الأرشيفوقفة عز

ماجد الشيخ – نضال حمد

موضوعنا لهذا اليوم عن الأخ المرحوم ماجد الشيخ من بلدة صفورية ومخيمنا عين الحلوة، هو أيضاً شقيق للصديقين الشاعر سعيد الشيخ في السويد والصحفي ابراهيم الشيخ في بولندا. كما أنه شقيق للكاتب والأديب سليمان الشيخ، الذي له على الأقل كتابين منشورين عن الفنان الشهيد المبدع ناجي العلي بعنوان “من سيرة حنظة الشجراوي” الذي صدر في نيقوسيا بقبرص سنة 1988 عن دار الشباب للنشر والتوزيع. فيما الآخر عن الشهيد غسان كنفاني بعنوان “ما لم يعرف من أدب غسان كنفاني” صدر سنة 1986.
ولد ماجد الشيخ سنة 1954 لعائلة فلسطينية، صفورية، مناضلة في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين قرب مدينة صيدا العريقة عاصمة الجنوب اللبناني. يصح القول أنه ابن القلاع، قلعة صفورية قضاء الناصرة في الداخل الفلسطيني المحتل وقلعتا صيدا اللبنانية، البحرية والبرية، حيث كبر وشب وترعرع وأصبح مناضلاً وكاتباً واعلامياً وشاعراً.
تلقى تعليمه الابتدائي والتكميلي في مدارس وكالة الغوث للاجئين الفلسطينيين – الإنروا- وكان من الأجيال الفلسطينية الأولى التي تلقت التعليم في تلك المدارس. هذا وعرف عنه حماسة للانخراط في الث>>ور>>ة الفلسطينية المعاصرة، فألتحق في صفوفها مبكراً..
يقول شقيقه الأصغر ابراهيم الذي درس الصحافة في جامعات بولندا، أن ماجداً في مناسبات عديدة ترك المدرسة والتحق مع الث>>وار في مواقعهم المتقدمة بالجنوب اللبناني وبالذات في قطاع العرقوب. حدثني ابراهيم عن شقيقه ماجد وكيف أن والده ذات مرة من المرات ذهب لإرجاعه الى المدرسة والتقى هناك مع القائد الشهيد أبو Ali إياد، الذي قال للوالد: “إذا إبنك وأبناء الآخرين لم يلتحقوا في هذه الثورة فمن سيرجع فلسطين”.. مع كل الاحترام للقائد الشهيد الفذ أبوعلي إياد فأنا لا أؤيده فيما ذهب إليه، وفيما سمعه منه والد الراحل ماجد الشيخ. فقد كان من الأفضل للفصائل أن لا تقبل الشبيبة دون سن الثامنة عشرة والذين كانوا يتركون مقاعد الدراسة ويلتحقون بالقواعد. أقول هذا وأنا واحد من أولائك الفتية والشبان الذين التحقوا بالثورة وتركوا مقاعد المدرسة بشكل متقطع في نفس سن المرحوم ماجد، حيث كان لي من العمر 15 عاماً. ذهب والدي خلفي الى مواقع عديدة في الجنوب اللبناني لإعادتي إلى البيت والمدرسة وكان يسمع من غالبية المسؤولين نفس كلام القائد الشهيد أبو ع اياد.أما مني أنا فقد سمع كلاماً كثيراً لم يعجبه كان ينم عن جهلي وإصراري على المضي قدماً في الطريق الذي إخترته كما ماجد. كنت أعود الى المدرسة وبعد فترة أرجع الى المواقع.. وهكذا دواليك مما أثر على تعليمي. كنا صغاراً ولم نكن ندري ما هو الأفضل ولم نستطع التمييز بين ما كان دقيقاً وما كان أدق منه ولا ما بين الصحيح والأصح.
هناك عم للمرحوم ماجد الشيخ هو الشهيد أحمد الشيخ “أبو رضوان” الذي استشهد في الجنوب اللبناني. حيث نفذ عملية فدائية ضد الاحتلال في منطقة تعرف ببركة ريشة. كما كان لماجد أخاً أكبر منه يدعى سليمان الشيخ، عمل في الكويت في مجال التمريض ومن ثم انتقل الى العمل في الصحافة الكويتية. وسليمان كاتب موهوب وله مؤلفات عديدة كما حال شقيقه الشاعر سعيد الذي له كتب ومؤلفات عديدة في الرواية والقصىة والشعر.
سافر ماجد الى الكويت للعمل فيها بناءً على رغبة شقيقه في منتصف السبعينات وكان معروفاً عنه ميله للكتابة وحب المطالعة. في الكويت عمل في مجلة الطليعة اليسارية التي سبقه للعمل فيها مجموعة من الكتاب والأدباء والاعلاميين والفنانيين الفلسطينين منهم غسان كنفاني وناجي العلي نجما وشهيدا فلسطين الأبرز وربما كذلك ابن مخيمنا الاعلامي الراحل الكبير صالح خريبي – أبو خلدون- الذي كان أحد أهم الصحفيين العرب على الاطلاق.
نشر ماجد مقالاته وتقاريره في صحيفة “الطليعة” وبالإضافة لكتاباته السياسية كان أصدر ديواناً شعرياً. كما انه عمل مخرجاً فنياً في تلك الجريدة. حيث كتب ونشر المقالات أيضاً في جريدة “السياسة الكويتية”.
في عام 1986 تم اغلاق جريدة الطليعة لأفكارها اليسارية واضطر ماجد الشيخ للانتقال الى قبرص والإقامة هناك لعدة سنوات حيث انضم إلى حزب العمال الشيوعي الفلسطيني، الذي كان يقوده الرفيق والصديق د عبد الرحمن البرقاوي، الذي سبق له وعمل طبيباً في عيادة تابعة ل “ج ت ف” في حي السبيل ببيروت، حيث كان مقر الأمانة العامة للجبهة وقائدها الشهيد طلعت يعقوب… اعتقد أن الدكتور البرقاوي يعيش الآن في غزة.
أما المرحوم ماجد الشيخ بحسب شقيقه ابراهيم فقد كان عضواً في اللجنة المركزية للحزب المذكور. وترأس هيئة تحرير جريدة الحزب وكان أيضاً مخرجها الفني. في بداية التسعينات انتقل الى العيش في لبنان وبدء الكتابة ومراسلة عدة صحف، حيث كتب في جريدة الحياة، وأخيراً كان يكتب وينشر مقالاته السياسية في جريدة العربي الجديد.
قبل وفاته عانى مع المرض وكان يعاني من مشاكل في القلب ومن مرض السكري إلى أن وافته المنية في 27 كانون الثاني من عام 2022.. فقد تغلب عليه المرض ووضع حداً لحياته في مستشفى الهمشري قرب مخيم عين الحلوة حيث ولد بعد النكبة بست سنوات.نضال حمد
28-12-2022