الأرشيف

الصوت في حماس يعود للصقور والزهار يتحدث عن بدائل لحكومة التوافق قبل جلسة المباحثات المصيرية مع فتح

 
ليس مصادفة أن يتحدث اكثر من مسؤول في حماس وفي يوم واحد، وتحديدا في وقت متزامن عن فشل حكومة التوافق الفلسطينية التي شكلت قيل ثلاثة أشهر في أداء مهامها في غزة، وبالإعلان صراحة على لسان القيادي البارز في الحركة المعروف بحديثه المباشر البعيد عن المجاملات محمود الزهار، بوجود بدائل للحركة عند انتهاء مدة الحكومة بعد أشهر قليلة، وهو ما فهم أن الحركة توجه رسائل ضغط للرئيس محمود عباس “أبو مازن” ووفد حركة فتح قبل جلسة المباحثات الهامة المرتقبة بين التنظيمين.

التقديرات جميعها تشير إلى أن حركة حماس في قطاع غزة، والقيادة في الخارج المتواجدة في قطر، اتخذت سلسلة قرارات ووضعت خطوط عريضة لخطتها في المرحلة المقبلة، أثناء جلسات نقاش طويلة عقدت في غزة والدوحة بمشاركة المكتب السياسي والقيادات الوازنة، وهو أمر تحدثت عنه “رأي اليوم” في تقرير سابق.

من الخطوات التي فهمت من تصريحات الزهار التي أدلى بها أمام صحافيين في غزة الخميس، أن الحركة تخطط للعودة لحكم غزة، أو استخدام اتفاق المصالحة بالضغط على أبو مازن.

فالزهار قال ان حماس تفكر ببدائل عن حكومة التوافق، بعد انتهاء مدتها، ومدة هذه الحكومة المشكلة من شخصيات مستقلة، تنتهي بعد أقل من ثلاث أشهر، فقد نص الاتفاق الاخيرة الذي نفذ يوم الثاني من شهر حزيران (يونيو) الماضي على ان يدوم عملها ستة أشهر تحضر خلالها للانتخابات.

وقد استبعد الزهار ان يجري الرئيس محمود عباس انتخابات في الوقت الحالي، مرجعا بذلك السبب “لارتفاع شعبية المقاومة وحماس″.

كذلك وبشكل صريح لا يقبل للتحليل الزائد بمسارات أخرى قال الزهار أنه في حال لم تتمكن حكومة التوافق الوطني من تحقيق أهدافها خلال الأشهر 6 المقبلة فإن حماس ستجد البدائل.

وشن هجوم قوي على هذه الحكومة التي يرأسها الأكاديمي الفلسطيني رامي الحمد الله “حكومة الوفاق هي حكومة الفشل، لأنها لم تحقق شيئا واحدا من واجباتها”.

واعتبر أن رامي الحمد الله يتبع حركة فتح وليس رئيس نزيه للحكومة.

ولم يفهم من هذا الحديث سوى وجود خطط لدى حماس منها ربما يكون إعادة حكم غزة من جديد من قبل الحركة، رغم أن الأمر في الوقت الحالي ربما يكلف الكثير، خاصة بعد الحرب وترقب عملية إعادة الأعمار التي تتطلب وجود حكومة توافق قريبة من نهج الرئيس الفلسطيني محمود عباس “أبو مازن” من الناحية السياسية، وأن الأمر سيصعب المهمة على حماس التي فقدت أكبر سند لها عربيا وهو الرئيس المصري السابق محمد مرسي، المعتقل لدى سلطات القاهرة الجديدة التي تحارب الحركة.

أو أن تكون التهديدات ورقة ضغط جديدة على الرئيس أبو مازن الذي يريد بالاحتفاظ بالسيطرة على غزة لو شكلا، خلال المرحلة السياسية المقبلة، وفق خطته التي تدعو لإنهاء الاحتلال.

وهو أمر بدا واضحا من خلال لجوء الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحماس مؤخرا خلال لقاءاته الصحفية والخاصة في غزة إلى مهاجمة الرئيس وحركة فتح والسلطة وتحميلها المسؤولية رغم اعتدال الرجل طوال الفترة الماضية، ورفضه لسياسة الانتقادات العلنية لحركة فتح في وقت ذروة الخلاف، ولجوء غالبية قادة حماس لها.

فأبو مرزوق الذي انتقد حكومة التوافق وأداء الرئيس عباس كان أبرز قادة حماس الذين ألحوا على الحركة القبول بالمصالحة، وقدم من أجل ذلك إلى غزة من القاهرة في نيسان (أبريل) الماضي، ليوقع الاتفاق ويشهد تشكيل الحكومة.

ورغم أنه لا يمكن التنبؤ بخطة حماس حاليا، لكن الامر بدا واضحا أنها تعتمد على فشل حكومة التوافق في أداء مهامها، فتصريحات الزهار سبقت بوقت قليل نشر مواقع محلية قريبة من حماس تصريحات للمهندس زياد الظاظا عضو المكتب السياسي لحماس ونائب رئيس حكومة الحركة السابقة اتهم فيها حكومة الحمد الله بتعزيز الانقسام، بل ذهب الرجل إلى أبعد من ذلك وقال انها “تصنع انقساما جديدًا”.

مجمل التصريحات الأخيرة لقادة حماس تؤكد عودة الرأي من جديد لفريق الصقور الذي يبتعد عن المجاملات في الحديث عن ملف المصالحة واستحقاقاتها، وهو ما ينذر انهيار المباحثات المرتقبة مع حركة فتح.

رم الله ـ “رأي اليوم”: الصوت في حماس يعود للصقور والزهار يتحدث عن بدائل لحكومة التوافق قبل جلسة المباحثات المصيرية مع فتح

اترك تعليقاً