الأرشيفالجاليات والشتات

لماذا تصر بريطانيا على الاحتفال ب”وعد بلفور”….! – نواف الزرو

مرة اخرى، تدافع بريطانيا باصرار عن مضامين”وعد بلفور” الاجرامي رغم مرور اكثر من مئة و اربع سنوات عليه، وجاء ذلك خلال توجيهات تمييزية اصدرها وزير التعليم البريطانيّ غافن إلى المدارس بشأن فلسطين المحتلة، وكشفت صحيفة “مورنينغ ستار” البريطانية، أنّ “مجموعة الحقوق كيج”، التي تتخذ لندن مقراً لها، قد اتهمت ويليامسون بـ”فرض رقابة على النقاش حول فلسطين”، وجاء في دعوى قضائية قدمت ضده إنه يُحاول السيطرة على الجدل حول هذه القضية في المدارس، وبحسب ما ورد في الصحيفة، فقد كتب ويليامسون إلى مديري المدارس في أيار/مايو الماضي، يأمرهم بضمان “الحياد السياسي بشأن الصراع الفلسطيني-(الإسرائيلي)”، على حد تعبيره، رداً على ما وصفه بالزيادة “المقلقة في الحوادث المعادية للسامية” في بعض المدارس، وجاءت مداخلته بعد توبيخ مئات الطلاب لإبداء تضامنهم مع الفلسطينيين رداً على السياسات العدوانية “الاسرائيلية”، كما أفاد تقرير الصحيفة أن “هناك حالات قيل فيها للطلاب أن رفع العلم الفلسطيني يعادل الإرهاب، حيث ادعى أحد المعلمين أن العلم يشبه الصليب المعقوف- وكالات – الأربعاء 04 اغسطس 2021.
تعيدنا هذه الحادثة الى فتح ملف السياسات البريطانية البلفورية ضد الشعب الفلسطيني والامة العربية….!
فمرة تلو اخرى، وسنة وراء سنة، تعلن بريطانيا عن التزامها ب “وعد بلفور” الاجرامي، وتصر على الاحتفال به والدفاع عنه، وجاء ذلك على سبيل المثال خلال مؤتمر صحفي عقدته مندوبة بريطانيا الدائمة لدى الأمم المتحدة، السفيرة كارين بيرس، بالمقر الدائم للأمم المتحدة بنيويورك، بمناسبة تولي بلادها الرئاسة الدورية لأعمال مجلس الأمن لمدة شهر اعتبارا من الجمعة حيث قالت: “ان بريطانيا راضية عن الدور الذي قامت به لمساعدة إسرائيل على الوجود-وكالات-2019/11/2″. وأكدت:”ونحن راضون عن وعد بلفور، الذي ساعد على تأسيس دولة (إسرائيل) ووجودها”.
وفي هذا السياق نذكر ونثبت ان الحكومات البريطانية المتعاقبة على مدى اكثر من مئة زاربعة اعوام عام كاملة لم تتوقف عن دعم وتعزيز المشروع الصهيوني ووجود الدولة الصهيونية، في الوقت الذي لم تتوقف فيه ابدا عن حبك المؤامرات وصناعة الاحداث في المنطقة لصالح تلك الدولة وعلى حساب الامة والعروبة …!.انه نحو قرن كامل من الدعم البريطاني لـ “إسرائيل”…
قد يتساءل البعض: ألم يئن الآوان كي تعترف بريطانيا بمسؤوليتها عن النكبة ومنح فلسطين العربية للمشروع الصهيوني…؟، وقد يقول البعض الآخر: لماذا تتمادى بريطانيا في دعمها السافر لكيان الارهاب والاغتصاب والابرتهايد…؟
تصوروا….
رئيس وزراء بريطانيا الاسبق دافيد كاميرون كان أطل علينا ليعلن امام مؤتمر لقادة اليهود في بريطانيا أنه سيتعاون معهم في إحياء ذكرى وعد بلفور المئوية. وكذلك تيريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا السابقة اطلت علينا لتفتخر بدورها- لدور بلادها في تأسيس “دولة إسرائيل” وتؤكد: “سنحتفل بمناسبة وعد بلفور بكل فخر وهناك المزيد من العمل ينبغي القيام به”، وجاء ذلك في معرض ردها على أسئلة النواب في مجلس العموم البريطاني حيث قالت “نفتخر لدورنا في تأسيس دولة (إسرائيل)”.
فنحن اذن عمليا امام تاريخ من التواطؤ والتآمر والتشارك البريطاني مع الصهيونية، وبانحياز واضح وصريح ووقح لصالح “اسرائيل” وضد الشعب العربي الفلسطيني وحقوقه المشروعه، وعليه نتساءل:
ألا تستحق هذه السياسات البريطانية الاجرامية مع سبق التخطيط والتآمر مراجعة ووقفة عربية –على الاقل من قبل كافة القورى العروبية الحية- -مثلا- جادة تطالب بمحاسبة الحكومات البريطانية…؟، بل ألا تستحق هذه المواقف البريطانية الاجرامية إنتفاضات عربية في كل العواصم العربية تطالب بمحاسبة بريطانيا على سياساتها البلفورية الاجرامية بحق الشعب الفلسطيني….؟!
لماذا تصر بريطانيا على الاحتفال ب”وعد بلفور”….!
*نواف الزرو