وقفة عز

في يوم من الأيام سنرى مركز غسان كنفاني الثقافي في كراكوف البولندية..

من يدري؟ نعم كثيرة هي الاحلام التي لا تتحقق .. ولكن قليل منها يتحقق …

انتهت يوم اول امس في كراكوف اعمال مهرجان الفيلم العالمي بدورته ال 56 .. كان اسبوعا مليئا بالافلام والندوات واللقاءات والمقابلات والسهرات والاحاديث الجانبية والجماعية والثنائية. عالم الفن والسينما عالم جميل، هناك يلتقي الانسان بصناع السينما والافلام و يتعلم ويستفيد. فيما شخص مثلي صاحب قضية مقدسة مثل قضية شعب فلسطين يقدم قضيته لهؤلاء الناس الذين يعرفون الكثير عن قضية فلسطين., ويجهلون القليل عنها …

اعترف ان غالبية الذين تحدث معهم ومن جنسيات وبلدان وقارات مختلفة كانوا متفهمين للقضية الفلسطينية. ولفت انتباهي ان معظم البولنديين الذين التقيتهم على هامش المهرجان كانوا ايضا متفهيمن للقضية، ومنهم ومنهن من زاروا و زرن فلسطين المحتلة.

أحببت ان اطرح امامهم وعلى مسامعهم فكرة تأسيس وافتتاح مركز ثقافي عربي او فلسطيني يحمل اسم غسان كنفاني او ناجي العلي في كراكوف. كانوا متجاوبين وكن متجاوبات مع الفكرة ومنهم-ن من تشجع لها كثيرا.

اما الفكرة بحد ذاتها فهي لصديقة فنانة ورسامة بولندية، اوصلتها لي ثم الى مجموعة من صديقاتها واصدقائها البولنديات والبولنديين، جلهم-ن محبين ومناصرين ومحبات ومناصرات للقضية الفلسطينية.

اعرف ان مثل هذا الأمر يتطلب جهدا كبيرا جدا وتحشيدا مكثفا لطاقات فلسطينية وعربية ومحلية في كراكوف خاصة وبولندا بشكل عام. وان ترجمته لعمل ميداني ليس بالأمر السهل. وان هناك من سيقف بوجهه لعرقلته، فكراكوف هي العاصمة الثقافية البولندية ولكنها ايضا عاصمة (يهود) بولندا. ففيها يوجد الحي السياحي والتاريخي الراقي اليهودي المعروف بحيّ (كاجمييش). وفيها نخبة ثقافية وفنية واجتماعية ومالية يهودية كبيرة ايضا ومؤثرة جدا. وبالقرب منها يوجد معسكر اوشفيتس حيث قتل ملايين البشر ومنهم مئات آلاف اليهود على يد النازيين. وهذا المكان مزار عالمي بشكل يومي، ففي كراكوف ملايين السياح سنويا الذين يأتون الى المدينة وفي برامجهم زيارة معسكر (اوشفيتس). وكذلك طلبة وتلاميذ المدارس من اوروبا وامريكا والكيان الصهيوني الذين يأتون خصيصا لزيارة المعسكر.

بالرغم من كل شيء واولها هذه العوائق ثم العائق المالي إلا أن الفكرة آخذة بالتداول بين الاصدقاء والصديقات بولنديين وبولنديات ومع بعض العرب والفلسطينيين المقيمين هنا.

اسمعت هذا الكلام عن مركز غسان كنفاني في كراكوف ايضا لمدير مهرجان كراكوف السينمائي السيد (كشيشتوف غيرات) خلال اجرائي مقابلة صحافية معه عند انتهاء المهرجان ( سوف انشرها قريبا في موقع الصفصاف) .. ابدى الرجل اعجابه بالفكرة وقال ان ابنته مديرة سينما (بود بارانامي) في كراكوف حيث يعرض هذه الايام فيلم المخرج الفلسطيني هاني ابو اسعد، يا طير الطاير او (ايدول) عن قصة حياة الفنان محمد عساف، والذي شاهدته ليلة الامس بصحبة عدد من الاصدقاء والصديقات البولنديين والبولنديات…وكنت شاهدته في نيسان – ابريل الفائت بمهرجان الفيلم العربي في اوسلو…

المهم ابلغني السيد غيرات ان ماريا ماجدلينا وصديقاتها ينشطن في مجال الثقافة العربية. وعندما التقيت بابنته السيدة ( ماريا ماجدلينا ) وصديقاتها ومنهن المخرجة الامريكية ( يوليا لاند ) المقيمة في كراكوف منذ اكثر من 10 سنوات، والتي عملت في فلسطين المحتلة في بيت لحم ورام الله والقدس بمجال السينما والافلام مع الفلسطينيين، ابدين كلهن اعجابهن وترحيبهن بالفكرة. كذلك حصل مع عدد من الاعلاميات والصحافيات البولنديات، العاملات في كبريات الصحف البولندية وفي الاقسام الثقافية بالجرائد المحلية.

كل هذا شجعني على الاستمرار في التحضير وترويج الفكرة من اجل الانتقال الى المرحلة العملية التطبيقية. لذا نقلت هذه الفكرة هذا اليوم، ومن هنا على صفحتي بالفيسبوك الى العلن ليتناقله كل مهتم بالموضوع خاصة في بولندا واوروبا. وليقدموا الافكار والمساعدة.

نضال حمد

كراكوف في 7-6- 2016

اترك تعليقاً