الأرشيفوقفة عز

مجرد تهديد أمريكي للفلسطينيين وتهدئة “للاسرائيليين” المرعوبين

مجرد تهديد أمريكي للفلسطينيين وتهدئة “للاسرائيليين” المرعوبين وليس أكثر..

معقول “اسرائيل” بكل ما لديها من أسلحة وتقنيات وتكنولوجيا وجيش حديث جداً مع تسليح هو من أفضل الأفصل في العالم كله… مع طيران ومسيّرات وقنابل وصواريخ ورؤوس وغواصات ألمانية دولفين تحمل رؤوساً نووية، بالإضافة لدبابات ومدفعية وبحرية، تعتبر الأفضل في العالم، وأجهزة تجسس ورصد ومراقبة وتتبع، ومئات آلاف الجنود والمجندات والمستوطنون المسلحون والمدربون، فالمجتمع “الاسرائيلي” مجتمع عسكري، حربي، أمني، لا يوجد فيه أي مدني، ربما الأطفال فقط وليس كلهم، هذه ليست مبالغة بل هي الحقيقة. واليوم أكدها وزير الأمن القومي بن غفير الذي أمر بتسليح كل من هو ليس مسلحاً من المستوطنين. 

ماذا سيغير أو ماذا ينفع وجود حاملة طائرات أمريكية مقابل بحر غزة؟ وأهل غزة محاصرون براً وجواً وبحراً منذ أقل من عشرين سنة. والفلسطينيون في غزة يرون القطع البحرية “الاسرائيلية” كل يوم ولا تهز شعرة على رؤوسهم.

 رسائل تهديد أمريكية للفلسطينيين وللبنانيين وللسوريين ولايران ولحلفائها في العراق واليمن وللمحور كله. لكن هل تستطيع الولايات المتحدة الأمريكية المشغولة بأوكرانيا وروسيا مواجهة كل هؤلاء بكل ما يملكونه من عوامل قوة بالمنطقة؟

هل ستتحمل أمريكا الخسائر التي ستلحق بها هناك، فحاملة الطائرات ممكن أن تستهدف وتدمر وتبقى في قاع بحر فلسطين وغزة حتى الأبد. كما أن الماترينز والبحرية الأمريكية لازالوا يذكرون ما حصل مع المارينز في بيروت سنة 1983 وقصف البارجة نيوجرسي للبنان وتفجير البارجة الحربية الأمريكية في عدن… واعتقال السفن والزوارق التابعة للحرس الثوري زوراق ودنود المارينز الأمريكيين في المياه الاقليمية الايرانية … والأمثلة كثيرة.

ربما الأمريكان يحاولون رفع ثقة المجتمع “الاسرائيلي” وقيادته وجيشه بعدما أصيبوا بالصدمة والإنهيار نتيجة ملحمة غلاف غزة، التي صنعها أبطال فلسطين فقهروا جيش كان يعتقد أنه لا يقهر. اعتقد أن الأمريكان سيكتفون بالانذارات والتهديدات والوعيد والكلام وإرسال المساعدات والهبات “للاسرائيليين”.

قبل ذلك عمل ويعمل الأمريكيون على استصدار مواقف وإدانات من الأنظمة العربية المطبعة بالذات ضد الفلسطينيين. وتمكنت من الحصول على مواقف تدين الفلسطينيين من قبل الأنظمة في السعودية والامارات وقطر وتركيا.

ممثلو تلك الأنظمة عبروا بتفاوت عن استياءهم وادانتهم للفلسطينيين.. استياءهم ازاء ما “موه اختطاف مدنيين “اسرائيليين” من منازلهم كرهائن… ومن : الهجمات الفلسطينية على المدن “الاسرائيلية” والبلدات واعتبروها تصعيداً خطيراً وجسيماً يجب أن يتوقف.”.

هؤلاء يدعوون أن المستوطنين اليهود الصهاينة الذين يحتلون بيوتنا وبلداتنا ومدننا منذ ال 1948 و1967 هم من المدنيين. هؤلاء المطبعون يعتبرون مدننا الفلسطينية المحتلة مدناً يهودية “اسرائيلية”. هؤلاء ماكانوا يوماً من الأيام مع فلسطين … بل تجاراً ساهموا في تدمير القضية بأموالهم ونفطهم ووظيفتهم التي كلفوا بها لتخريب الأمة العربية.

يوم الأحد أشار موقع “كسيوس” الأمريكي إلى أن واشنطن طالبت رسميا من دول عربية لها اتفاقيات سلام مع تل ابيب على إدانة الهجوم الفلسطيني على ” اسرائيل “…. بما أنهم لا يستطيعون الرفض أطلقوا مواقفهم ضد الفلسطينيين. فالسعودية قالت “ندعو لوقف اطلاق النار في غزة فورا”. فيما أمير دولة قطر طالب بحقن دماء المدنيين وتجنيبهم تداعيات النزاع وتخفيض التصعيد هو أولوية لدولة قطر”. أخطر البينات كان البيان الامارتي المنحاز الى جانب كيان الاحتلال وضد الفلسطينيين. فيما الرئيس التركي اردوغان أعلن أنه “لا خير في مهاجمة المدنيين ونحن مستعدون للقيام بكل ما هو ممكن لتقليص التوترات.”.

هذا للأسف هو واقع حال النظام العربي الاسلامي الرسمي، الذي لا يعبر عن اراجة الشعوب. نظام إما خانع صامت وإما مطبع وعميل ويقف مع الأعداء وضد فلسطين. طبعاً باستثناء بعض الحكومات والأنظمة والدول ومحور الرفض والممانعة والمقاومة المعروف.

نضال حمد

التاسع من أكتوبر ٢٠٢٣