الأخبارالأرشيف

القدس في أسبوع

 

قراءة أسبوعية في تطورات المواقف والأحداث في القدس المحتلة 

الاحتلال يمضي في تهويد القدس 

ويغلق ثلاث مؤسسات داعمة لصمود المقدسيين

 

تستمر اقتحامات أذرع الاحتلال للمسجد الأقصى المبارك بشكل شبه يومي، بمشاركة طلابٍ من معاهد الاحتلال وجامعاته، إضافة إلى إبعاد سلطات الاحتلال شخصيات مقدسية، حيث أبعدت الشيخ ناجح بكيرات مدة ثلاثة أشهر. وعلى الصعيد الديموغرافي تتابع سلطات الاحتلال هدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، وكشفت إحصائيات إسرائيلية عن بناء نحو 20 ألف وحدة استيطانية في الأراضي المحتلة في السنوات العشر الأخيرة. وتسلط القراءة لهذا الأسبوع الضوء على قضيتين، الأولى إغلاق سلطات الاحتلال عددًا من المؤسسات الفلسطينية في المدينة المحتلة، وشملت هذه المؤسسات قطاعات التعليم والصحة والإعلام، في إطار استمرار الحصار المفروض على سكان القدس، والقضية الثانية إدانة الشيخ رائد صلاح بتهمة التحريض، لمعاقبته اعلى جهوده في الدفاع عن القدس والأقصى. أما على صعيد التفاعل فقد أوردت القراءة خبر إقرار اليونسكو إقامة المزيد من الأنشطة الهادفة إلى صون التراث الثقافي لمدينة القدس القديمة.

التهويد الديني والثقافي والعمراني:

تتابع سلطات الاحتلال استهدافها للمسجد الأقصى، ففي 24/11 اقتحم المسجد 190 مستوطنًا، من بينهم 87 من طلاب الاحتلال، ونفذ المقتحمون جولات استفزازية في أرجاء المسجد، وتلقوا شروحات حول “المعبد”. وفي 25/11 اقتحم 96 مستوطنًا باحات المسجد الأقصى، من بينهم 30 طالبًا من معاهد الاحتلال وجامعاته، وحاول عددٌ من المستوطنين أداء صلوات تلمودية في محيط منطقة باب الرحمة.

وفي سياق متصل، أبعدت شرطة الاحتلال في 25/11 نائب مدير دائرة الأوقاف الشيخ ناجح بكيرات ثلاثة أشهر عن المسجد الأقصى، بعد استدعائه من قبل مخابرات الاحتلال، وكشف الشيخ بركات أن سلطات الاحتلال أبعدته 21 مرة منذ عام 2003، ولم يستطع خلال العام الجاري الدخول للمسجد الأقصى إلا لأسبوعٍ واحد فقط، وأكد الشيخ بكيرات أن الإبعاد عن الأقصى يهدف إلى تفريغ المسجد من المرابطين.

 

التهويد الديموغرافي:

لا تتوقف آلة الاحتلال عن استهداف الفلسطينيين في المدينة المحتلة، ففي 23/11 منعت قوات الاحتلال عمالًا في تجمع جبل البابا من ترميم المدخل الترابي للتجمع، وهو المدخل الذي جرفته قوات الاحتلال الأسبوع الماضي، ودمرت خلال عملية التجريف خط المياه الرئيس. ويشير سكان التجمع إلى تصعيد الاحتلال استهدافه لسكان التجمع في إطار محاولة تهجيرهم، وتوسيع المستوطنات المحيطة على حساب أراضي الفلسطينيين في التجمع.

وعلى صعيد الهدم، هدمت جرافات بلدية الاحتلال في 26/11 منزلًا لعائلة البازيان قرب بلدية قلنديا شمال القدس المحتلة، بحجة البناء من دون ترخيص، وأدى هدم المنزل إلى تشريد 13 فردًا من العائلة، أضيفت إلى مبلغ 360 ألف شيكل، كانت بلدية الاحتلال فرضته على أصحاب المنزل، بحجة البناء من دون ترخيص.

وفي سياق البناء الاستيطاني في المناطق الفلسطينية المحتلة، كشفت إحصائيات إسرائيلية، أن سلطات الاحتلال شيدت خلال السنوات العشر الأخيرة نحو عشرين ألف وحدة استيطانية، وأن 60% من هذه الوحدات تم بناؤه في مستوطنات معزولة، لا يزيد عدد سكانها عن 10 آلاف مستوطن. وتدلل هذه الإحصائيات على استمرار الاحتلال في المضي بمشروع تهويد القدس والمناطق المحتلة الأخرى، إضافةً إلى عدم وجود أي جهود دولية حقيقية لإيقاف الاحتلال عن هذه الاعتداءات.

 

قضايا:

شنت سلطات الاحتلال في 20/11 حملة واسعة لإغلاق عددٍ من المؤسسات التعليمية والصحية والصحفية في القدس المحتلة بلغ عددها ثلاث مؤسسات. إذ اقتحمت قوات الاحتلال مكتب مديرية التربية والتعليم في القدس ومدرسة دار الأيتام الإسلامية، بحجة تنظيم فعالية تابعة للسلطة الفلسطينية داخله من دون تصريح، وأخرجت قوات الاحتلال جميع الموظفين من المركز بالقوة، وصادرت منه عددًا من الملفات، وعلقت أمرًا بإغلاقه مدة 6 أشهر ومنع إقامة أي فعالية داخله، بقرارٍ مباشر من وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال جلعاد إردان. أما المركز الثاني فكان مكتب تلفزيون فلسطين، إذ اقتحمته قوات الاحتلال وأغلقته لستة أشهر، بقرارٍ من إردان، بحجة وجود المكتب من دون تصريح، بعد مصادرة أجهزة وملفات من المكتب، ويقع مكتب التلفزيون ضمن شركة الأرز للإعلام. والمركز الثالث هو المركز الصحي العربي في شارع السلطان سليمان في القدس القديمة، فبعد اقتحام المركز ومصادرة جميع الملفات وكاميرات المراقبة، قامت قوات الاحتلال بإغلاقه.

ويأتي إغلاق هذه المؤسسات في إطار ضرب المؤسسات الداعمة لصمود المقدسيين، وإضعاف قدرتهم على مواجهة آلة التهويد الإسرائيلية، وقد أغلقت سلطات الاحتلال خلال السنوات الماضية، العشرات من المؤسسات الفلسطينية الداعمة للقدس داخل المدينة وخارجها، وكان أخطر هذه القرارات إغلاق المؤسسات التابعة للحركة الإسلامية – الجناح الشمالي. يسعى الاحتلال إلى ضرب أي محاولة فلسطينية لتشييد بيئة حاضنة للمقدسيين، إضافة إلى إجبار المقدسيين على الالتحاق مكرهين بالمؤسسات الخدمية الإسرائيلية، خاصة في قطاعي التعليم والصحة.

وفي قضية أخرى، أدانت محكمة الصلح الإسرائيلية في 24/11 الشيخ رائد صلاح بتهمة “التحريض”، و”دعم الحركة المحظورة بموجب القانون الإسرائيلي” أي الحركة الإسلامية، على أن يتم إصدار حكم قضائي بحقه في وقتٍ لاحق، وبحسب محامي الشيخ رائد لم تستطع سلطات الاحتلال إدانة الشيخ بأي تهمة، إلا عبر تفسير خطاب الشيخ بشكلٍ محرف لمحاكمته، وتقييد حريته وحرية تعبير القادة داخل المناطق المحتلة عام 1948. ويُشير مراقبون إلى أن هذه المحاكمة تأتي في سياق الاستمرار في حصار الشيخ رائد صلاح، الذي يُعد واحدًا من أبرز المدافعين عن القدس والأقصى.

 

التفاعل مع القدس:

في 21/11 دعت اللجنة الثقافية للدورة الـ40 للمؤتمر العام لمنظمة اليونسكو بمشاركة وزراء ثقافة من مختلف دول العالم، إلى اتخاذ قرارات جديدة بشأن القدس، وأعلنت الدول الأعضاء في “يونسكو” أنها ستقدم المزيد من الدعم للأنشطة الرامية لصون التراث الثقافي لمدينة القدس القديمة عن طريق التمويل الخارج عن الميزانية. وأعربت اللجنة عن قلقها بشأن الحفريات والأشغال الإسرائيلية في القدس القديمة.

للاطلاع على نشرة
القدس في أسبوع

مؤسسة القدس الدولية
قسم الأبحاث والمعلومات

 

http://alquds-online.org/index.php?s=8&cat=65