الأرشيفعربي وعالمي

البطرك والشيخ جعجع وكرامة التوابع – عادل سمارة

نعم أنتم مطبعون ومعتدون – عادل سماره
(1)
البطرك والشيخ جعجع وكرامة التوابع

 

“هل الاحتلال التركي تحرير لأن الترك “مسلمون”، أليس الفرس مسلمين ايضاً”.

كل شر إذا لم يُجتث يتغوَّل فكيف إذا تم طلائه بالألوان زاهية أي إذا كانت له جيوش أخرى غير معلنة أو مموهة؟
يستفز هذا العنوان كثيرون، ربما كامل القشرتين السياسية والثقافية. لا باس ألا يحق لنا؟
حينما قتلت الفاشية في لبنان  سبع ضحايا وعشرات الجرحى إنبرى البطرك للدفاع عن جعجع وطاف على رئاسة وبرلمان ووزارة لبنان ولا بد أنه استاذن سيدة السفارة الأمريكية.
والسؤال هنا: ما شغل البطرك؟ هل هو زعيم سياسي؟ هل هو شيخ عشائري؟ هل هو خبير أمن وقضاء؟ أم هو ممثل الاحتلال الثالث في الوطن العربي؟
أنا أرجَّح الأخيرة، لأن معظم رجال المؤسسات الدينية يحتلون الوعي الجمعي خدمة للمؤسسة السياسية التي هي احتلال رسمي وتخدم الاحتلال الغربي الصهيوني. انظروا التطبيع تعرفون صحة بل دقة ما اقول.
بعد تلك الجريمة بايام نقلونا إلى حرب الخناجر والحناجر.
لا شك أن احد مثقفي الطابور السادس الثقافي أو عضو مخابرات، طبعاً يمكن أن يكون شخص ما حاملاً للصفتين، هو الذي نبش في الماضي فوجد تصريحا معتدلا للسيد جورج قرداحي بأن الحرب في اليمن عبثية. لم يقل العدوان للتخفيف طبعاً.
نفهم أن يستل حكام الخليج خناجرهم وسواطيرهم ليس لرجولة ما ولا لفحولة ما ولكن لأنهم طالما أغلقوا أفواههم على الإذلال المعولم من حكام الغرب وليس من ترامب/و فقط. لذا طبيعي ان يلتقطوا الفرصة ويحركوا كل من جندوا ضد الرجل بل في الحقيقة لخنق لبنان ما أمكن، لذا كانت فلتات الحناجر.
آهٍ ما أخطر فاقد الكرامة إذا ما كان بيده سيفاً!
لكن اللافت أكثر هو بعض المشايخ الذين تنطعوا للهجوم على قرداحي والدفاع عن حكام الخليج الذين جرى خلق كياناتهم كقواعد ضد الأمة العربية لينتقلوا اليوم للمشاركة في  احتلال فلسطين مثل اي تطبيعي آخر.
والسؤال هنا كما عن البطرك: هل هؤلاء المشايخ سلطة سياسية؟ وما السبب أنهم يدافعون عن الحاكم وليس المحكوم، أو على الأقل أن يصمتوا!
لماذا يتنطع رجال الدين للدفاع عن الحكام؟ مهما كان الحكام؟ إذا كانوا مرغمين فهم خارجين عن الدين لأنهم لم يمتثلوا لمقولة “إن أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر” وإن لم يجرؤوا فليصمتوا رغم ان السلطان جائر وتابع، اي لا يخدم المسلمين بل أعدائهم.
وإذا كانوا غير مرغمين فما السبب؟ هل هو الريع الذي يجنونه من شغل لا يخدم الشعب قطعاً بل يشعل الفتنة؟ وهم بهذا طبعاً يقاتلون للبقاء في مناصبهم كمصدر للمال الحرام بل للسُحت. إنهم يدافعون بأنانية عن مصالحهم ويغلفون ذلك باسم الدين.أي يحتلون الدين وهذا يؤكد وجوب تحرير الدين من هؤلاء  كمدخل لتحرير الوطن.
كيف يمكن لرجل المؤسسة الدينية ان يكذب؟ سمعت أحدهم يهاجم ح.ز.ب ذو العمامة السوداء ويهاجم إيران بأنها تحتل الأهواز. نعم تحتل الأهواز.
ولكن ألا يحتل حكام الخليج فلسطين؟ ألم ينتقل التطبيع إلى العدوان على فلسطين؟ هل يمكن أن يفهم هؤلاء وغيرهم بأن تحرير اي شبر عربي مشروط بتحرير فلسطين أولاً لأن كل تلك الاحتلالات هي لتثبيت اغتصاب فلسطين. إنها تفكيك العروبة ليبقى الكيان.أليس عجيباً أن لا يفهم هؤلاء حتى بعد مئة سنة! كان الله في عون الناس.
كل من يعترف بالكيان  هو جندي في جيش احتلال فلسطين، فلا تخدعونا.
دعك من إيران، ألا تحتل تركيا اراض سورية منذ قرابة قرن، وتعلن اليوم أنها تحتل المزيد في سوريا والعراق وحتى ليبيا؟ بل هل يمكن لشيخ في  لبنان أن لا يرى الاحتلال التركي لطرابلس؟
الغريب أن مستمعي هؤلاء المشايخ لا يتذكرون إنطاكية مثلاً، ولا فلسطين ويستمعون لثرثرة شيخهم ويُثنون على “بلاغته”. لا يقف أحد ويقول أنت تكذب يا شيخ.
قد يقول البعض هناك فلسطينيون في حضن تركيا وبعض الفلسطينيين معترفون بالكيان، نعم وهؤلاء في صف العدوان.
هل الاحتلال التركي تحرير لأن الترك “مسلمون”، أليس الفرس مسلمين ايضاً.
هل نسي أحد ان الشيخ القرضاوي ناشد أمريكا العدوان على سوريا. لم يجد الشيخ من يقل له: أمريكا تعتدي على سوريا منذ الخمسينات يا شيخ (بلا هبل).
أحد المشايخ يتألم لأن قرداحي  ينكر “الجميل” في شغله مع أم.بي.سي! لا يا شيخ. وبغض النظر عن سوء هذه الفضائية وكل إعلام الخليج، فإن قرداحي كان يعمل براتبه، اي لم يكن مخبرا  مثلاً. أما أنت يا شيخ فتعمل بريْع لتزكية الفتنة وتدافع عن أنظمة تحتل فلسطين، انتقل تطبيعها إلى عدوان مكشوف.
كل لبناني أو عربي أو هندي يعمل في الخليج يعمل بأجر ولولا الحاجة إليه لما سمحوا له بالدخول، بل هم من يستدعي قوة العمل.
ولكن! من أين للشيخ أن يفهم علاقات العمل! أي أن صاحب العمل يربح من العامل اضعاف ما يعطيه، اي يسرقه بل يُقشِّطه علنا، يستغله. من اين للشيخ أن يفهم سرقة “القيمة الزائدة” التي شرحها ماركس واصبحت تفهمها اليوم حتى البهائم العجماء. وهل يعلم الشيخ أن الخليج، آخر من يقبلهم للعمل هم العرب!
لكن خليجك يا شيخ، لم ينسى قوة العمل الشابة العربية وغير العربية، فهوبناء على تعليمات الغرب والصهيونية (وهو ما أسميه الاستشراق الإرهابي) وفتاواك أنت وامثالك شغَّل هؤلاء الجهلة والبسطاء في القاعدة وداعش والنصرة…الخ ليقتلوا ويُقتلوا. إن دماء الجميع في عنقك أنت وامثالك.
بقيت لي ملاحظتين:
الأولى: حبذا لو تتوقف بعض النساء عن لعب دور المشايخ في  تخريب الوعي الجمعي، فالمرأة أعلى من هذا الدور
والثانية: لماذا أغلب إن لم أقل رجال المؤسسات الدينية سماناً

https://www.youtube.com/watch?v=KIetCnR3qvQ