وقفة عز

عباس بدو يطلع الشعبية من المنظمة

بقلم نضال حمد مدير موقع الصفصاف

شهد اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية يوم أول أمس السبت في رام الله مواجهة حادة بين رئيس المنظمة والسلطة وفح محمود عباس وممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عمر شحادة أدت في الختام الى غصب وانسحاب عباس من الاجتماع. ولكنه قبل ان يغادر هدد شحادة وقال له بالحرف :” أجلنا المجلس الوطني بسببكو، بدكو اياه يعقد في الخارج، أي بدي اطلعكو من منظمة التحرير، اطلعوا منها…”.

طيب يا جماعة بيجوز منظمة التحرير الفلسطينية هي ملك شخصي لعباس وعائلته. وممكن من أملاك أولاده وعائلته.

ممكن منظمة التحرير الفلسطينية ملك خاص بحركة فتح وإحنا مش عارفين…

الحقيقة أن المنظمة لم تكن في يوم من الأيام خارجة عن تسلط وهيمنة فتح على كل شيء فيها. والحقيقة الأصعب أن الفصائل الفلسطينية الأخرى كانت عاجزة ولازالت عن تغيير أي شيء في المنظمة. ففي زمن عرفات كان يحكمها شخص واحد وحسب مزاجه واهواؤه، ولم يكن يمر أي قرار فيها دون موافقته. أما الآن فالمنظمة يملكها أشخاص أقل ما يمكن قوله عنهم انهم يعملون ضد المصلحة الوطنية الفلسطينية وسياساتهم تصب في خدمة أعداء القضية الفلسطينية.

على حد علمي أن فتح دخلت المنظمة متأخرة عدة سنوات وأستولت عليها بعدما استقال مؤسسها الراحل السياسي والمحامي والخطيب والمفوه الوطني والقومي الكبير أحمد الشقيري.

وحسب معرفتي المنظمة تأسست في يونيو – حزيران 1964 فيما فتح انطلقت سنة 1965 . أما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تأسست كجبهة بعد المنظمة وفتح لكن حقيقة هي كانت موجودة وفاعلة قبل المنظمة وفتح من خلال حركة القوميين العرب التي كان قادة الجبهة الشعبية فيما بعد مثل جورج حبش ووديع حداد وابو ماهر اليماني وصلاح صلاح من قادتها الأوائل.

منظمة التحرير الفلسطينية التي أسسها الشقيري هي البيت الجامع للكل الفلسطيني وما يجمعنا فيها هو ميثاقها القومي شطبه عرفات وميثاقها الوطني فيما بعد ايضا شطبته فتح وعرفات سنة 1996.

وما لا يجمعنا بأحد فيها هذه الأيام هو تخلي المتحكمين بهيئاتها ومؤسساتها والساطون عليها ومغتصبيها من أركان حركة فتح مثل عباس وحاشيته عن المقاومة والتحرير والوحدة الوطنية والتعبئة القومية.

هؤلاء عهروا المنظمة ونجسوا البيت الفلسطيني الجامع. وهم من شطبوا الميثاق القومي ثم الوطني، وتخلوا عن أهم أساس وطني جامع في المنظمة ألا وهو تحرير فلسطين والكفاح المسلح والمقاومة لأجل تحقيق  الانتصار والتحرير والعودة الى كل فلسطين.

هؤلاء حولوا المنظمة الى مؤسسة من مؤسسات سلطة التنسيق الأمني في رام الله. واستفردوا في القرار الفلسطيني الذي لا وجود له الآن لأنه رهينة لأموال الدول المانحة والتنازلات لصالح الاحتلال والأمريكان وحتى لبعض الدول الرجعية العربية.

يقول الدكتور عبد الستار قاسم:

 ” وجدت منظمة التحرير الفلسطينية من أجل تحرير فلسطين ومن هنا اكتسبت شرعية؛ أي أن شرعيتها كانت مستمدة من هدف إقامتها، وعبّر الميثاق القومي الفلسطيني عن ذلك ومن بعده الميثاق الوطني الفلسطيني. الآن لم يعد هذا الهدف موجودا، ولم يعد هناك من قيادات المنظمة من يتحدث عن التحرير، هم يتحدثون عن إقامة دولة فلسطينية، وليس عن التحرير أو عودة اللاجئين.”.

 نعم فعباس وفتح والسلطة ومن معهم في المنظمة يتحدثون عن السلام وعن المفاوضات والتنسيق الأمني ويبحثون في اجتماعاتهم امس واليوم المقاومة الشعبية. تصوروا الاذلال والخسة والاستخفاف بشعبنا وتضحياته. لا يجرؤون وباسم منظمتهم منظمة التحرير الفلسطينية الحديث عن الكفاح المسلح ومقاومة الاحتلال مع أنه حق شرعي وقانوني لهم. وهنا صدق الدكتور قاسم حين قال ان هدف تأسيس المنظمة لم يعد موجودا. أي هدف الكفاح والمقاومة والعودة التحرير.

بحسب خبر نشر في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك فأن مصادر مطلعة كشفت عن التلاسن الشديد الذي حصل في كواليس اجتماع اللجنة التنفيذية.عشية الاجتماع  الذي كان مرتقبا للمجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وفي هذ الصدد أوضحت المصادر الخاصة لـ “وطن نيوز” :

الرفيق “عمر شحادة” ممثل الجبهة الشعبية في الاجتماع، طرح على رئيس السلطة عباس العديد من الأسئلة الحساسة والهامة، والتي على ما يبدو أثارت غضب عباس وحنقه وكانت سبباً في تفجر الاجتماع، حيث سأل ممثل الشعبية موجهاً كلامه لعباس مباشرة حول تأخر المجلس المركزي واللجنة التنفيذية في الانعقاد رغم مرور شهر على قرار “ترامب”، كما وتابع شحادة كلامه متسائلا حول عدم توجه عباس للمحكمة الجنائية الدولية، وعدم تنفيذ القرارات السابقة للمجلس المركزي.

 ووجه شحادة أصابع الاتهام لعباس خلال مداخلته في الاجتماع العاصف للجنة التنفيذية للمنظمة. وقال بحسب “وطن نيوز :” أن عدم تنفيذ قرارات المركزي شكل خطراً على القضية وعلى المنظمة، معتبراً أنه لو نفذت قرارات المركزي قبل عامين لما وصلنا لصفقة ترامب وقراراه على حد تعبيره”.

كان عباس يتابع ويستمع بغضب وحنق شديدين لكلمة شحادة الذي سبق وتشابك مع عباس في اجتماعات سابقة للجنة، كما كان يحصل في الاجتماعات أيام المناضلة خالدة جرار ممثلة الجبهة في اللجنة قبل اعتقالها من قبل الاحتلال وايداعها السجن لاراحة عباس من ثقل وجودها وحدة موقفها ضد سياساته. ونأمل أن لا يتم اعتقال شحادة بعد أيام لاراحة عباس من خليفة جرار في اللجنة التنفيذية.

الشعرة التي قسمت ظهر البعير وجعلت عباس يخرج عن طوره ويفقد أعصابه الكلام التالي الذي جاء في حديث شحادة للجنة:

” نحن يجب أن نسأل الرئيس، المساءلة مطلوبة، ونحن في هيئة وهذه الهيئة هي التي انتخبت الرئيس ومن حقها أن تحاسبه…”.

هنا بالذات انفجر غضب عباس الذي فقد أعصابه، حيث صرخ في وجه ممثل الجبهة الشعبية، قائلاً له :

” أجلنا المجلس الوطني بسببكو، بدكو اياه يعقد في الخارج، أي بدي اطلعكو من منظمة التحرير، اطلعوا منها…” وعلى الفور انسحب عباس من الاجتماع غاضباً.

وفي اليوم التالي لم يرتاح عباس إذ أصدر من مكتبه في رام الله على اسحاق الأمين العام للقيادة المركزية لجبهة التحرير الفلسطينية وعضو اللجنة التنفيذية للمنظمة تصريحا صحافيا أعلن فيه مقاطعة دورة المجلس المركزي المنعقدة في رام الله. وجاء في التصريح:

 كنا نطمح أن يكون اجتماع المجلس المركزي في مكان خارج فلسطين المحتلة، يحضره جميع الأعضاء وممثلين عن كافة القوى الوطنية الفلسطينية لاجراء حوار موسع وصولا لخطة عمل متفق عليها. أما وقد تقرر عقد الاجتماع في رام الله بغياب من يجب حضورهم، وبتهيئة توصيات محددة مسبقا للاجتماع، فاننا نامل أن يدرك الجميع أن توصيات المجلس المركزي هي توصيات ” مهما كان مضمونها” غير ملزمة للجنة التنفيذية، وكان الأجدر أن تكون هذه التوصيات قرارات تتخذها اللجنة التنفيذية في وقتها الملائم.

اننا نرى أن دورة المجلس المركزي هذه هي مجرد احتفال كالاحتفالات السابقة، وقد ارتات القيادة المركزية للجبهة عدم المشاركة فيه .

موقف جبهة التحرير الفلسطينية غير مستغرب فهي تنظيم صغير لكن بمواقف وطنية ملتزمة لا تساوم ولا تهادن. وتقول الجبهة كلمتها مهما كانت الكلفة لأنها لا ترضى أن تكون بوقا عند عباس أو غيره. والذين عايشيوا فترة الثورة الفلسطينية قبل أوسلو وأخواتها يعرفون انها كانت هكذا وبقيت مدرسة القائد الشهيد طلعت يعقوب أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية، ابن المخيمات والمعسكرات والقواعد ورمز جيل التحرير، تقدم لنا مواقف مشرفة، مواقف اعتززنا بها وها نحن نعتز بأحدثها. فالموقف الوطني السليم وإن كان مكلفا لمن يتخذه لكنه يبقى خالدا في ضمير الشعب وفي سجل النضال الوطني الفلسطيني.

 تحية للجبهتين الشعبية والتحرير الفلسطينية..