الأرشيفوقفة عز

علي أيوب الذي حمل إسم خاله الشهيد علي سليم أيوب – نضال حمد

علي سليم أيوب هو خال بطل قصتي هذه الشاب المثابر والمناضل، الذي كان يحمل إسم خاله الشهيد. يعني هو أيضا كان إسمه علي أيوب. لكن الخال علي وابن شقيقته علي كلاهما منذ  سنوات بين يدي الرحمن. علي الخال المولود في قرية الجش عند جبل الجرمق في الجليل الأعلى بفلسطين المحتلة، الشاب الشجاع الذي نشأ منذ سنته الأولى في مخيم عين الحلوة، هو ابن عمتي أخت والدي. سنة 1973 وفي إثناء حرب أكتوبر تشرين استشهد في عملية فدائية بمستعمرة المنارة على الحدود اللبنانية الفلسطينية هو ومجموعة من فدائيي مخيم عين الحلوة.

أما علي أيوب الآخر أو علي الأصغر المولود في مخيم برج البراجنة وعلى ما أعتقد في سبعينيات القرن الفائت. هو الشاب الذي يشبه خاله بشجاعته وجرأته والتحاقه بالعمل الفدائي مبكراً. لقد كان كادراً في تنظيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة في الساحة اللبنانية. توفي علي قبل سنتين في مخيم برج البراجنة على أثر صراع مع المرض، الذي نال منه فجأة فأضناه وأنهكه وأعدمه صحته.

أصيب علي قبل سنوات بجلطة تسببت له بإعاقة دائمة ونصف شلل أو فالج. لم أصدق عيني حين رأيته قبل سنوات وقد هزل جسده وذهبت روحه المداعبة وضحكته وبسمته وراح صوته العالي الجهور، ذهب بلا رجعة. كان يسير ببطء وبدت عليه مظاهر الإعياء، مما أصابني بصدمة. كنت يومها في زيارة الى الأصدقاء في مخيم برج البراجنة أنا والرفيق والصديق محمد ياسين – أبو أحمد – مسؤول الساحة اللبنانية في تنظيم جبهة التحرير الفلسطينية. سألته يومها ما الذي جرى لعلي أيوب. فشرح لي قصة مرض علي كلها من أولها الى آخرها.

كنت أعرف منذ عشرات السنين أن عائلة علي تعيش في مخيم برج البراجنة قرب مطار بيروت الدولي وفي الضاحية الجنوبية لبيروت. لكنني لم أكن أعرف علياً مع أن والدته إبنة عمتي. تعرفت عليه في السنوات العشرة الأخيرة، حيث إلتقينا في أكثر من لقاء وندوة ومؤتمر ونشاط، كما التقينا لأكثر من مرة في الذكرى السنوية لمجزرة صبرا وشاتيلا، حيث كان هو دائم الحضور وكاميراته بيده. كان يملك مجموعة علاقات واسعة جداً بالإضافة لاحترام ومحبة من الكثيرين. في ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا اعتقد سنة 2017 التقينا هناك من جديد وكنت يومها بصحبة الدكتورة سوي شاي انغ ووفود أجنبية من أوروبا وأمريكا ودول العالم، من لجنة “كي لا ننسى صبرا وشاتيلا” التي أسسها المناضل الطلياني العريق، والصديق الوفيّ للشعب العربي الفلسطيني، ومخيماته في لبنان، الراحل الكبير ستيفانو كيريني.  يومها قام علي أيوب كعادته بتصوير الجميع وطلبت منه أن يصورني عند ضريح شهداء المجزرة ومع الدكتورة سوي شاي انغ، وطلب منه آخريون أن يصورهم معنا. في نهاية التصوير قال لهم كلكم-ن طلبتم وطلبتن مني أن اصوركم-ن مع الدكتورة ومع نضال، وأنتم لا تعرفون أنه قريبي. الآن أنا بحاجة لمن يتطوع وصورني معه. وحصل أن قام أحدهم بتصويرنا. لقد كانت تلك الصورة هي الأولى والأخيرة لي ولعلي معاً. بقيت للذكرى ولسوء الحظ كنت فقدتها وحاولت جاهداً العثور عليها في أرشيف الصور لكنني لم أجدها يوم وفاته لأضعها مع خبر رحيله. لكن قبل أيام كنت  أبحث عن صور أخرى من سنة 2017 فعثرت عليها بين تلك الصور. فرحتي كانت كبيرة بتلك الصورة لأنها صورة يتيمة جمعتني بعلي أيوب المناضل الشاب الذي رحل عن عالمنا باكراً.

سنبقى على عهد فلسطينك – فلسطيننا الكاملة يا علي فنم قرير العين ولا نامت أعين الذين باعوا الوطن والقضية.

نضال حمد

10-8-2021

علي أيوب الذي حمل إسم خاله الشهيد علي سليم أيوب – نضال حمد