الأرشيفعربي وعالمي

أيها اللبناني لا تكن أعور ولا أحمق … – رانا أبي جمعة

أيها اللبناني لا تكن أعور ولا أحمق ولا وقوداً لزعماء حرب لم يغادروا الساحات يوماً…
سأحاول تقريب الصورة لمن يرى نفسه وكأنه خارج حلبة النار هذه …
***تخلّفت عن موعد مع طبيب عند الساعة الحادية عشرة بالتحديد في منطقة الطيونة حيث القنص والاشتباك لاحقاً، وواقعاً ربما تخلّفت عن موعد مع موت مجاني. من كان يعلم!
(ضع نفسك أيها اللبناني في ذلك المكان ولو قليلاً وفكّر بعيداً عن تفاهة مواقع التواصل)
***تخلّفت عن موعد مع الموت كان جزءاً يسيراً من شعبي سيقول “الله لا يردها”، فقط لأني قُتلت في هذا اليوم. والقتيل في هذا اليوم “دمه رخيص” بخلاف باقي الأيام!!!
(تخيل لو أنتَ أو أنتِ القتيل بالأمس وفكّر أيها اللبناني قليلاً بعيداً عن تفاهة مواقع التواصل)
***مع موتي، كان بعض الاعلام اللبناني وأغلب الانفلونسرز سيتغاضون عنه. وبالتأكيد لن تحظى عائلتي بزيارات مكوكية لنسج قصص عاطفية مؤثرة. فالصورة المدماة بالأمس لا تخدم سياستهم التحريرية وأهداف مموليهم.
(تخيل أن عائلتكَ هي المكلومة بالامس وفكر قليلاً بعيداً عن تفاهة مواقع التواصل).
***لا تدعوا الأزمنة والأمكنة تفقدكم إنسانيتكم … القتل مرفوض في كل زمان ومكان. بالأمس سقط قتلى صوّبت النيران الى رؤوسهم وصدورهم …بالأمس قتلت أم لخمسة أطفال قنصت في رأسها وهي في منزلها حتى أنها لم تكن في الشارع.
ما حصل بالامس جريمة موصوفة تضاهي جريمة المرفأ.
وجريمة المرفأ لا تعني طائفة بعينها. لا تسمحوا بتقزيمها واستثمارها. (ابحثوا عن الاخبار بأنفسكم ومن أكثر من مصدر).
كما أن جريمة الأمس لا تعني طائفة بعينها، لا تسمحوا بتجريدكم من انسانيتكم.
لا تسمحوا بقتلنا بدمٍ بارد. لم نعد نملك الا هذه الدماء. فهي الشهادة الاخيرة على أننا أحياء في هذا البلد التعيس.

المصدر: فيسبوك الاعلامية والأديبة اللبنانية رانا أبي جمعة