وقفة عز

زمن البوبزة – نضال حمد

اعترف بأن عصابة المتأوسلين الفلسطينيين لازالت تملك مفاجآت ( طبعا غير سارة) ويبدو أن جعبتها مازالت تحتفظ ببعضها. لكنها اصبحت الان في مرحلة تآكل وربما تلاشيها لصالح من هم مثلها في الحقارة والخسة والنذالة أو أسوأ منها.

هذا اليوم هو ذكرى نكسة حزيران ١٩٦٧ وأيضا ذكرى غزو لبنان في حزيران ١٩٨٢ وهذا تاريخ أيضا مفصلي في الصراع الوجودي مع الصهاينة… لأن شارون استطاع طردنا من لبنان وفيما بعد جر قيادتنا الفلسطينية الى فخ السلام، حيث تحولت قيادات المنظمة الى حمامات سلام. فتخلت عن بندقية الثائر واحتفظت بغصن الزيتون الأخضر الذي ازداد اصفرارا…

كتب صديقي عامر حياتلي سؤالا من هي القيادة الفلسطينية التي تملك القرار الفلسطيني وضمنها عبارة ( الرجاء بدون تشهير)…

يا عامر بدون تشهير ..؟

 الله يسامحك….

هذه المجموعة من مدمري القضية الفلسطينية ومغتصبي منظمة التحرير الفلسطينية لم تترك لنا ما نشهر به..

فهؤلاء ( المبوبزون) جربوا ( البوبزة) اول مرة وثاني وثالث مرة .. لاقوها مريحة وغير مكلفة ومربحة لهم شخصياً فاعتادوا عليها… واعتمدوها سياسة دائمة حتى لو خالفت قوانين الطبيعة ووقعوا في ( الحَبَل)…

يا عار شعبنا وأمتنا فمجرد بقاءهم هو عار علينا…

الجواب على سؤالك:

لا توجد قيادة فلسطينية تملك القرار لأن القرار الفلسطيني الرسمي ممثلا بعباس ومن معه وقبله ومنذ توقيع اتفاقيات أوسلو والتخلي عن المشروع الوطني الفلسطيني في التحرير والعودة، ومنح الصهاينة رسميا الاعتراف بوجودهم وحقهم المزعوم بأرض فلسطين، حيث تخلت تلك القيادة المستسلمة عن ٧٨٪؜ من أرض فلسطين فيما تخلى رئيسها عن مسقط رأسه في صفد بأعالي الجليل الفلسطيني المحتل…

هذه القيادة التي لم ينتخبها أو يوكلها أحد التحدث باسم شعبنا اعترفت علانية بأن أرض فلسطين هي أرض ملك لكيان الاحتلال (إسرائيل) كما أقرت الرواية اليهودية الصهيونية حول فلسطين، يعني هم وجدوا ارض بلا شعب لشعب بلا ارض.. وان فلسطين وطن قومي لليهود والخ من الخزعبلات والروايات اليهودية الصهيونية…

منذ ذلك الوقت أي ١٩٩٣ أصبح القرار الفلسطيني الرسمي وقرارات قيادة منظمة التحرير بيد الاحتلال والدول المانحة.

سابقا كان لدول الخليج وبالذات السعودية تأثير بترودولاري على سياسة وقرارات قيادة المنظمة وفتح… وهذه المنظمة بالمناسبة ليست ملكا لفتح ولا لعباس ولا قبله لعرفات ولا للفصائل الفلسطينية وقياداتها ولا لأي كان، لأنها ملك شعب فلسطين الذي أسسها على خيار الكفاح حتى التحرير والعودة، وبثوابت واضحة تؤكد على تحرير كامل تراب فلسطين يعني ٢٧ الف كلم.

قيادة أوسلو في مجلس وطني غزة أو ( همروجة ) كلنتون – عرفات شطبت أهم بنود الميثاق الوطني الفلسطيني، الذي وضعه مؤسس وزعيم منظمة التحرير الفلسطينية السياسي الكبير المرحوم احمد الشقيري، ومعه كل أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني الأول. هذا الميثاق هو سر اجماع شعبنا على المنظمة ووحدانية وشرعية تمثيلها لنا. لكن بعد ان تخلت غالبية الفصائل وفتح أولا عنه وعن كل هذا… وعن سبب وجودها، لم تعد المنظمة الحالية وبشكلها الحالي تمثل غير عصابة المستسلمين والعملاء. لذا إن عملية تحريرها من معتقل عصابة أوسلو واجب وطني… وربما تمهد الطريق لتحرير فلسطين وزوال الاحتلال الصهيوني.

نضال حمد – ٥ حزيران ٢٠٢٠