الأرشيففلسطين

مصيرالصهيونية و(إسرا ئيل) إلى الزوال – د. غازي حسين

الصهيونية أيديولوجية وحركة عالمية منظمة استعمارية وعنصرية وإرهابية، وظّفت الأكاذيب والأطماع والخرافات والأساطير التي رسّخها كتبة التوراة والتلمود بمساعدة الدول الاستعمارية لإقامة “إسرائيل” في فلسطين، وبالتالي اعتمدت الصهيونية والدول الاستعمارية على الديانة اليهودية لإقامة الدولة اليهودية في فلسطين العربية.

فالمشروع الصهيوني مشروع استعمار استيطاني شيطاني استخدم الدين اليهودي ودعم دول اوروبا الاستعمارية وامريكا لإقامة “إسرائيل” في فلسطين العربية قلب الوطن العربي وكأكبر غيتو يهودي استعماري عنصري وإرهابي في قلب المنطقة العربية والإسلامية، وكحليف للدول الاستعمارية ومركز الصهيونية العالمية للهيمنة على بلدان الشرق الأوسط كقدمة للهيمنة الصهيونية على العالم.

والأيديولوجية الصهيونية أيديولوجية عنصرية إستعمارية إرهابية إجلائية إحلالية غربية نشأت في أوروبا لحل المسألة اليهودية فيها على حساب حقوق الشعب العربي الفلسطيني والحقوق الوطنية والدينية للعرب من مسلمين ومسيحيين وجميع المسلمين في العالم وفي فلسطين العربية، وتبنّت الفكر العنصري والاستعماري الأوروبي وبشكل خاص فكر الفيلسوف الألماني فريدرش نيتشه، واستبدل الزعيم الصهيوني آحاد عام الآري في نظرية نيتشه العنصرية باليهودي الذي خُلق العالم ومافيه من أجله كما يعتقد اليهود والمسيحيون الصهاينة من أمثال ريغان وبوش وترامب.

تعهّد المؤسسون الصهاينة خدمة مخططات ومصالح الاستعمار البريطاني والإمبريالية الأمريكية في الوطن العربي، وقرر المؤتمر الصهيوني الأول في بازل بسويسرا عام 1897بتهجير اليهود  من أوروبا الشرقية الى فلسطين العربية وترحيل الفلسطينيين منها وتوطين اليهود فيها بإقامة المستعمرات اليهودية على أنقاض المدن والبلدات والقرى الفلسطينية، فالصهيونية فكرة استعمارية غربية قامت بنقل كتلة بشرية على أساس ديني عنصري استعماري من أوروبا لتخليص الشعوب الأوروبية من دسائسهم ومؤامراتهم وشرورهم والحلول محل الفلسطينيين سكان فلسطين الأصليين وأصحابها الشرعيين باستخدام الهجرة والاستيطان اليهودي والترحيل والقوة ورشوة الأمراء والملوك والرؤساء في المنطقة وفي بقية البلدان في العالم.

وهي أيديولوجية وحركة وكيان استعمار استيطاني إحلالي وإجلائي وعدواني، واستولت “إسرائيل” على فلسطين التاريخية التي كانت تعرف بسورية الجنوبية وجزء لا يتجزأ من سورية الأم وبلاد الشام، وصادرت بمساعدة الانتداب البريطاني وهزيمة الدول العربية في حربي 1948 و 1967 الأراضي والمنازل الفلسطينية، وأحلّت المهاجرين اليهود محلّهم بدعم من الدول الغربية وحكومة ألمانيا النازية بموجب اتفاقية هافارا الموقّعة عام 1934 بموافقة هتلر لتنظيف ألمانيا وأوروبا من اليهود وتهجيرهم فقط إلى فلسطين العربية.

وارتكبت العصابات اليهودية الإرهابية المسلحة التي درّبتها دول أوروبا الاستعمارية وأشركتها في الحربين العالميتين الأولى والثانية المذابح الجماعية والترحيل القسري و/74/ مجزرة أفظع من مجزرة دير ياسين في الفترة الواقعة من بداية عام 1948 وحتى 15 أيار 1948.

وأقامت الصهيونية في15أيار 1948 “إسرائيل” في فلسطين العربية كدولة يهودية استعمارية عنصرية إرهابية لتهويد القدس وفلسطين للهيمنة على البلدان العربية من النيل إلى الفرات وبلدان الشرق الأوسط الكبير كمقدمة لهيمنة اليهود على العالم.

ومن سمات “إسرائيل”:

  • أولاً : إحلال اليهود الاشكناز محل العنصر الأصلي المحلي وهو العربي الفلسطيني.

  • ثانيـاً: توظيف “إسرائيل” لخدمة مصالح ومخططات الدول الغربية في البلدان العربية.

  • ثالثــاً: عملت بريطانيا الدولة المنتدبة على فلسطين بالسماح للوكالة اليهودية في فلسطين من إقامة مؤسساتها بحيث أصبحت حكومة داخل حكومة الانتداب البريطاني.

  • رابعـاً:تولّت بريطانيا وألمانيا النازية والولايات المتحدة تهجير اليهود إلى فلسطين وتحقيق وعد بلفور المشؤوم وتقسيم فلسطين وحماية وتقوية ودعم “إسرائيل” وحروبها العدوانية، وفتحت الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانية النازية أبواب فلسطين ومعابر غير شرعية على مصراعيها لهجرة اليهود إليها.وتعاونت الصهيونية مع المانيا النازية واستغلت جرائمها ضد اليهود غير الصهاينة وبالغت فيها لاقامة “اسرائيل” وتقويتها.

فالدول الغربية لعبت الدور المحوري في تقرير كامبل واتفاقية سايكس_بيكو ومؤتمر الصلح في فرساي ومؤتمر الحلفاء في سان ريمو ونظام الانتداب البريطاني واتفاقية هافارا مع النازية، وقرار التقسيم وتأسيس إسرائيل والدفاع عنها وتقويتها والاشتراك في حروبها العدوانية والدفاع عن احتلالها للأراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية داخل الأمم المتحدة وخارجها، والاشتراك في حروبها ضد البلدان العربية وتزويدها بجميع أسلحة الدمار الشامل النووي والكيماوي والبيولوجي.

غزا التتار بلاد الشام وأقاموا فيها دولاً عاشت ثم اندثرت وزالت وعادت الأرض إلى أصحابها، واحتل الصليبيون باسم الدين مدينة القدس حوالي مئة سنة وحررها صلاح الدين الأيوبي من الغزاة الفرنجة الذين أرسلهم بابا الفاتيكان لاحتلال القدس التي أسسها العرب قبل ظهور اليهوديةوالمسيحية والإسلام، وحررها رجال الصحابة من الغزاة الرومان.

حاولت “إسرائيل” استغلال حروبها العدوانية وممارساتها للاستعمار الاستيطاني والعنصرية والإرهاب كسياسة رسمية للحيلولة دون تحقيق العدالة والسلام الشامل، فالسلام الدائم والشامل هو الذي يقوم على مبادئ الحق والعدالة واجتثاث جذور الاستعمار والعنصرية والكراهية والقتل والدمار والاحتلال الذي سببته اليهودية العالمية والدول الاستعمارية باغتصاب فلسطين وترحيل شعبها وتهويدها بما فيها القدس بشطريها المحتلين.

ويتهم قادة الإرهاب الصهيوني الذي رسّخه كتبة التوراة والتلمود والمؤسسون الصهاينة والإرهاب الوهابي والتكفيري المتطرّف والذي تبنّته المملكة السعودية ونشرته في العالم  حركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية وبشكل خاص حزب الله بالإرهاب. ويقيمون التحالف الجديد بين “إسرائيل” ومملكة آل سعود وبقية دول الخليج لتوجيهه ضد حركات المقاومة ومواجهة إيران وضد الحكومات الوطنية، ونصّبوا الرئيس المتصهين ترامب أميراً للمؤمنين على /54/ دولة إسلامية في قمم الرياض الثلاث التي عقدها محمد بن سلمان لخدمة المخططات الأمريكية والصهيونية حمايةً للعرش السعودي المهترئ، فمكافحة الإرهاب تتعارض مع مصالح الدول الغربية والإقليمية مما أدّى إلى فشل الجهود الإقليمية والدولية وانتصار الجهود التي بذلتها وتبذلها سورية والعراق وإيران وروسيا وحزب الله، ولم تكن الدول الغربية صادقة في مكافحتها للإرهاب التكفيري بل وظّفته في خدمة المصالح والمخططات الامريكية و”الاسرائيلية” وفي الوقت نفسه دعمت وتدعم ولا تزال تدعم الإرهاب الصهيوني.

نجح محور المقاومة في مواجهة المجموعات الإرهابية الوهابية والتكفيرية الأخرى فكرياً وسياسياً وميدانياً، وسحب شعار مكافحة الإرهاب من أيدي الدول الغربية التي وظّفته لخدمة مصالحها ومخططاتها .

وقام الإعلام الغربي والخليجي وإعلام الدول العربية التي وقّعت اتفاقات الذل والإذعان في كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربه الذي تهيمن عليه اليهودية العالمية بدمغ مقاومة الشعب العربي الفلسطيني واللبناني لاغتصاب الأرض والمياه والاحتلال والضم ومصادرة الأراضي الفلسطينية بالإرهاب لإضعاف المقاومة كمقدمة لفرض الحل “الإسرائيلي” لقضية فلسطين من خلال مبادرة ترامب التي شارك في وضعها الفاشي والكذّاب نتنياهو ووافق عليها المتأمرك والمتصهين ومجرم الحرب في سورية واليمن محمد بن سلمان  ومحمد بن زايد لإرضاء ترامب والصهيونية العالمية على حساب حقوق الشعب العربي الفلسطيني في وطنه فلسطين العربية.

وانطلاقاً من الرواية الرسمية التي أعلنتها الإدارة الأمريكية واتهمت فيها بن لادن زعيم تنظيم القاعدة التي أسستها المخابرات المركزية لمحاربة الجيش السوفياتي في أفغانستان بالشباب المسلم وبتمويل السعودية أعلن بن لادن وتنظيم القاعدة أنّ الانحياز الأمريكي الأعمى “لإسرائيل” هو الذي دفعه لارتكاب  تفجيرات 11 أيلول والتي استغلتها إدارة بوش لشن الحرب الصليبية على العرب والمسلمين ولهيمنة الولايات المتحدة القطب الواحد على العالم.

ومن هنا يستنتج المرء خطورة الظلم الفادح الذي أنزلته “إسرائيل” وأمريكا بالشعب الفلسطيني وفقدان السلام العادل واستمرار النكبة والتطهير العرقي لإقامة أكبر غيتو يهودي استعماري وعنصري وإرهابي في قلب البلدان العربية والإسلامية، وبدعم وقيادة المتصهين ترامب الذي نصّبته المملكة السعودية في قمم الرياض الثلاثة أميناً للمؤمنين في أواخر أيار عام 2017 لتصفية قضية فلسطين وإضعاف حركات المقاومة ومواجهة محور المقاومة وانتقال “إسرائيل” من مرحلة الاستعمار الاستيطاني في فلسطين إلى الكولونيا لية في البلدان العربية والإسلامية.

إنّ مقاومة الاحتلال والاستعمار بنوعيه القديم والجديد وخاصة الاستعمار الاستيطاني اليهودي العنصري والإرهابي وممارسة حق تقرير المصير والاستقلال الوطني والسيادة لجميع الشعوب والأمم كبيرها وصغيرها كما تنص عليه ديباجة ميثاق الأمم المتحدة لقلع الاحتلال والعنصرية أعمال قانونية وشرعية وتدعمها الشرائع السماوية والقوانين الوضعية والعهود والمواثيق الدولية لتحقيق السلام العادل والقضاء على القهر والظلم والكراهية والاضطهاد والاستبداد وتعزيز حقوق الإنسان والمواطنة، فالسلام القائم على العدل والإنصاف وحق الشعوب والأمم في السيادة الوطنية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية هو الرد الطبيعي والعملي والعلمي على التحدّيات التي يواجهها السلام العالمي ومكافحة الإرهاب، والإرهاب الصهيوني والتكفيري.

أثبت التاريخ البشري أن مصير الأيديولوجيات والأنظمة التي نشرت الاستعمار والعنصرية والفاشية والإرهاب الدولي والإقليمي إلى الزوال. زالت النازية في ألمانيا والفاشية في إيطاليا وإسبانيا والعنصرية في روديسيا والبرتغال والأبارتايد في جنوب أفريقيا ومصير إسرائيل والإرهاب الصهيوني التكفيري وداعميه إلى الزوال. وستقود هزيمة الإرهاب وإلاستعمار الاستيطاني اليهودي  إلى تحقيق السلام القائم على مبادئ الحق والعدالة وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، وإقامة الدولة الديمقراطية  في كل فلسطين التاريخية من النهر إلى البحر ومن رأس الناقورة حتى رفح والنصر دائماً وأبداً للشعوب المناضلة.