من هنا وهناك

وداعاً هنري.. إعتزال أسطورة أنصفته الملاعب الإنجليزية وخذلته الكرة الذهبية

عشرون عاماً من العطاء كانت كافية لتشبع النهم الكروي لتييري هنري. غزال أسمر صال وجال في المعشّبات الخضراء وخلّف وراءه تاريخاً حافلاً وسجلات ناصعة في كتب أساطير كرة القدم على مرّ التاريخ. مهارات جديدة للدولي الفرنسي السابق ينتظر أن يكشف عنها في استوديوهات التحليل.

وداعاً تيتي، كلمة ترددت على ألسن نجوم كبار عاصروا غزالاً فرنسياً طالما أسكن الرعب في نفوس أعتى دفاعات الاندية الأوروبية عموماً والإنكليزية خصوصا، عاشت كوابيس وهي تحاول الضغط على الزناد لإيقاف جموح وسرعة الهداف الاول لآرسنال.
اليوم، قرر تييري هنري تعليق حذائه مخلفاً وراءه مجلدات غابرة من الإنجازات والبطولات محفوظة في صفحات ماسية لمهاجم فنان لم يكن يوماً لاعباً عادياً بل ساحراً بزغ نجمه في سماء البريمييرليغ.
وبرغم الإعتزال لن يكون إبن السبعة والثلاثين عاماً بعيداً عن المستطيل الأخضر، سيعمل مع قناة تلفزيونية في لندن تحلل مباريات الدوري الممتاز.
إبن حي “لي أوليس” الباريسي أماط اللثام عن وجهه عام تسعة وتسعين في مواجهة ساوثهامبتون، كاشفاً عن عملة تهديفية نادرة دفعت جماهير هايبري قديماً واستاد الإمارات حديثاً للتغني باسم هنري طويلاً.لمساته الساحرة وأهدافه المرعبة استوقفت أسطورة التدريب الأسكتلندية السير أليكس فيرغسون. عام الفين، أحرز هنري هدفاً زلزل شباك مواطنه فابيان بارتيز ومدينة مانشستر بأكملها وسط دهشة السير، الذي لايزال حتى اليوم معجباً بهدف صاحب الرقم أربعة عشر.
ذاكرة عشاق المدفعجية لن تنسى وفاء رجل بات من رموز النادي. ففي مطلع العام ألفين واثني عشر عاد الغزال إلى كِناسه، وأنقذ معشوقته من أزمة عاصفة بتسجيله هدفاً أسال دموع المحبين.
انطلقت موهبة الغزال الأسمر في إمارة موناكو قبل أن يشارك في ست عشرة مباراة مع يوفنتوس الإيطالي، في تجربة قصيرة فشل خلالها الفتى الفرنسي في الإنسجام مع سيدة عجوز هجرها وتوجه إلى مدينة الضباب حيث أصاب النجاح، حصد جميع الألقاب المتاحة مع ناديه ومنتخب بلاده باستثناء دوري أبطال اوروبا. فتوجه نحو إقليم كتالونيا ليضيف كأس أم الاذنين إلى متحف إنجازاته ومعها كأس العالم للأندية، قبل أن يسدل الستار على فصول نجاحاته في بلاد العم سام مع نيويورك ريد بولز.
ظالم منطق كرة قدم حُرم أبرز من داعبها من جائزة الكرة الذهبية. ذهبت الالقاب الفردية إلى نجوم الشبابيك الإعلانية/ وبقي تييري صاحب قدمين ذهبيتين أشعلتا الحرارة في قلوب محبيه، لكن القدر شاء أن تتحول تلك الحرارة إلى برودة ستصيب الكرة قبل متابعيها بعد تقاعد ملك هدافيها.
المصدر: الميادين

اترك تعليقاً