الأرشيفوقفة عز

زيلنسكي الرئيس الأوكراني والمستوطن “الاسرائيلي”

نضال حمد:

يعتقد الممثل الكوميدي فلاديمير زيلينسكي، رئيس أوكرانيا، بأن العالم كله يجب أن يكون مع أوكرانيا وضد روسيا، كما ويعتقد أيضاً بأن العالم عليه أن يلتف بالعلم الأوكراني. كإشارة إلى تضامنه مع أوكرانيا ووقوفه ضد الروس. لكنه يسيء فهم العالم من جديد، فالعالم عوالم، منه من يتبع الولايات المتحدة الأمريكية بشكل أعمى وكذلك بلده الآخر “اسرائيل” حيث بعض من عائلته وبلده يستوطنون ويحتلون أرض وبيوت الفلسطينيين. وهناك من يقف مع روسيا في حربها ويعتبرها تدافع عن أمنها وعن ونفسها ووجودها. وهناك من يقف ضد الحرب بشكل عام. العالم منقسم كما جرت العادة ولكنه لم يعد عالماً أهبلاً مثل زيلنسكي الذي تعمل الماكينة الإعلامية الغربية على إبرازه كقائد ورجل دولة ورأس برأس في مواجهة الرئيس الروسي بوتين. زيلينسكي كان ممثلاً كوميدياً ولازال كذلك بالرغم من أنه رئيس دولة جاءت به أموال الحركة الصهيونية واللوبيات اليهودية العالمية. الغريب في الأمر أن روسيا التي تحتفظ بأفضل العلاقات مع الكيان الصهيوني والقيادة الصهيونية من نتنياهو الى ليبرمان وكل مجرمي الحرب اليهود الصهاينة، لا تقول شيء عن سيطرة “الاسرائيليين” على أوكرانيا ومشاركتهم في تصفية النفوذ والوجود الروسيين فيها، عبر عزل الرؤساء والقادة الأوكرانيين المؤيدين لروسيا أو الذين كانوا يحتفظون بعلاقات جيدة معها، وعبر المجيء برؤساء ووزراء وقادة يهود أوكران يحملون الجنسية “الاسرائيلية” وتنصيبهم زعماء لأوكرانيا. كما يقال أن هناك 9 آلاف مواطن “اسرائيلي” موجودين في أوكرانيا؟. ترى ماذا يفعلون هناك.

لم يخطر على باله أنه هو نفسه تضامن وناصر وأيد العدوان والاستيطان والاحتلال الصهيوني ووقف مع الجلاد الصهيوني ضد الضحية الفلسطينية، حين إلتف بالعلم الصهيوني “الاسرائيلي” ووضع على رأسه القلنسوة اليهودية، وأيد الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة للكيان الصهيوني، وأيد الاستيطان في الضفة الغربية والجولان السوري المحتل، ووقف مع الاعتداءات الصهيونية على الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر، وبكى على الضحايا اليهود الصهاينة وأدان “صواريخ” المقاومة الفلسطينية، التي تتساقط على الأبرياء والمدنيين اليهود في “اسرائيل” بحسب رأيه، ولم يبدِ أي تعاطف أو رحمة أو شفقة على آلاف الضحايا الفلسطينيين، شهداء وجرحى ومنهم مئات الأطفال فقط في آخر اعتداء صهيوني على غزة في أيار 2021. ولم تهز مشاعره عمليات الإبادة والتدمير الممنهج لكل شيء في غزة، ولا الحصار المفروض على مليوني فلسطيني فيها منذ 15 سنة ونيّف.

زيلنسكي الذي يشرب من نفس كأس الحرب يلوم حتى رئيس وزراء وطنه الثاني (اسرائيل) الذي ساهم كيانه الغاصب في توريط أوكرانيا في كل هذه العلقة الصعبة مع الروس. يلومه على عدم إشهار موقف واضح وصريح ضد الغزو الروسي ومع نظامه الأوكراني. فقد صرح يوم الخميس الموافق الثالث من آذار – مارس 2022 أنه “لم يشعر بأن نفتالي بينيت، رئيس الوزراء الصهيوني، ملفوف بعلم بلاده”. بحسب ما نشرت صحيفة يديعوت أحرانوت الصهيونية “الاسرائيلية”. كما جاء في نفس الصحيفة أن زيلينسكي (يتمنى الحصول على دعم أكبر من “إسرائيل”، مدعيا أنه رأى في “إسرائيل” صور جميلة وطيبة).

يرى في دولة الاحتلال الصهيوني صورة جميلة ولا يرى فيها احتلالاً وحشياً ارتكب كل أشكال المجازر والمذابح والتطهير العرقي والارهاب منذ سنة 1948 وحتى هذا اليوم. مع أن هناك عدد من “الاسرائيليين”،  سياسيين وصحفيين وكتاب وأكاديميين يهود  فضحوا الإرهاب الصهيوني والتصفية العرقية والجرائم ضد الانسانية التي إرتكبها حكام الكيان الصهيوني والعصابات الصهيونية.

7- marca 2022