facebookالأرشيف

Khaled Issa – فلسطين من أول نظرة !

 

على متن الطائرة النرويجية .. كنت أربط حزام لهفتي وهي تشرع بالهبوط في مطار اللد .. كانت حفيدتي سارة بقربي ونحن نتزاحم على شباك الطائرة لنظرة أولى تطلّ علينا فلسطين من بين الغيوم البيضاء ،لم يكن سوى زرقة البحر تقول للهفتي : ” طولي بالك ” لفلسطين ستبدو بعد قليل ، ولهفتي على الشباك ” تنط ” كحفيدي المشاكس ..اللهفة أسرع من بنزين الطائرات حين تدير محركاتها النفاثة لهبوط يهبط قبل هبوط طائرة كسولة على شباكها فلسطيني يبحث عن الوطن من أول نظرة بين غيم أبيض وبحر أزرق .. وأخيرا صعدت فلسطين الى شباك الطائرة واختصرت بخصرها الأخضر هذا السباق بين قمرة القيادة لكابتن نرويجي ، وشباك مسافر فلسطيني يهبط في بلاده لأول مرة في حياته !

بين غبش الدموع .. كانت فلسطين تبذل كل ما في وسعها لوضوح النظرة الأولى حين تطلّ عليها في مطار اللد .. سارة تبكي .. كنت قادرا ان أفهم دموعي ، ولكن لم أفهم دموع حفيدتي الدلوعة سارة التي ولدت في السويد لماذا تنساب دموعها على شباك طائرة نرويجية تهبط في مطار اللد ؟ ربما هو البكاء الوراثي على وطن يورث من جيل الى جيل ينهمر الان من عيني سارة في مطار اللد !

عبثا كانت أناقة مطار اللد ترتب فوضى المشاعر التي كانت تجرّ حقيبتها لوطن ” ليس حقيبة ” .. ولكني مسافر يتفحص جواز سفري السويدي ضابط جوازات بملامح روسية شقراء في وطن أسمر يلوّح لي من شباك مطار اللد !

نصفي ينتظرني في قاعة الوصول يحمل لي لوزا أخضر قطفه ابن خالتي الذي أراه لأول مرة في حياتي في ذبول هذا العمر ، وأولاد عمي وعمتي حين يحضنون كهولتي العائدة الى وطنها .

حين حطّ قلبي في مطار اللد كان ربيع اذار يقشر لي لوزا أخضر قرب تمثال بن غوريون .. وكانت نظراته الحجرية تحدّق بالفلسطيني العائد في خريف العمر الى ربيع بلاده .
.
واكتمل نصفي مع نصفي على باب مطار اللد في بلاد تأخذني بسيارتها على طريق رابين السريع الى الناصرة ، وتوزعني على بلادي مدينة مدينة قرية قرية لزيارة كانت أجمل ما في كل هذا العمر !

لأصحو في صباح الناصرة في اليوم التالي لاحتفل بعيد الأم وانا في حضن أمي فلسطين ، وأحفادي ينطون حولي في صباح الناصرة !

فيسبوك خالد عيسى

Zdjęcie użytkownika Khaled Issa.

Zdjęcie użytkownika Khaled Issa.