر في الكشف عن الدور الإسرائيلي الميداني هذا عبر استهداف غرفة القيادة الميدانية للإرهابيين في القنيطرة ، حيث تبين أن ضابط إسرائيلي كان يقودها فلاقى حتفه بنيران الطائرات السورية التي قصفت مركز القيادة ذاك فأسقطت القيادة الميدانية مع القناع الإسرائيلي و صمتت إسرائيل .

إن العدو الإسرائيلي الذي يعرف ماذا يعني انطلاق سورية في عمليات استباقية رأى الحاجة لإلقاء ثقله في الميدان والتصرف تصرف الشريك الكامل العضوية في العدوان من اجل:

1) تثبيت الإرهابيين في مواقعهم ورفع معنوياتهم وإشعارهم بأنهم ليسوا متروكين وحدهم

2) ضمان عدم انهيار الجبهة ومنع تقدم الجيش العربي السوري للتماس المباشر مع القوات الإسرائيلية في الجولان المحتل بعد أن انسحبت قوات الاندوف من المنطقة العازلة.

3) كبح جماح المندفعين للتسليم بانتصار سورية ومحورها.

4) التعويض عن الحرب المباشرة التي تخشى إسرائيل الدخول فيها لأنها على قناعة بان اندلاعها لن يكون في مصلحتها.

وبذلك تكون العمليات الاستباقية التي نفذها الجيش العربي السوري قد حققت أغراضا استراتيجية وعملانية كبرى فهي بعد أن أكدت مدى قدرات الجيش وحلفائه ألزمت أميركا بالاعتراف بموقع الحكومة السورية وقوتها وعدم القدرة على تجاوزها وهو إقرار ضمني بالهزيمة وحملت إسرائيل على إسقاط قناعها وفضحت مشاركتها الميدانية في العدوان، فضلا عن أنها أجهضت ما يخطط انطلاقا من الجنوب بقيادة إسرائيلية مباشرة.

● ● ●

بيان مناهضة التطبيع من تونس:

 

تسلم الإرادات الصادقة

لا لكل أشكال التطبيع مع كيان العدو الصهيوني

 

حقق أحرار وحرائر تونس نصرا على درب مقاومة التطبيع مع الكيان الصهيوني باستصدار حكم قضائي بتاريخ الجمعة 13 / 03 / 2015 يمنع رحلتين الى القدس المحتلة كانت “وكالة وليد للأسفار” تعتزم القيام بهما.

وبدعم من عدّة جمعيات مناهضة للتطبيع مع الكيان الصهيوني، قدمت جمعية “قاوم” دعوى قضائية  عدد 49646 لدى المحكمة الابتدائية  بسوسة 1 عن طريق الأستاذة نادية الورغي معرّف وبمشاركة 11 محاميا في فريق الدفاع.

ونحن كجمعيات ومناضلين منخرطين في الحملة الوطنية لتجريم التطبيع وفي المعركة القانونية الحالية، نتوجه بالتحية والشكر للأساتذة الذين تولوا المرافعة ضد التطبيع ولكامل فريق الدفاع المتضامن معهم، وكذلك لهيئة المحكمة.

ولئن مثل هذا الحكم انتصارا لقضيتنا المركزية فلسطين، فهو كسابقة مهمّة في تاريخ القضاء التونسي، يحمل دلالات كبيرة و رسائل مختلفة للعدو وللصديق.

فالذين وقفوا ضد تجريم التطبيع في نص الدستور الجديد واختاروا التخندق مع العدو الصهيوني لن يمروا طالما يوجد في هذا الوطن أحرار وحرائر يدافعون عن عروبة فلسطين وعروبة تونس وعروبة كل شبر من الوطن العربي الكبير، أما المترددون ممن استهوتهم اللعبة السياسية وأوهام الربيع العبري، فقد غابت عن اولوياتهم قضية فلسطين  ومناهضة التطبيع مع كيان الاحتلال الصهيوني، وأضاعوا البوصلة.

كما إننا نعتبر هذا الانتصار محطة على درب مقاومة التطبيع على ان يكون حافزا لكل المناضلين الوطنين لمواصلة النضال وتطويره لقطع دابر التطبيع بجميع أشكاله مع الكيان الصهيوني، والسعي الحثيث لبعث مرصد وطني لمناهضة التطبيع.

عاشت فلسطين حرة عربية / عاشت تونس حرة عربية

المجد والخلود لشهداء الأمة العربية / والخزي والعار للعملاء وللمطبّعين

                              

النصر والعزة للمقاومة العربية

سوسة في 15- 03-2015

اتحاد اصحاب الشهادات المعطلين عن العمل – تنسيقية سوسة / الجمعية التونسية للثقافة العربية.

المنظمة الوطنية لعائلات شهداء و جرحى الثورة التونسية / الجمعية التونسية للإحياء العربي / شخصيات قومية.

الجمعية العربية التونسية لمقاومة الإمبريالية والصهيونية’’ قاوم ‘’ / جمعية مجاز الثقافية التربوية.

اللجنة التونسية لمقاومة الاستعمار ومناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني / طلبة قوميون – جزء سوسة.

______

تابعوا مجلة “كنعان” الفصلية على الرابط التالي:

http://kanaanonline.org/quarterly

 

تابعوا “كنعان اون لاين” Kana’an Online على:

  • ·       “كنعان” بالعربية:

http://kanaanonline.org/ebulletin-ar

  • ·       “كنعان” بالانكليزية:

http://kanaanonline.org/ebulletin-en

  • ·       “فيس بوك” Facebook:

http://www.facebook.com/pages/Kanaan-Online/189869417733076?sk=wall

  • ·       “تويتر” Twitter:

http://twitter.com/#!/kanaanonline

 

  • ·       موقع “كنعان” من عام 2001 الى 2008:

http://www.kanaanonline.org/ebulletin.php

 

اترك تعليقاً