الأخبارالأرشيف

نداء مؤسسة القدس الدولية لعلماء الشريعة الإسلامية:

واجب اللحظة تجديد إجماع الأمة على ثوابتها في الأقصى في وجه محاولات محوه من الوجود وتأسيس المعبد المزعوم على أنقاضه
[للاطلاع على البيان]
يتعرض المسجد الأقصى المبارك إلى خطر إحلال ديني إجمالي، يتطلع إلى إزالته من الوجود وبناء “المعبد” في مكانه وعلى كامل مساحته، في رؤية تتبناها حكومة الاحتلال وتعمل على فرضها، ويتبناها اليمين الصهيوني وهو اليوم الكتلة الموجهة للوعي السياسي الصهيوني بأسره، وتلعب فيه “جماعات المعبد” المتطرفة دور رأس الحربة في استكشاف السقوف الممكنة للعدوان على الأقصى، في تكاملٍ للأدوار مع حكومة الاحتلال ومحاكمها وشرطتها. ويتجسد هذا الإحلال الديني في ثلاثة مسارات تهويد متوازية، هي التقسيم الزماني، والتقسيم المكاني، و”التأسيس المعنوي للمعبد” عبر فرض الطقوس التوراتية في المسجد الأقصى المبارك.
أمام هذه المخاطر الجسيمة الوجودية المحدقة، ومحاولات الاحتلال المستميتة لحسم هوية القدس منذ قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني في 2017؛ فإننا في مؤسسة القدس الدولية نتوجه بالنداء إلى علماء الشريعة الإسلامية، وهم طليعة الأمة التي تبصرها بمقدساتها وواجباتها، بضرورة التصدي لحرف ثوابت الأمة في المسجد الأقصى المبارك، بما يُسهم في تعزيز جهود الأمة بمختلف مكوناتها في التمسك بهوية الأقصى والدفاع عنه في وجه كل تهديد، ولذلك تُشير المؤسسة إلى جملة من القضايا:

  1. أن الأقصى هو كل ما دار عليه السور، قدسيته واحدةٌ لا تتجزأ، وهو أحد أقدس مساجد الأمة الثلاثة.
  2. أن الأقصى بكامل مساحته إسلامي خالص لا يقبل القسمة ولا المشاركة، وأن إدارته وصيانته وإعماره بما في ذلك أسواره الخارجية يجب أن تبقى لهيئة إسلامية حرة الإرادة، هي اليوم الأوقاف الإسلامية في القدس.
  3. أن ليس لأتباع أي دين من “حق” مفروض في زيارة المسجد الأقصى أو دخوله عنوة، وأن دخول غير المسلمين إليه خاضع لإرادة إدارته الإسلامية الحرة وفق ما تراه مناسباً وليس خاضعاً لإملاء أحد، وأن أداء الطقوس غير الإسلامية فيه هو عدوان وجودي يستحق أن يواجه بكل أشكال المقاومة الممكنة.
  4. أن دخول أي مسلم إلى الأقصى من بوابة اتفاق “أبراهام” سيء الذكر، الذي ينص على حصر القدسية الإسلامية في المسجد القبلي وقبة الصخرة، ويعد ساحات الأقصى مساحات مشتركة بين مختلف الأديان؛ هي عدوانٌ على الأقصى يستدعي الرد والمنع؛ بدءًا بالنصيحة والموعظة الحسنة، وانتهاء بالمنع بالقوة، وإننا ندعو إخواننا وأهلنا في شعوب الدول التي حالفت المحتل من بوابة اتفاق “أبراهام” أن يقاطعوا زيارة الأقصى مهما كانت مسوغاتها، لأن زيارتهم له تحت سقف الاتفاق تغيير لهوية المسجد وضربٌ لثوابت الأمة الإسلامية.
  5. ضرورة التوجه إلى دعم المرابطين والمجاهدين بأدوات فاعلة ومباشرة، تستلهم تجربة المؤاخاة التي أرساها النبي صلى الله عليه وسلم في مجتمع المدينة المنورة، وتجنب الأمة الانجرار إلى المربع العبثي الذي يحصر نصرة القدس ودعمها بمربع الزيارة بعد كل عدوانٍ وحدث جلل، وهو ما يجرنا إلى مربع عبثي لطالما تلطّت به الأنظمة الرسمية العربية، لتُلقي حمل القدس عن أكتافها في دوامة الجدل التي ما يلبث هذا الطرح يُثيرها مرة بعد مرة.
    وإنّ الأمة اليوم لتتطلع لهذه الوقفة الجادة من علمائها، لأن التمسك بالحق والحفاظ على الثوابت، كفيلٌ بمنع تصفية هوية القدس والأقصى، ويردع المحتل من حسم هذه المعركة التي يتطلع إليها، ويعمل على فرضها في القدس بمختلف الأدوات منذ خمس سنوات.

  • بيروت في 22-9-2022
    مؤسسة القدس الدولية
    نحميها معًا نستعيدها معًا