الأرشيفعربي وعالمي

ما بين قناة العربية ومشروع قانون أمام الكونغرس الأمريكي خطان متقاطعان – مي أحمد شهابي

ما بين قناة العربية ومشروع قانون أمام الكونغرس الأمريكي خطان متقاطعان
بقلم: مي أحمد شهابي

على موقع قناة العربية هناك مقال صدر أمس موقع باسم كاتب سعودي وباسم غير حقيقي، يطرح فيه الكاتب مشروعاً لحل القضية الفلسطينية دون أن يسميه مشروعاً، يتحدث فيه عن الصعوبات التي يعانيها الفلسطينيون، والتي يرى الكاتب أن قلة قليلة من المتطرفين تنتهجها. ويعني بذلك حركات المقاومة الفلسطينية الشعبية والفلسطينية، والتي برأيه ليست ذات جدوى بفعل الاختلال الكبير في ميزان القوى ما بين الكيان الصهيوني والشعب الفلسطيني. وأن استمرار هذا الأمر لم يعد ممكناً. وهو ما يتطلب إيجاد الحل للشعب الفلسطيني خارج فلسطين عبر إقامة ما يسميه المملكة الفلسطينية الهاشمية. وأن هذا ينبغي أن يحظى بالقبول الفلسطيني. وإلا فإن ما يسمى (بإسرائيل) ستسعى لفرضه عبر ترانسفير يؤدي لترحيل أعداد كبيرة من سكان الضفة الفلسطينية إلى الأردن. ويضيف على ذلك أن الأردن يعاني من مشكلات اقتصادية كبيرة باتت تطال القسم الأكبر من الشعب الأردني لا حل مرئي لها. لا بل أنها ستتفاقم لاسيما أن العديد من الدول التي كانت توفر مثل هذه المساعدات مشغولة بهمومها الاقتصادية في ظل استمرار الحرب علي أوكرانيا واستمرار تدفق اللاجئين الأوكرانيين، إضافة إلى أزمة الطاقة والمواد الغذائية المتفاقمة نتيجة لهذه الحرب. وبالتالي لا مفر أمام الأردن سوى هذا الحل للخروج من أوضاعه الاقتصادية المتفاقمة.
الطريف في الموضوع أو بالأحرى المأساوي. أن هذا الكاتب المجهول الذي تتبناه قناة العربية لا يدري أو يدري ويتجاهل أن ما يطرحه قد دأب الاحتلال الصهيوني على طرحه على مدى سنوات عبر ما سمي (الوطن البديل). وهو مرفوض جملة وتفصيلاً من كلا الشعبين الأردني والفلسطيني. ويعتبرونه حل قائم على حرمان الشعب الفلسطيني من وطنه، وإنهاء قضية اللاجئين. وبالمقابل يتنافى مع مصلحة الشعب الأردني. لهذا لم نرى ولم نسمع بالمطلق من أي فلسطيني أو أردني أو أي مسؤول فيهما إلا ودحض ورفض هذا المشروع جملة وتفصيلاً.
ولكن هل هناك صلة تربط ما بين هذا المقال والمشروع المطروح أمام الكونغرس الأمريكي والذي مفاده دمج القوى الجوية لدول عربية خليجية مع الأردن والكيان الصهيوني، هدفها غير المعلن أو المعلن تشكيل قوة جوية ضاربة في مواجهة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، انطلاقاً من السياسة التي تروج لها دول التطبيع، ومفادها أن الخطر الحقيقي على دول المنطقة.. هي إيران وليس الكيان الصهيوني. وهو ما يقتضي نتيجة لهذا التحليل إعادة اختراع المشروع الصهيوني لمقولة الوطن البديل.
ترى هل تعتقد قناة العربية ومن يقف خلفها أن كاتباً تافهاً مثل ذاك الذي كتب المقال يمكنه أن يقرر رسم الخرائط الجديدة للشرق الأوسط وحل القضية الفلسطينية، عبر حل فشلت دولة الكيان على مدى عشرات السنين من تطبيقه في ظل وجود شعب مقاوم ومناضل، تمكن في العام الماضي من تعطيل لميزان القوى المختل لصالح العدو الصهيوني، في معركة سيف القدس، ألم يرى كيف أدى اغتيال الشهيدة شيرين أبو عاقلة التأكيد أن دولة الكيان وبعد أكثر من خمسة عقود على احتلال القدس لم تتمكن من منع تشييع الشهيدة من سكان القدس، واضطر إلى إنزال آلاف الجنود لحماية مستوطنيه في مسيرة الأعلام الصهيونية في شهر رمضان. لن نتولى سرد العديد من الشواهد اليومية على مقاومة الشعب الفلسطيني على أرضهم، حتى طرد الاحتلال، وإقامة دولته على أرضه وعودة لاجئيه إلى ديارهم. من لا يرى فهو أعمى ومن يرى ويطرح مثل هذه المشاريع، فهو عميل هو ومن يقف من وراءه. ولن يكون مصيرهم إلا في مزابل التاريخ. في حين أن هذا التاريخ سيكتب بأحرف من ذهب قصص الشعوب العربية المقاومة دفاعاً عن أوطانها وشعوبها.

  • المقالات المنشورة تعبر عن رأي كُتابها وليس بالضرورة عن رأي موقع الصفصاف.