من هنا وهناك

مؤتمر” فـتـح ” السابع و الانتحار الذاتي ..!! -عـادل أبو هـاشـم

 

“عباس لا يخفي كراهيته لفـتح وحقده على أبنائها ، ولا يتردد في تدميرها، وما يهمه هو استمرار حال من الجدل والصراع الداخلي في الحركة لشغل الآخرين عن سؤاله عن تعطيله المصالحة… وهو يريد تحميل مسؤولية فشله للآخرين بل ويعمل لتكريس الفصل بين غزة والضفة “. !

“إن هذا المؤتمر المؤامرة جاء لينهي دور فـتح التاريخي في قيادة الحركة الوطنية الفلسطينية المقاوم’ .!”.

” يا مركزية عباس المخصية   يا سفلة .. اقسم بالله العلي العظيم ” لو وضع حذائي على رؤوسكم تاجا لزانكم .. فيما لو جعل حذاء لي من جلد وجوهكم القذره لشانني!”.

” عباس يرهب كل معارضيه ، ولا أحد يقدر على معارضته في فـتح أو  في المجلس الوطني ، فكيف لنا أن نعيد بناء فـتح في مثل هذه الظروف.؟! “.

” عباس يحاول تدمير حركة فـتح وقتل أي أمل في بناء أي نظام للحركة لصالحه الشخصي .!”.

” فـتح المخطوفة بحقد شخصي ومن قبل مجموعة من المطبلين والمصفقين من أصحاب المصالح الشخصية .!! “.

” فـتح اليوم تتنازعها الكثير من الاصطفافات التي لا علاقة لها بنهج الحركة.!”.

” لا يخفى على أحد حالة التردي التي تعيشها حركة فـتح بسبب سياسة الاستلزام والاستفراد والاقصاء التي يمارسها عباس وبقايا اللجنة المركزية العاجـزة .!!”.

” للأسف  تصر قيادة الحركة المتمثلة برئيسها ولجنتها المركزية على تفتيت حركة فـتح ، وبما إنهم استبدلوا المناضلين الاحرار بابنائهم وزوجاتهم ومرافقيهم  .!!”.

”  المؤتمر مفصل وفق سياسة  محمود عباس، ولن يأتي بأناس لهم تاريخ ، وإنما أشخاص يبصمون له ، وكل من يشارك فهو شريك بتدمير فـتح وتقسميها.!”.

”  أشم روائح أكثر سوءا وصراعات بعد المؤتمر السابع لأن الخنزير لم يختار الجينات التي جعلته وسخا نجسا ولكن بعض الناس بإصرار عجيب تشتري هذه الجينات من الخنازير لتزرعها في خلاياها جلبا للكراهية والقذارة والنجسة .!!”.

” لكل فتحاوي تم إقصائه من المؤتمر السابع لحركة فـتح.. ارفعوا صوتكم عاليا في وجه الظلم و الاقصاء وشطب تاريخ المناضلين الذين دفعوا في رأس المال والذين تم استبدالهم بأبناء العائلة والمرافقين والموظفين لكي يكونوا سحيجة وبصيمة جيدين .!”.

” لم نر يوماً أبناء محمود عباس في نفحة أو قلعة الشقيف ، وكثير من الاسماء لم يكن لها بصمة في حركة فـتح .!”.

” المؤتمر السابع للحركة  غير شرعي ومخرجاته لا تمثل أحد، فهو  بـبيت عزاء لفـتح .!”.

مما سبق بعض أقوال قيادات وكوادر من حركة فـتح المقهورين من القيادة  التي لا تمارس تدمير تنظيمهم فحسب، وإنما تمارس الانتحار الذاتي بالسم البطيء .!

بعد نشر كشف بأسماء المشاركين  بالمؤتمر السابع للحركة  ، وو ضع اسمي ياسر و طارق عـباس و زوجات وأطفال و فتيات و أنسباء و أقارب و أحباء و جيران القيادة المتنفذة   في سجل الثوار ، و إقصاء  أعضاء في المجلس الثوري وأسرى ومناضلين وقيادات عمدت مسيرة الحركة بالدماء والتضحيات ، ونواب الحركة  المنتخبين من قبل قواعدهم الشعبية والنضالية ، وتغييب أعضاء في المجلس التشريعي اختارهم الشعب  ليمثلوهم عن  “حركة فـتح ” يتساءل الشارع الفلسطيني :

هل بدلت  “حركة فـتح ” في عهد محمود عباس غزلانها بقرود  من رموز ” التنسيق الأمني المقدس ” مع العدو .؟!

و كيف صمتت الحركة أن تداس كرامة أبنائها من شرذمة قليلة تعبث بمقدراتها من “أحباء صهيون الجدد” الذين فاق حبهم للكيان الإسرائيلي حب جمعية “أحباء صهيون” اليهودية الذين نادوا بالعودة إلى أرض الميعاد..!!

وألم يحن الوقت للشرفاء والمناضلين في الحركة التخلص من هذه الزمرة الفاسدة والمفسدة التي شوهت تاريخ الحركة النضالي من خلال التعلق  ببطاقات كبار الشخصيات التي تسمح لهم بالسهر والمجون في بارات تل أبيب.! والتنقل في جميع أنحاء العالم وشعبهم محتجز في المطارات والمعابر.؟!

ويزداد التساؤل مرارة :

هل  هؤلاء من حركة ” فـتـح ”  التي قادت النضال الفلسطيني على مدى خمسين عامـًا ؟! هذه الحركة التاريخية المناضلة التي قدمت آلاف الشهداء وعشرات آلاف الجرحى والأسرى والمعتقلين على مدار خمسة عقود ونيف، أم  هم من الزمرة التي تآمرت عليها من الداخل، واستغلوا ” فـتـح ”  للحصول على المكاسب والغنائم حتى أضحت الحركة  مشروع استثماري لديهم ،  وجعلوا من شعارها  ” ثورة حتى النصر ” إلى شعار ”  ثورة حتى أخر الشهر ” .؟!

لا أحد ينكر أثار التسوية السياسية على مجالات الحياة الفلسطينية المختلفة ، وظهرت أكثر وضوحاً على حركة ” فـتـح ”  ، فقد قطعت اتفاقية أوسلو وما تبعها من اتفاقيات الخيط الرفيع الذي يربط بين أعضاء الحركة ، والتي يجب علينا الإعتراف بأنها كانت الوعاء الذي احتوى غالبية أبناء الشعب الفلسطيني من مختلف شرائحه وتياراته وأفكاره ، وصنعت علي أكتاف أبنائها المخلصين عبء مرحلة النهوض الفلسطيني والتي ابتدأت أولى مراحله مع قيام ثورته المسلحة في الفاتح من يناير 1965م .

لقد دفعت هذه التسوية بالكثيرين ممن لم يكن لهم تاريخ نضالي عسكري أو سياسي إلى القفز على السطح للانقضاض على كعكة ” فـتح ” وهي التي يمثلها في هذه الحالة أجهزة السلطة الفلسطينية .!!

وأصبحنا نرى أشخاص ــ لم نسمع بأسمائهم في مسيرة الثورة  ــ  يتباهون ويفاخرون ببطولات غير موجودة لديهم ، ولا يعلمون هم أنفسهم شيئاً عنها..!!

كل شخص ينسب إلي نفسه أعمالاً وبطولات وعمليات عسكرية لم يقم بها ، ولم يحلم في يوم من الأيام القيام بها . !!

وظهرت طبقة جديدة من المنتفعين والمتسلقين الذين احتلوا مناصب ليسوا أهلا لها ، وإعتبروا أنفسهم فوق القانون ، وفوق الضوابط والحسابات ، وحجة كل واحد فيهم أنه محرر الأوطان وقاهر الأعداء.!.

وأخذت تتشكل الكتل المتجانسة مصلحياً أو مناطقياً ، وحتى عائلياً وجماعياً “نسبة إلي جماعة أبو فلان وأبو علان” ، وجميعهم لا يربطهم إلا رابط مصلحي يقوم على الفوز بنصيب الأسد من كعكة ” فـتـح ” ، واستغلال أوضاع شعبنا الفلسطيني المناضل تحت يافطات وطنية وثورية مضللة في محاولة لتشويه أرقى وأشرف ظاهرة نضالية لشعب تحت الاحتلال .!

و تنوعت ممارسات القيادة لتدمير  الحركة :

 تارة من خلال  فصل و طرد العديد من القادة و الكوادر و العناصر ونواب في المجلس التشريعي في حملة مستهجنة و غير مسبوقة من قطع رواتبهم  تحت ذربعة ” مناهضتهم للسياسة العامة لدولة فلسطين ” ،   و اتهامهم بتهمة ” التجـنح ”  في أسلوب  غريب عن عادات و تقاليد شعبنا و ثورته في محاربة الناس بقطع أرزاقهم .!

و تارة أخرى من خلال استعمال المال و المنصب  لأضعاف منافسي القائد  في موقع القيادة ، أو كرشوة لنشر  الدسائس و الأتهامات والأشاعات التي تستهدف تحطيم و تدمير و تشويه  كل من لم تلن قناته لمنهجية الولاء الشخصي للقائد .!

أو من خلال قيام القيادة بتشجيع أفراد الحركة على تجاوز التسلسل التنظيمي ، و على الوشاية و النميمة ( من خلال كتابة التقارير مثلا )  إلى أن يصلوا إلى مرحلة الألغاء المباشر للتسلسل التنظيمي ، لتحقيق الهدف الحقيقي من تدمير قاعدة الألتزام بالتسلسل التنظيمي ، و تحويل الكادر من الأنضباط للتنظيم إلى الولاء الشخصي ، و الاستزلام للمسئول . ‍ !  

كل ذلك ساعد على  تدمير لحركة فـتح ، و خلق فراغ و حيرة  ، و دفع الأمور للفوضى ، مما أدى إلى نمو مناخ الأستبداد المتخلف ، المؤدي إلى الفشل المتخلف في جميع قرارات القيادة ، مما دفع بالعناصر  الأدنى ــ في المراتب التنظيمية ــ إلى التطاول على العناصر الأعلى ، حتى وصل الأمر إلى التطاول على القيادة نفسها التي  فقدت هيبتها ، و زال عنه احترامها ، و انهار من تحتها قاعدة طاعة أوامرها ، وتحولت البطانة المتحلقة حولها إلى مجموعة من الوشاة المرتشين ، و المنافقين و السفهاء و الانتهازيين الذين لا كرامة لهم ، و لا عزة لهم ، لا شرف لهم ، و لا أنفة فيهم ، لأنهم بما هم عليه فقد فقدوا عزة النضال ، و أنفة و استقامة المناضل .!   

إن ما تقوم به القيادة المتنفذة في ” حركة فـتـح ” من خلال  الحفل العائلي الذي يطلق عليه ” المؤتمر السابع ”  إنما هو عمل تدميري للتنظيم من جذوره ، وهو أقرب إلى الخيانة منه إلى أي شيء آخر ، إذ لا شيء يخدم المنافس ، أو الخصم ، أو العدو ، أكثر من تدمير التنظيم  ، وما يترتب على ذلك من تدمير صوابية القرار ، كنتيجة حتمية لعدم وضع الشخص المناسب  في المكان المناسب لقدراته ، وتغليب الولاء الشخصي على الكفاءة والخبرة ، والمقدرة ، والولاء للأهداف المقررة ، وللقضية التي من أجلها وجدت ” حركة فـتـح ” .!

 
 
 * 

مؤتمر” فـتـح ” السابع  و الانتحار الذاتي ..!!

  عـادل أبو هـاشـم

 

اترك تعليقاً