facebook

فلسطين من النهر إلى البحر – نجوى ظاهر

بما أن الهجمة على أهلنا في الشتات شرسة هذه الأيام والتي تراكمت ووصلت مداها عمدا منذ اتفاق الشؤم ونكبة الوقت ” أوسلو ” عام 1993 حيث استعرت الحملة لأهداف سياسية خبيثة معروفة كان الهدف منها اختزال الوطن إلى الضفة وغزة وها هو يختصر إلى لا شيء الآن

نحن أبناء الشتات كنا نبتلع قهر ذوي القربى غصة تضاف إلى سياسة العنصرية التي نعايشها كل لحظة التي تطاردنا في قوت أبنائنا ولعنة الوثيقة وكلمة الصدق الأصفى والأصدق من ناجينا :: الفلسطيني متهم حتى تثبت إدانته ” ، ومع ذلك بقينا صامتين صمت القادر المترفع لا العاجز، نلتحف بالتحسر على أيام النضال الذي ولى مع مشهد خروج الفدائي عبر البحار المجهولة متكئين على جملة أغنيات ثورية كانت عنوان عنفوان تلك المرحلة بغض النظر عن تقييمنا للوقت ، وأخطاء الممارسة ، حيث ما زالت كلمات تلك الأغنيات الخالدة تملك وحدها القدرة أن تحرك فينا الأحاسيس الثورية من ” اشهد يا عالم علينا وعلى بيروت إلى يا شوفة للنسر بسافر بعيدة و القائمة تطول ، ولكن على الرغم من كل ما قدم من تضحيات لا تنفصل عن نضالات كل الشعب الفلسطيني ، ما زلنا نحاصر بقسوة المحاولات الحثيثة لشطب حقوقنا وأولها حق العودة من قبل تجار القضية ولصوص الوطن ، ومرة بإطلاق المصطلح السيء السمعة بأننا مجرد مغتربين ، ومرة نطارد بتهمة بيع أجدادنا لأرضهم وتخليهم عنها بسهولة ، تبعها رواية المغادرة بمحض إرادتهم دون أدنى مقاومة رغم أن كل ذرة تراب امتزجت في قرانا وبلداتنا ومدننا بدماء المقاومين الأبطال ما زالت شاهدا على أسطورة رفض التهجير … ومن هنا ووسط حملات النهيق المستمر .. والتفرقة المفضوحة ..

كان لا بد من كسر حصار الصمت برسالة موجهة لكل صوت ناعق متفلسف ، ليس هدفها المناكفة ولا تعزيز الانقسام بقدر ما هي دعوة هدفها قراءة التاريخ بحيث يعود كل من لا يقرأ لما عبَّر عنه بن غوريون بصريح العبارة عن مكانةِ الطرد في مستقبل المشروع الصهيوني في فلسطين حين كتب: «مع الترحيل القسري ستكون لدينا مساحةٌ شاسعة للاستيطان…أنا أؤيد الترحيل القسري. لست أرى فيه ما هو غير أخلاقي». العبارة وميثاق حكم بني صهيون الذي أصبحت معه كلمة لاجئ تتردد بشكل عادي على الجميع تقبله كحالة والإذعان لتبعاته ، ولعل ما رسخ منها في الذاكرة ما كتبه الشهيد المعلم في هجرته الأولى حين بدأت عكا الحبيبة تختفي شيئاً فشيئاً في منعرجات الطرق الصاعدة إلى رأس الناقورة.. إلى أن وصل آباؤنا برفقته إلى صيدا، في العصر، فصرنا لاجئين. فأصبحنا بعيدون أجسادا عن أرض برتقال الوطن الحزين لكن السؤال الحقيقة يبقى كم فلاح وفدائي تعهده بالماء والدماء ؟؟ هنا ما على هؤلاء الجهلة بالتاريخ إلا قراءة تاريخ المجازر التي تعرض لها أهل الشتات وسيرة القادة الذين استشهدوا بأكبر كمية ذخيرة لتأثيرهم الكبير الذي أزعج العدو فكان قرار اغتيالهم ___ ليعرفوا الحقائق ويعاقبوا كل من يخونها برباعية ذهب احتفالنا بيوم القدس العالمي ..

“الساعة ما زالت تدق

لن يحررها إلا اللاجئ

عائدون لا لاجئون

فلسطين من النهر إلى البحر …..

Najwa Daher