الأرشيفوقفة عز

مدينة طليطلة الإسبانية.. شكراً جمال حلاوة – نضال حمد

سنة 2010 في شهر النكبة الفلسطينية، أيار التشرد واللجوء والاصرار على التحرير والعودة، وبعد الانتهاء من ندوة عن فلسطين في جامعة مدريد وبقسم العلوم السياسية، جمعتني مع المستشرق الكبير بدرو مارتينيث والدكتورة ماريا دياز استاذة العلوم السياسية في جامعة مدريد، والصديق أبو لؤي جمال حلاوة. توجهت مع الأخير من مدريد الى طليطلة لقضاء ليلة في ضيافته مشكوراً. وبعد طنجرة مقلوبة لم أشاهد مثلها دقة وجمالا وطعماً ذهبنا لمشاهدة بعض معالم المدينة بشكل سريع. لم يكن هناك للأسف وقت للسياحة. بصراحة لغاية اليوم لازلت نادماً على ذلك وأفكر دائما بالعودة الى صديقي جمال والى طليطلة لمعرفتها ومشاهدتها بدقة. لكن الآن ومع كورونا أصبح الأمر مستحيلاً.

تقع مدينة طليطلة وسط اسبانيا على مسافة تبعد أكثر من 75 كلم عن العاصمة مدريد. شيدت على مرتفع جبلي تحيط به الأودية والمياه من ثلاث جهات. فأصبحت منطقة آمنة وحصينة على من يفكر في غزوها. وتعتبر طليطلة عاصمة اقليم توليدو “طليطلة” الاسباني ومنطقة “كاستيا لا منتشا”. وواحدة من المدن الاسبانية التي ترك فيها المسلمون فنونهم وعمرانهم وآثارهم كذلك مساجدهم ودورهم وأحيائهم وقلاعهم. فمن السهل أن تشعر بالجو العربي الاسلامي والأندلسي القديم حين تتجول في المدينة، التي تعبق منها ريحة التاريخ العظيم لدولة الأندلس الحضارية العظيمة.

طليطلة من المدن القديمة التي تأسست في زمن الإغريق وأزدهرت وعمرت في عهد الرومان. حرص الرومان على احاطتها باسوار تحصيناً لها ومواجهة للغزاة.  كما أقاموا فيها المسرح والجسر العظيم. أما ذروة تلك المدينة الباهرة والساحرة فقد كانت في عصر الخلافة الإسلامية، حيث إزدادت إزدهاراً وسحراً وجمالا وعمراناً ومكانةً فغدت مزيجاً من الفن والعلم والعمران والجمال.

شهدت طليطلة كما كل الاندلس سنوات طويلة جداً من التعايش بين سكانها في ظل الحكم الاسلامي. حيث كان المسلمون والمسيحيون واليهود يعيشون في كنف تلك الدولة الحضارية. كما كانت قصور حكام الاندلس تعج بالوزراء والمستشارين اليهود. فيما جامعات الاندلس كانت مفتوحة أمام كل طلاب العلم من كل دول العالم.

بقيت طليطلة مدينة للتسامح والتعايش المشترك الى أن سقطت الدولة الاسلامية في الاندلس وانتشرت محاكم التفتيش المسيحية الجهنمية في ذلك الوقت. التي نكلت بالمسلمين وباليهود وأجبرتهم على الفرار الى المغرب العربي أو الموت أو اعتناق الديانة المسيحية. ومنذ ذلك الوقت ماعادت تسمى بمدينة التسامح والتعايش.

تنتشر في المدينة النصب التذكارية والتخليدية وعند مدخل المدينة أول ما يشاهده الانسان نصباً تذكارياً لفارس أو لشاعر اسباني معروف نسيت اسمه. بعد أن تدخل من بوابة المدينة القديمة تجد أسواقاً مزدحمة بالناس وبالزوار. وتلفت انتباهك طبيعة وأشكال المباني هناك. للأسف لم يحالفني الحظ بالسير فوق الجسر والدخول الى القلاع على التل المرتفع لأسباب صحية،  لأن السير كل تلك المسافة كان أمراً مستحيلاً بالنسبة لي.

في طليطلة هناك مسجد “باب المردوم” أو مسجد “نور المسيح” وهو من أقدم معالم المدينة، وقد تم بناؤه من قبل المسلمين في نهاية القرن العاشر الميلادي، لكن محاكم التفتيش حولته فيما بعد، في نهاية القرن الحادي عشر إلى كنيسة صارت تسمى “نور المسيح”. في نفس المنطقة تقريباً هناك مسجد تورنيرياس الذي أصبح كنيسة تورنيرياس. هذا البناء الذي يعود الى العهد القوطي والقرن الحادي عشر للميلاد .

أتذكر أن مبنى محطة القطارات أو الباصات في طليطلة مبنى ساحر وجميل جدا ومشيد كعمارة اسلامية يجذب الناس اليه لأنه فائق الجمال. جدير بالذكر أن مدينة طليطلة منذ سنة 1986 مدرجة على قائمة التراث العالمي للاونيسكو.

معلومات اضافية من موقع المعرفة:

طليطلة (بالإسبانية:Toledo ؛ لاتينية: Toletum)، مدينة إسبانية عرفت باسم طليطلة أيام الحكم الإسلامي لإسبانيا. وهي عاصمة مقاطعة طليطلة و منطقة كاستيا لا منتشا في وسط إسبانيا . يبلغ عدد سكانها حوالي 73,000 نسمة. تقع على بعد 75 كيلو متر من مدريد العاصمة الأسبانية. وتقع على مرتفع منيع تحيط به أودية عميقة وأجراف عميقة، تتدفق فيها مياه نهر تاجة. ويحيط وادي تاجة بطليطلة من ثلاث جهات مساهما بذلك في حصانتها ومنعتها. اشتهرت أيام الحكم الإسلامي لإسبانيا. حيث كانت مدينة أندلسية عريقة في القدم. اسم طليطلة تعريب للاسم اللاتيني “توليدوث” (Tholedoth) وكان العرب يسمون طليطلة “مدينة الملوك” لأنها كانت دار مملكة القوط ومقر ملوكهم.

Toledo

(łac.: Toletum, arab.: طليطلة Ṭulayṭulah) – miasto w środkowej Hiszpanii (ok. 70 km na południe od Madrytu), ok. 83 tys. mieszk. (2011) i pow. 232,1 km². Leży na wzgórzu w zakolu rzeki Tag. Stolica wspólnoty autonomicznej Kastylia-La Mancha i prowincji Toledo. Ośrodek przemysłu lekkiego, spożywczego i rzemiosła artystycznego. Znany ośrodek turystyczny, kultu religijnego – siedziba prymasów Hiszpanii. Jeden z najcenniejszych klejnotów hiszpańskiej architektury. Wielu znanych ludzi i artystów urodziło się lub mieszkało w Toledo, m.in. Al-Zarkali, Garcilaso de la Vega, Eleonora z Toledo, Alfons X Mądry i El Greco.

Do 1561 Toledo było stolicą Królestwa Kastylii.

مدينة طليطلة الإسبانية.. شكراً جمال حلاوة – نضال حمد

ألبوم الصور المرفق تصوير موقع الصفصاف