من هنا وهناك

مرتزقة أمريكا ومسمار جحا

حمدان الضميري – بلجيكا :

في طفولتنا سمعنا كثيرا عن تلك الخرافة المسلية والتي سميت بمسمار جحا , نجد في ثقافات الشعوب الأخرى شخصيات فكاهية انتشرت حولها الكثير من القصص والحكايات المسلية وخاصت للأطفال, وهذا طبيعي في الثقافات المنقولة على وسع مساحة الكرة الأرضية, ألولايات المتحدة الأمريكية تعيد صياغة مسمار جحا لكن هذه المرة بصيغة الخطط السياسية

الولايات المتحدة وحتى اشعار اخر هي دولة عظمى عليها كما على غيرها يقع واجب المحافظة على الأمن والسلم العالميين, المشكلة في هذه الدولة العظمى أنها أول واكثر من يخترق قواعد القانون الدولي والأعراف الدولية, وأولها احترام سيادة الدول في اطار حدود معروفة ومعترف بها دوليا , بصياغة أخرى ألولايات المتحدة كدولة عظمى تدير الامور وفق عقلية حاميها حراميها

أعلنت أمريكا للعلن وبدون مواربة أنها بدأت منذ فترة تدريب وتسليح مجموعات من المعارضة السورية أطلقت عليهم اسم المعارضة المعتدلة , وقامت برصد الميزانيات لتحقيق هذا الهدف, لكنها اصطدمت بحقيقة مرة, وهي أنه لم يتقدم الا العشرات للانخراط ببرنامجها سالف الذكر, وقد تم ذكر عدد  ستين متطوعا  وهذا رغم كل المغريات .

رغم فشل مشروعها تصر الولايات المتحدة عليه وتقرر الذهاب لأبعد من ذلك بإعلانها أنها ستقوم باستخدام القوة الجوية لحماية هؤلاء المسلحين بعد دخولهم الأراضي السورية والتي تخضع وفق القانون الدولي لسيادة دولة عضو في الأمم المتحدة حتى يأتينا عكس ذلك, وقرار حماية هؤلاء المسلحين يذهب لدرجة توجيه الضربات الجوية لقطاعات الجيش السوري والذي يدافع وفق قواعد القانون الدولي عن سيادة بلاده في وجه المجموعات المسلحة وان تنوعت مسمياتها

اذا أمريكا لها في سوريا مسمار جحا وهم مرتزقها من المسلحين حتى لو كان عددهم بالعشرات , ووجودهم على الأراضي السورية يمنحها حق الدفاع عنهم ومن لا يعجبه هذا المنطق فاليشرب ماء البحر المتوسط  كما كان يقول المرحوم ياسر عرفات موجها كلامه للإسرائيليين

أمريكا تتخبط في سياساتها وتتصرف مثل قراصين البحار في الزمان الغابر , تحصد الفشل تلو الفشل , فأمريكا اللاتينية أصبحت في غالبيتها خارج حديقتها الخلفية, مشروعها العراقي لم تعد تمسك الا بالقليل من أوراقه, اما ملف ايران النووي فقد أجبرت وعلى مضض باتفاق يميل أكثر لصالح الطلبات الإيرانية, ناهيك عن عجزها الكبير في إساءة إدارة الملف الفلسطيني الإسرائيلي, وأخيرا الفشل الصارخ في إدارة الملف السوري رغم استعمالها للعديد من الخيارات واولها الخيار العسكري عبر المجموعات المسلحة وعبر امساكها بمعارضات الخارج وان لم تكن ممولها الوحيد

مسار التطورات على الساحة السورية تأشر على فشل اسقاط النظام عبر المجموعات المسلحة, فميدانيا تسير المواجهات لصالح الاستراتيجية التي يحددها الجيش السوري وحلفاءه, اما المسلحين المعتدلين جدا كما تسميهم الإدارة الامريكية فعليهم مواجهة المجموعات التكفيرية والتي تسيطر على نقاط عبورهم من الحدود التركية قبل ملاقاتهم لوحدات الجيش السوري

حمدان الضميري

ناشط فلسطيني ببلجيكا

اترك تعليقاً